مدريد توافق على تسليم الجزائر دركياً منشقاً

مدريد توافق على تسليم الجزائر دركياً منشقاً

21 اغسطس 2021
الدركي السابق يواجه تهماً خطيرة (فيسبوك)
+ الخط -

قرر القضاء الإسباني تسليم الرقيب الأول السابق في الدرك الجزائري محمد عبد الله إلى الجزائر بناء على طلب جزائري، وأصدر مرسوم ترحيله مساء أمس الجمعة، فيما تجرى في الوقت الحالي ترتيبات بين السلطات في البلدين لتنفيذ ذلك.

وكان عبد الله قد فر من الجزائر إلى إسبانيا لطلب اللجوء السياسي قبل سنوات، ونشط كمعارض على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما تواصل الجزائر مساعيها لتسلم عدد آخر من الناشطين والعسكريين الفارين إلى الخارج.

وأخفقت جمعيات ومنظمات حقوقية في ثني السلطات الإسبانية عن اتخاذ قرار تسليمه، حيث كانت عائلته ومجموعة من الناشطين قد تجمعتا لعدة أيام أمام المحكمة الإسبانية ببرشلونة، للمطالبة بعدم تسليمه، بحجة إمكانية تعرضه للتعذيب وعدم خضوعه للمحاكمة العادلة. لكن القضاء الإسباني قرر في نهاية المطاف الاستجابة لطلب الحكومة الجزائرية.

ووجه القضاء الجزائري إلى الرقيب السابق في الدرك تهماً تتعلق بـ"الانخراط في جماعة إرهابية (حركة رشاد) تقوم بأفعال تستهدف أمن الدولة والوحدة الوطنية، وتمويل جماعة إرهابية تقوم بأفعال تستهدف أمن الدولة وجنحة تبييض الأموال في إطار جماعة إجرامية".

وبموجب هذه التهم، أصدرت محكمة في العاصمة الجزائرية، في 21 مارس/ آذار الماضي، مذكرة توقيف دولية بحق عبد الله، برفقة ثلاثة أشخاص آخرين.

وكان عبد الله ينتمي إلى جهاز الدرك الوطني، وعمل فترة في مقر وزارة الدفاع الوطني، لكنه قرر الخروج من البلاد قبل ثلاث سنوات وطلب اللجوء السياسي في إسبانيا. وحمل معه مجموعة من الوثائق والصور والفيديوهات، كان التقطها أثناء انتمائه إلى وحدة الطيران التابعة لقيادة الدرك، وقام بعد ذلك بنشر الأسرار الوثائق والمعلومات وبث الصور والفيديوهات، وهاجم قيادات في الجيش والدرك، واتهمها بالفساد والتواطؤ مع لوبيات.

 وتمكنت الجزائر حتى الآن من إعادة عدد من العسكريين المنشقين ومعارضين ومسؤولين فارين إلى الخارج، كان آخرهم مدير عام مجمع النفط في الجزائر (سوناطراك) عبد المؤمن ولد قدور، الذي تم تسلمه من الإمارات. كما استعادت الجزائر من تركيا عسكريا فارا وهو الرقيب قرميط بونويرة، مدير مكتب قائد أركان الجيش الراحل أحمد قايد صالح.

وتسعى الجزائر أيضا لاستلام عدد من الناشطين والمعارضين والعسكريين الفارين إلى الخارج، والموجودين في دول كفرنسا وإسبانيا وسويسرا والمغرب وبريطانيا وألمانيا ولبنان، أبرزهم وزير الصناعة السابق عبد السلام بوشوارب، والقائد السابق لجهاز الدرك غالي بلقصير، والضابط السابق في المخابرات هشام عبود، والدبلوماسي السابق محمد العربي زيتوت، والناشطان أمير بوخرص وسعيد بن سديرة.

المساهمون