مشادات في مجلس الأمة الكويتي... والحكومة تنجح في تمرير الميزانية

مشادات في مجلس الأمة الكويتي... والحكومة تواصل "انتصاراتها" بتمرير الميزانية

22 يونيو 2021
"المواجهة" انتهت برفع رئيس مجلس الأمة للجلسة بشكل نهائي (فرانس برس)
+ الخط -

 شهد مجلس الأمة الكويتي، اليوم الثلاثاء، اشتباكاً بالأيدي بين النواب الموالين للحكومة والمعارضين لها، على خلفية نجاح الحكومة، بدعم من نواب موالين لها في المجلس، في تمرير الميزانية العامة للدولة لعام 2021/ 2022، بعد فشل المعارضة في منع الجلسة من الانعقاد.  

ونقلت وسائل الإعلام الكويتية مشاهد لاشتباك بالأيدي بين النائبين المعارضين عبيد الوسمي ومساعد العارضي من جهة، والنائبين الموالين للحكومة حمود مبرك العازمي وسلمان الحليلة العازمي. كما نُقلت مشاهد لمحاولة نواب المعارضة منع الأمين العام لمجلس الأمة من تلاوة البيانات داخل الجلسة، قبل أن يتدخل حرس المجلس لفضّ النزاعات.  

وكانت المعارضة الكويتية قد حاولت استخدام ورقة الميزانية، التي يشترط الدستور الكويتي عدم فضّ دور الانعقاد إلا بإقرارها وفق ما تنص عليه المادة 145، كورقة ضغط ضد الحكومة، وقررت الدفع بعدم انعقاد جلسة مجلس الأمة العادية، والتي كانت مقررة اليوم، عبر الجلوس على مقاعد الوزراء، ما يؤدي إلى انسحاب الحكومة من الجلسة كما حدث في أربع جلسات سابقة.  

ولم تقم لجنة الميزانيات، التي تسيطر عليها المعارضة، برفع تقرير الميزانيات إلى المجلس، في محاولة لتعطيل تمرير الميزانية، لكن النواب الموالين للحكومة قدموا طلباً بتحويل الجلسة إلى جلسة خاصة، ما يعني امتناع نواب المعارضة عن الجلوس على مقاعد الوزراء كما حدث في جلسة خاصة سابقة.

وقررت المعارضة الجلوس على مقاعد الوزراء حتى مع وجود جلسة خاصة، ما أدى بالحكومة إلى إدخال وزير واحد فقط من وزرائها لإكمال النصاب، هو وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء مبارك الحريص، ثم إدخال وزير المالية خليفة حمادة لتلاوة بيان الميزانية. 

وعند اقتراب موعد التصويت، وقف رئيس الحكومة مع الوزراء أمام البوابة، ليرفعوا أيديهم بالموافقة على الميزانية بواقع 32 صوتاً، مقابل رفض نائب واحد فقط، وعدم تصويت 30 نائباً من المعارضة، والذين قالوا إن التصويت يعني موافقة صريحة على ما وصفوه بـ"انتهاك الدستور".  

وشهدت الجلسة عقب انتهاء التصويت مشادات واشتباكات انتهت برفع رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم للجلسة بشكل نهائي، وبذلك تتبقى جلسة واحدة أمام البرلمان قبل فضّ دور الانعقاد، لتحقق الحكومة "انتصاراً" لم يتوقعه كثيرون، ويقضي بإنهاء دور الانعقاد الحالي دون حلّ البرلمان والاضطرار للذهاب لانتخابات جديدة ستسيطر عليها المعارضة، وفق ما تقوله المؤشرات الانتخابية. 

وقال النائب المعارض محمد المطير، عقب رفع الجلسة، إن المعارضة ستجلس على مقاعد الوزراء في دور الانعقاد المقبل، و"لن تسمح للحكومة بانتهاك الدستور". فيما قال النائب عبيد الوسمي: "أعتذر لأهل الكويت باسمي ونيابة عن جميع النواب الأحرار الذين بذلوا كل ما يمكن لفضح مشهد أصبح مكلفاً ومملاً وخطيراً". 

وقال مراقبون إن الحكومة قد ختمت دور الانعقاد بـ"انتصار كبير يؤهلها لترتيب ملفاتها" خلال العطلة الصيفية، التي ستمتد حتى منتصف شهر أكتوبر/ تشرين الأول، وتحاول خلالها تفكيك كتلة المعارضة والحصول على 5 نواب منها، ما يعني أريحية في مواجهة كافة الاستجوابات المقدمة لرئيس الوزراء وبقية وزرائه.  

وكانت المعارضة الكويتية قد حققت انتصاراً كاسحاً في الانتخابات البرلمانية التي جرت في ديسمبر/ كانون الأول عام 2020، لكنها فشلت في ترجمة انتصارها على الأرض، بعدما استطاعت الحكومة انتزاع رئاسة البرلمان لصالح رئيس مجلس الأمة الحالي مرزوق الغانم. 

 واستغلت الحكومة مقاطعة النواب لجلسة أدائها اليمين الدستورية لتقوم بتمرير قرار ينص على تحصين رئيس مجلس الوزراء وحمايته من الاستجوابات حتى منتصف عام 2022، وهو ما دعا المعارضة لإفشال جلسات مجلس الأمة ومنعها من الانعقاد عبر الجلوس على مقاعد الوزراء. 

المساهمون