كشفت مصادر مصرية خاصة عن محاولات مصرية تمهّد بشكل جاد لفتح قنوات اتصال مع حركة "طالبان"، بعد سيطرة الحركة على أفغانستان بشكل كامل وخروج القوات الأميركية من كابول. وقالت المصادر، التي تحدثت لـ"العربي الجديد"، إن التوصيات بشأن أفغانستان، الصادرة عن أجهزة صنع القرار السياسي في مصر، اتفقت جميعها على ضرورة عدم استعداء الحركة أو القطيعة معها، بل أوصت بأن يجري البدء في فتح قنوات اتصال بشكل عاجل مع "طالبان" كمرحلة أولى قبل استئناف العلاقات بشكل طبيعي مع أفغانستان، في ظلّ سيطرة الحركة على الأوضاع هناك.
اتفقت جميع التوصيات السياسية في مصر على ضرورة عدم استعداء الحركة أو القطيعة معها
وكشفت المصادر أن المسؤولين في جهاز الاستخبارات العامة عقدوا لقاءات مع "جهاديين مصريين سابقين"، قاتلوا إلى جانب "طالبان" في أفغانستان إبان الوجود السوفييتي، وكذا في الفترة التي سبقت الغزو الأميركي لأفغانستان في أعقاب هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2011. يذكر أن عدداً من قادة وأعضاء "الجماعة الإسلامية" وتنظيم "الجهاد المصري" كانوا قد شاركوا في القتال ضد السوفييت في أفغانستان إبان الاحتلال السوفييتي لهذا البلد. وبحسب المصادر، التقت قيادات أمنية مصرية مكلّفة بالملف مع اثنين من قيادات "الجماعة الإسلامية" المحبوسين على ذمّة اتهامات موجهة إليهما في أعقاب الانقلاب العسكري في مصر في الثالث من يوليو/ تموز 2013. وأشارت المصادر إلى أن اللقاء انصب على إمكانية لعب دور في تنسيق اتصالات مع أي من قيادات "طالبان" الحاليين. وبحسب المصادر، يرى صنّاع القرار المصري ضرورة التواصل مع الحركة مبكراً، "قبل أن يجدوا أنفسهم مضطرين لتلك الخطوة بعد فوات الأوان".
وتتقاطع معلومات المصادر مع تصريحات لمصادر سياسية أخرى أشارت، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن هناك قنوات اتصال أخرى مقترحة عبر شخصيات أزهرية تلقى قبولاً لدى قيادة الحركة الأفغانية. وكشفت المصادر أيضاً أن تعليمات صدرت لكافة وسائل الإعلام المصرية بعدم تناول حركة "طالبان" في تغطيتها بمصطلحات سلبية وعدم التطرق لتناول الشأن الأفغاني بعد سيطرة الحركة على كابول بالتحليل، والاكتفاء بالتغطيات الخبرية فقط. وكانت مداخلة هاتفية لأحد المتحدثين باسم "طالبان" مع الإعلامي المصري أحمد موسى، المعروف بتبعيته للأجهزة الأمنية، قد أثارت جدلاً واسعاً، قبل أن تقوم إدارة القناة بحذفها من منصّاتها في مواقع التواصل الاجتماعي.