مسيرات جديدة في بيروت دعماً لفلسطين وانتشار أمني جنوباً

مسيرات جديدة في بيروت دعماً لفلسطين وانتشار أمني جنوباً

20 مايو 2021
مسيرات شعبية من مناطق عدّة في العاصمة اللبنانية بيروت (حسين بيضون/العربي الجديد)
+ الخط -

خرجت مسيرات شعبية من مناطق عدّة في العاصمة اللبنانية بيروت، اليوم الخميس، نصرةً لفلسطين المحتلة، واعتراضاً على المجازر التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، والعدوان على قطاع غزة المستمرّة منذ العاشر من مايو/أيار الجاري، ورفضاً لسياسات التطبيع معه.

وانطلق متظاهرون من مخيم مار الياس للاجئين الفلسطينيين في بيروت، وجابوا نقاطا عدّة في العاصمة، كما جابت مسيرات البربير، الكولا، بشارة الخوري، الحمرا والطريق الجديدة، وغيرها من المناطق، حيث رفع المحتجون الأعلام الفلسطينية واللبنانية وأطلقوا هتافات تؤكد أنهم "مع فلسطين للموت"، وأن "من بيروت إلى الشيخ جراح رح منواصل الكفاح".

اليونيفيل: حوادث خطرة

من جهة ثانية، أصدر رئيس بعثة "اليونيفيل" وقائدها العام اللواء ستيفانو ديل كول، الخميس، بياناً أشار فيه إلى أنه "في الأيام الأخيرة وقعت حوادث خطيرة عدّة عبر الخط الأزرق، من بينها حوادث إطلاق صواريخ من جنوب لبنان على إسرائيل، مما أدى إلى إطلاق نيران مدفعية كردِّ فعلٍ من جانب الجيش الإسرائيلي داخل منطقة عمليات اليونيفيل. وبينما شهدنا 15 عاماً من الاستقرار النسبي تظهر هذه الحوادث أننا لا نستطيع أن نأخذ هذا كأمر مسلّم به".

وقال ديل كول إن "اليونيفيل استخدمت جميع آلياتها لاحتواء الحوادث ومنع حصول المزيد من التصعيد، وقد استجابت الأطراف حتى الآن لنداءاتي بضبط النفس، الأمر الذي ساعد قواتنا في التدخل على الأرض من خلال قنوات الارتباط الخاصة باليونيفيل، في كل مرة واجهنا فيها تحديات في منطقة عملياتنا في جنوب لبنان".

وناشد رئيس البعثة الأطراف "ممارسة أقصى درجات ضبط النفس ومواصلة التنسيق الوثيق مع اليونيفيل للحدّ من التوتر ومنع التصعيد وتجنب اتخاذ إجراءات أحادية الجانب في هذه الفترة الحسّاسة للغاية".

عكر تتفقد الجيش في الجنوب

وقامت وزيرة الدفاع والخارجية اللبنانية في حكومة تصريف الأعمال زينة عكر، يوم الخميس، بجولة تفقدية على عددٍ من ألوية وأفواج الجيش اللبناني في الجنوب، وشددت على دور الجيش في التصدّي لأي اعتداءات على الحدود الجنوبية ومنع التهريب وتسلّل الأشخاص، وضبط الأمن في محيط المخيمات الفلسطينية.

وقامت قوات الاحتلال الإسرائيلي الخميس باقتلاع الأشجار الحرجية قرب الطريق العسكري لمستعمرة المطلة، وعمدت إلى وضع سياجٍ جديدٍ وأسلاك شائكة منعاً لوصول المدنيين من الجهة اللبنانية للحدود مع فلسطين المحتلة.

كما أفادت "الوكالة الوطنية للإعلام" عن إصابة عدد من العمال السوريين الذين يعملون في الزراعة بحريق في العيون من جراء إطلاق الاحتلال الإسرائيلي يوم الخميس قنابل دخانية باتجاه سهل مرجعيون.

ويخيّم الهدوء الحذر على البلدات الحدودية في الجنوب في ظلّ انتشار كثيف لعناصر الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل، وتسيير دوريات لضمان بقاء الوضع مستقراً والحؤول دون حصول تصعيدٍ، خصوصاً بعدما سجل الأربعاء، وللمرة الثالثة خلال أسبوع واحد، إطلاق صواريخ من جنوب لبنان باتجاه أراضي فلسطين المحتلة، فردت عليها مدفعية جيش الاحتلال بقصف أهدافٍ مختلفة عند الحدود الجنوبية وداخل الأراضي اللبنانية.

أفادت "الوكالة الوطنية للإعلام" عن إصابة عدد من العمال السوريين الذين يعملون في الزراعة بحريق في العيون من جراء إطلاق الاحتلال الإسرائيلي يوم الخميس قنابل دخانية باتجاه سهل مرجعيون

وقال بيان للجيش اللبناني الأربعاء إن مدفعية الاحتلال الإسرائيلي استهدفت منطقة وادي حامول قرب صديقين، وقد أحصي سقوط 17 قذيفة، ولم يسفر القصف عن وقوع أضرار أو سقوط إصابات.

كما عثرت وحدة من الجيش اللبناني في المكان عينه على 4 منصات فارغة لإطلاق الصواريخ، ومنصة مجهزة بصاروخ كان معداً للإطلاق، وعملت الوحدات المختصة على تفكيكه.

إشكالات مع ناخبين سوريين

على صعيدٍ آخر، عاد الهدوء نسبياً مساء الخميس إلى المناطق التي شهدت إشكالات بين محتجين لبنانيين وناخبين سوريين خلال توافدهم، سواء سيراً على الأقدام أو عبر حافلات إلى مقرّ السفارة السورية في اليرزة - بعبدا (شرقي بيروت) للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية المقرّرة للمقيمين في الخارج.

واعتبر المحتجون اللبنانيون أن "الناخبين السوريين ألصقوا صور رئيس النظام بشار الأسد عبر الحافلات التي توجهوا بها إلى مقر السفارة ورفعوا الأعلام السورية ووضعوا الأناشيد عبر مكبرات الصوت المؤيدة للأسد بطريقة استفزازية، ما دفعهم إلى قطع الطريق أمامهم ومنعهم من الوصول إلى اليرزة".

وشدد المحتجون على أن كل "ناخب يصوت لرئيس النظام السوري تنتزع عنه صفة النازح، وعليه أن يعود إلى سورية حيث يسيطر النظام".

وأثارت تحركات المحتجين اختلافات كبيرة في وجهات النظر بين اللبنانيين، حيث إن هناك من اعترض على الاعتداءات التي طاولت السوريين ووصلت إلى حدّ تكسير سياراتهم وضربهم، كما جرى استنكار التعاطي معهم بهذا الأسلوب، ولا سيما أن قسماً منهم تعرض لتهديدات وضغوطات للتصويت لصالح الأسد، واعتبروا أن التحركات لم تكن عفوية بعدما عمدت أحزاب معارضة للنظام السوري إلى نشر بيانات عنصرية تشجع على قطع الطريق على الناخبين وترفع خطاب ترحيلهم.

وفي حين سرت أنباء عن أن "مفوضية اللاجئين للأمم المتحدة طلبت من الحكومة اللبنانية تزويدها بأسماء السوريين الذين سيشاركون بالانتخابات الرئاسية ليصار في ما بعد إلى إنهاء ملفاتهم كلاجئين (تصر السلطات اللبنانية على وصفهم بالنازحين)، منها صدر عن لسان النائب السابق خالد الضاهر، نفى مصدرٌ في مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان، لـ"العربي الجديد"، هذا الكلام جملةً وتفصيلاً، وأكد أنه غير صحيح والمفوضية حتماً، لم ولن تتخذ مثل هذه الخطوة.

المساهمون