مصادر تكشف حقيقة ما جرى مع ناقلة النفط الإيرانية في بحر عُمان

مصادر تكشف لـ"العربي الجديد" حقيقة ما جرى مع ناقلة النفط الإيرانية في بحر عُمان

03 نوفمبر 2021
ناقلة إيرانية في الخليج (فرانس برس)
+ الخط -

تتضارب الروايات الإيرانية والأميركية بشأن حادث الناقلة الإيرانية، التي أكد الحرس الثوري الإيراني أنها تعرضت لـ"قرصنة أميركية" في مياه بحر عمان، قبل أيام، وصادرتها القوات الأميركية، قبل أن تعيدها البحرية الإيرانية بعملية "إنزال عسكري"، غير أن مصادر مطلعة كشفت لـ"العربي الجديد" عن تفاصيل للحادث لم ترد في الرواية الإيرانية. 

وأعلنت قناة "الخبر" الإيرانية، ظهر اليوم الأربعاء، نقلا عن "الحرس الثوري" الإيراني، أن القوات البحرية التابعة للحرس أحبطت عملية "قرصنة أميركية" ضد ناقلة نفط إيرانية، مشيرة إلى أن القوات الأميركية صادرت الناقلة وكانت تقودها إلى جهة مجهولة بعد تفريغ شحنتها إلى ناقلة أخرى، وهو ما أكده الحرس أيضا بعد ساعات في بيان رسمي، ثم نشر عبر التلفزيون الإيراني مشاهد مصورة عن الحادث تأكيدا لروايته.  

على الضفة الأميركية، فبعدما نقلت قناة "الجزيرة" عن مسؤول عسكري أميركي نفيه للحادث، قائلا إن "لا صحة لمزاعم الحرس الثوري بشأن ناقلة النفط الإيرانية"، عاد البنتاغون الأميركي ليتحدث عن قيام القوات الإيرانية باحتجاز ناقلة نفط ترفع العلم الفيتنامي في خليج عمان يوم 24 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.   

ونقلت "نيوزويك" عن مسؤول أميركي قوله إن القوات الأميركية شهدت احتجاز الحرس الثوري الإيراني ناقلة نفط في بحر عمان، لكنها "لم تتدخل".  

كما نقلت "الجزيرة" عن البنتاغون أن "القوات الإيرانية سيطرت على ناقلة النفط SOTHYS خلال عملية منسقة للقوارب السريعة"، مشيرة إلى أنها قادت الناقلة إلى المياه الإيرانية بعد السيطرة عليها.   

وأضاف البنتاغون أن "قوارب إيرانية سريعة ومروحية شاركت في عملية السيطرة على ناقلة النفط SOTHYS"، مشيرا إلى أن مسيرات إيرانية نفذت تحليقا غير آمن أثناء خروج طائرات عسكرية أميركية من مضيق هرمز.   

واتهم البنتاغون إيران بأنها "تستمر بممارسة أنشطة خبيثة في مياه الخليج".  

من جهته، قدم الحرس الثوري الإيراني في بيان، روايته عن الحادث، ساردا أن "الأميركيين سرقوا هذه الناقلة من مياه بحر عمان وبعد نقل شحنتها إلى ناقلة أخرى، قادوها إلى جهة مجهولة"، مشيرا إلى أن القوات البحرية التابعة للحرس "تدخلت عبر عملية إنزال عسكري على متن الناقلة وسيطرت عليها ثم قادتها إلى المياه الإيرانية". 

وأضاف البيان أن القوات الأميركية "قامت بعد ذلك بملاحقة الناقلة من خلال عدة مروحيات وطراد حربي، لكن محاولتها باءت بالفشل بأن تصدت لها قوات بحرية الحرس الباسلة بحزم واقتدار"، على حد تعبيره. 

وتابع أن "الأميركيين حاولوا بعد ذلك سد الطريق أمام الناقلة عبر استعدادات أكثر واستقدام طرادات حربية، لكنهم بعدما أدركوا جهوزية وحزم مقاتلي الحرس للمواجهة مع أي مغامرة وتهديد ضد مصالح الشعب الإيراني انصرفوا وغادروا المنطقة"، حسب قوله. 

وأكد الحرس الثوري الإيراني أن الناقلة الإيرانية دخلت المياه الإقليمية الإيرانية يوم 25 أكتوبر/تشرين الأول في تمام الساعة الثامة صباحا ورست في ميناء بندر عباس بالخليج، لافتا إلى أنه "ستوضع الأفلام الشفافة والصريحة غير القابلة للإنكار في متناول وسائل الإعلام بعد ساعة". 

تفاصيل الحادث 

وكشفت مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد" تفاصيل الحادث، مشيرة إلى أن الناقلة التي أعادتها قوات الحرس إلى المياه الإيرانية، هي الناقلة نفسها التي كان قد أعلن خلال أغسطس/آب 2020 عن توقيفها من قبل القوات الأميركية بموجب برنامج العقوبات، وهي كانت في طريقها إلى فنزويلا في المحيط الأطلسي، ثم أعلنت واشنطن لاحقا، خلال فبراير/شباط 2021، أنها باعت شحنة الناقلة. 

الناقلة هي نفسها التي كان قد أعلن خلال أغسطس/آب 2020 عن توقيفها من قبل القوات الأميركية بموجب برنامج العقوبات، وكانت في طريقها إلى فنزويلا في المحيط الأطلسي

وأضافت المصادر التي رفضت الكشف عن هويتها، أن هذه الناقلة كانت تحمل اسم "أجيلس" وترفع علم ليبيريا عندما كانت تتجه إلى فنزويلا، لافتة إلى أن الناقلة توجهت إلى الولايات المتحدة نتيجة "خيانة" الكابتن وطاقم الناقلة بعد اتصالهم بالولايات المتحدة وقاموا بتسليم الشحنة لها. 

وأوضحت أن الناقلة منذ ذلك الوقت كانت تتجه إلى الخليج وبحر عمان تحت حماية القوات البحرية الأميركية وكانت تنقل الشحنات من الإمارات إلى وجهات أخرى، مشيرة إلى أنه قبل أيام خرجت الناقلة من ميناء فجيرة الإماراتي بعد شحنها بشحنة تقدر بمليوني برميل من الوقود. 

وتابعت أن الناقلة كانت تتجه إلى خارج الخليج ودخلت مياه بحر عمان تحت حماية أربع سفن حربية أميركية ومسيرة مزودة بالصواريخ، لكن زوارق الحرس الثوري السريعة حاصرت الناقلة وأوقفتها، مشيرة إلى أنها خاضت مواجهة مع القوات الأميركية لمدة ست ساعات من دون أن تتحول إلى اشتباك عسكري. 

وأوضحت أن قوات الحرس الخاصة نفذت إنزالا عسكريا على متن الناقلة واعتقلت الطاقم وكانت تريد قيادتها إلى المياه الإيرانية، مطلقة أعيرة إنذار، ما دفع القوات الأميركية إلى الانسحاب من المكان.

والمشاهد المصورة التي عرضها الحرس الثوري عبر التلفزيون الإيراني تظهر توجه الزوارق الإيرانية السريعة التابعة للحرس نحو ناقلة النفط، ثم اقتربت منها بارجة حربية أميركية.   

ووجهت القوات الإيرانية تحذيرات إلى البوارج الأميركية أثناء عملية السيطرة على الناقلة من خلال إنزال عسكري. وتخللت المشاهد قيام زوارق الحرس الثوري بتوجيه أسلحتها نحو بارجة حربية أميركية، لتنسحب هي بعد ذلك.