مظاهرة في مالي لتسريع خروج القوات الفرنسية

مظاهرة في مالي لتسريع خروج القوات الفرنسية

15 اغسطس 2022
آخر الجنود الفرنسيين بمالي يتمركزون في غاو (توماس كويكس/ فرانس برس)
+ الخط -

تظاهر العشرات في مدينةٍ شمال مالي، أمس الأحد، للدّفع باتّجاه تسريع رحيل قوّة "برخان" الفرنسيّة، حسب ما قاله منظّمو التظاهرة ومسؤولون محلّيون لوكالة "فرانس برس".

وقال المتظاهرون الذين قدّموا أنفسهم على أنّهم "القوى الحيّة" لمدينة غاو الواقعة في شمال البلاد: "نمنح اعتبارا من هذا اليوم الأحد 14 أغسطس/ آب 2022 إنذارا مدّته 72 ساعة لرحيل برخان نهائيا".

وتؤوي غاو آخر الجنود الفرنسيّين، الموجودين في مالي والذين يُغادرون إلى النيجر.

تدهورت العلاقات بين المجلس العسكري الحاكم في باماكو وباريس، القوة الاستعماريّة السابقة، في شكل حادّ خلال الأشهر الأخيرة، لا سيّما منذ وصول القوّات شبه العسكريّة من مجموعة "فاغنر" الروسيّة إلى مالي، ما دفع البلدين إلى قطيعة بعد تسع سنوات من الوجود الفرنسي المتواصل لمحاربة التطرف.

وأظهرت صور تلقّتها "فرانس برس" متظاهرين يلوّحون بلافتات كُتبت عليها عبارات "برخان ارحلي"، "برخان عرّابة الجماعات الإرهابيّة وحليفتها"، "لا يمكن لأيّ قوّة أجنبيّة أن تجعل مالي غنيمة لها".

ويجري تداول هذه الرسائل، خصوصا في الأوساط المناهضة بشدّة لفرنسا وعلى شبكات التواصل الاجتماعي. في المقابل، تندّد باريس بانتظام بحملات التضليل الضخمة ضدّها.

وكانت فرنسا الشريك الرئيسي لمالي، لكن القوة الاستعمارية السابقة أصبحت غير مرغوب فيها، وتستعد لمغادرة الدولة الأفريقية خلال أسابيع. وطرد المجلس العسكري الحاكم في مالي منذ 2020 الجيش الفرنسي واستدعى الروس عبر مرتزقة "فاغنر"، على الرغم من نفي باماكو ذلك.

ومع فك ارتباطها بمالي، ستكون فرنسا قد قلصت وجودها في منطقة الساحل إلى النصف، من خلال الإبقاء على حوالي 2500 جندي فقط في المنطقة. لكن باريس تقول منذ أشهر إنها لا تتخلى عن الحرب ضد الإرهاب، وتتحدث مع دول الساحل وخليج غينيا للتحضير لأشكال جديدة من التدخل.

وأضعفت الانقلابات العسكرية في مالي وتشاد وبوركينا فاسو تحالفات فرنسا في مستعمراتها السابقة، وشجعت المتشددين الذين يسيطرون على مساحات شاسعة من الصحراء ومناطق الغابات، كما فتحت الباب أمام نفوذ روسي أكبر.

(فرانس برس، العربي الجديد)