- مسؤول أميركي أكد دمار قاذفة الصواريخ بضربة من التحالف دفاعًا عن النفس، بينما نفت منصات إعلامية مرتبطة بمليشيات عراقية استئناف الهجمات على القوات الأميركية.
- زيارة رئيس الوزراء العراقي إلى واشنطن لم تحقق تقدمًا بشأن مطالب خروج القوات الأميركية، مع إعلان تعزيز التعاون العسكري والأمني بين العراق والولايات المتحدة.
أعلنت السلطات الأمنية في بغداد تنفيذ عملية ملاحقة لعناصر "خارجة عن القانون"، بعد قصف فصيل عراقي مسلّح، ليل أمس الأحد، قاعدة للتحالف الدولي في سورية من داخل الأراضي العراقية بمحافظة نينوى الحدودية مع الحسكة السورية بعدد من الصواريخ. والهجوم هو الأول الذي يستهدف القوات الأميركية والتحالف الدولي منذ بداية هدنة أعلنتها الفصائل العراقية الحليفة لإيران منذ أكثر من شهرين، والتي لم تسجل أي خرق. وكانت منصّات إخبارية على "تليغرام" قد نقلت، ليل أمس، خبراً أفاد باستهداف قاعدة خراب الجير في سورية بخمس صواريخ، من دون ذكر أي تفاصيل أخرى.
شاهد.. الصواريخ التي أطلقها فصيل عراقي مسلح الليلة من ناحية زمار في نينوى باتجاه قاعدة عسكرية أميركية شرق سوريا pic.twitter.com/K1ikjoUf6o
— Rudaw عربية (@rudaw_arabic) April 21, 2024
على أثر ذلك، نقلت "رويترز" عن مسؤول أميركي قوله إنّ "مقاتلة تابعة للتحالف الدولي دمّرت قاذفة صواريخ دفاعاً عن النفس، بعد أنباء عن هجوم صاروخي فاشل قرب قاعدة للتحالف في سورية"، مبيناً أنّه "لم يصب أي جندي أميركي". وأعلنت خلية الإعلام الأمني الحكومية في العراق، بعد منتصف ليل أمس الأحد، تنفيذ عملية تفتيش بحثاً عن المجموعة المسلّحة، وقالت في بيان إنّ "قطعاتنا الأمنية ضمن قاطع عمليات قيادة عمليات غرب نينوى، شرعت بعملية بحث وتفتيش واسعة عن عناصر خارجة عن القانون استهدفت، الأحد، قاعدة للتحالف الدولي بعدد من الصواريخ في عمق الأراضي السورية". وأضافت: " قواتنا الأمنية عثرت على العجلة التي انطلقت منها الصواريخ وقامت بحرقها، وما زالت تواصل عملية البحث للقبض على الفاعلين لتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم".
إلى ذلك، نفت منصات مرتبطة بمليشيات عراقية تقارير وكالة رويترز حول استئناف الهجمات على القوات الأميركية. ونقلت منصّات: صابرين نيوز، وكاف، وفاطميون، وهي الأذرع الإعلامية لمليشيا كتائب حزب الله، نفيها استئناف عملياتها ضدّ الأميركيين، وذكرت تلك المنصّات بالتزامن أنّه "لم يصدر خلال الـ48 ساعة الماضية أيّ بيان من المقاومة الإسلامية كتائب حزب الله، لا في مواقعها الرسمية ولا عبر متحدثيها، وكل ما يتم تداوله في الإعلام طفكة مراسلين (أي خبر عار من الصحة)".
وكانت "رويترز" قد نقلت خبراً مفاده أنّ "كتائب حزب الله في العراق" قرّرت استئناف الهجمات على القوات الأميركية في البلاد نتيجة عدم إحراز تقدّم يذكر في المحادثات الرامية إلى خروج تلك القوات من العراق خلال زيارة رئيس الوزراء العراقي محمد شيّاع السوداني إلى واشنطن.
ولم تفض زيارة السوداني إلى واشنطن إلى أي نتائج حاسمة بشأن ملف خروج القوات الأميركية من العراق، وهو المطلب الأساسي لحلفاء إيران، من قوى سياسية وجماعات مسلّحة، بل على العكس تماماً، وردت إشارات في البيان العراقي الأميركي المشترك إلى تعزيز التعاون العسكري والأمني بين البلدين، من دون أيّ إشارة لأي انسحاب عسكري أو إنهاء مهام التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن.
وشهدت زيارة السوداني إلى واشنطن اجتماعات مع مسؤولين أميركيين ورؤساء شركات وأعضاء في الكونغرس، كان أبرزها الاجتماع في البيت الأبيض مع الرئيس جو بايدن ووزير خارجيته أنتوني بلينكن، وأعلن السوداني خلال لقائه الرئيس بايدن "الانتقال من العلاقة العسكرية إلى الشراكة الكاملة مع واشنطن"، من دون أن يوضح معنى "الشراكة الكاملة".
وكانت كتائب حزب الله العراقية، المدعومة من إيران، قد أعلنت، في أواخر يناير/ كانون الثاني الماضي، إيقاف عملياتها ضدّ القوات الأميركية من أجل "عدم إحراج الحكومة العراقية"، موصية مقاتليها بـ"الدفاع السلبي مؤقتاً". وبعد قرار الكتائب وقف الهجمات، قال مسؤول عراقي في بغداد لـ"العربي الجديد"، إنّ القرار جاء عقب سلسلة اجتماعات بين الجماعة المسلحة وقيادات في الإطار التنسيقي، بتكليف من رئيس الوزراء محمد شيّاع السوداني، للضغط من أجل وقف العمليات العسكرية ضد الأميركيين، تجنباً لردود فعل كبيرة ومحتملة في العراق.