مخاوف من "فوضى" في فرنسا عشية احتجاجات جديدة على زيادة سن التقاعد

مخاوف من "فوضى" في فرنسا عشية احتجاجات جديدة على زيادة سن التقاعد

26 مارس 2023
محتجون يتجمعون في ميلي بعد يوم من الاحتجاج في سانت سولين على مشروع للري (فرانس برس)
+ الخط -

حذّرت الحكومة والنقابات الفرنسية من خطر حدوث "فوضى" في ظلّ احتقان على خلفية إصلاح نظام التقاعد، فيما يستعد الرئيس إيمانويل ماكرون لاستقبال قادة تحالفه الحاكم الاثنين.

وتواصلت الاحتجاجات ضد إصلاح نظام التقاعد، السبت، في عدة مدن، حيث تظاهر مئات الأشخاص قبل يوم التعبئة الكبيرة العاشر، الثلاثاء.

شارك في يوم التعبئة السابق، الخميس، ما بين مليون (وفق الشرطة)، و3,5 ملايين شخص (وفق النقابات)، في عدة تظاهرات شابتها حوادث عديدة، من أبرزها اعتداء على مركز شرطة في لوريان (غرب) وإحراق شرفة مقر البلدية في بوردو (جنوب غرب)، واشتباكات وحرائق في باريس.

إضافة إلى المتظاهرين المتطرفين، تطاول الاتهامات بالعنف قوات الأمن لدرجة أن مجلس أوروبا أعرب عن قلقه من "الاستخدام المفرط للقوة" ضد المحتجّين.

وعلاوة على التعبئة ضد إصلاح نظام التقاعد، تحولت جهود المنظمات البيئية ضد إنشاء خزانات مياه ضخمة في سانت سولين (وسط غرب) إلى كابوس، السبت.

فقد اندلعت صدامات عنيفة بين مجموعة من المتظاهرين والشرطة، ما أسفر عن إصابة ثلاثة على الأقل بجروح خطرة، بينهم شخص بين الحياة والموت.

في هذا الجو المشحون، وبعد شهرين من بدء التعبئة ضد إصلاح نظام التقاعد الذي جرى اعتماده من دون تصويت في البرلمان، تترقب فرنسا يومها العاشر من التعبئة.

ويستقبل الرئيس إيمانويل ماكرون في قصر الإليزيه، الاثنين، رئيسة الوزراء إليزابيت بورن، ومسؤولي الغالبية البرلمانية الداعمة له من قادة أحزاب ووزراء وبرلمانيين.

وقد أعرب ماكرون عن استعداده للتفاوض مع النقابات بشأن كل الموضوعات، باستثناء إصلاح نظام التقاعد.

وفي خطوة يبدو أنها تسعى إلى "تهدئة البلاد"، أعلنت رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيت بورن، في مقابلة مع وكالة فرانس برس، أنها ستلتقي، في الأسبوع الذي يبدأ في 3 إبريل/نيسان، المجموعات البرلمانية والأحزاب السياسية بما في ذلك المعارِضة، كما وممثلين محليين.

كذلك من المقرر أن تجري بورن لقاءات مع منظمات نقابية ولأرباب العمل في الأسبوع التالي، وفق ما أوضحت رئيسة الوزراء، وذلك في خضم استمرار التظاهرات.

وفي ظل هذا التشدد من كل الأطراف، تحمل السلطة بعض خصومها مسؤولية الاحتقان.

وقال المتحدث باسم الحكومة أوليفييه فيران: "المحتجون غاضبون وعلينا سماعهم"، لكن لا علاقة لهم "بالمشاغبين الذين يأتون لنشر الفوضى في البلاد".

لكن الأمين العام للنقابة الإصلاحية "سي إف دي تي" لوران بيرجيه رفض تصريح فيران، واعتبر أن "من العبث المخاطرة بإغراق فرنسا في الفوضى".

وقال رئيس "التجمع الوطني" جوردان بارديلا، الأحد، إن "إيمانويل ماكرون يسعده هذا الاضطراب وهذه الفوضى".

(فرانس برس)