مجلس النواب الليبي يواصل جلساته في طبرق بدون حضور عقيلة صالح

مجلس النواب الليبي يواصل جلساته في طبرق دون حضور عقيلة صالح.. والمشري بأنقرة

16 اغسطس 2022
بحث المجلس "الانسداد السياسي وسُبل الدفع بالمسار الدستوري" (Getty)
+ الخط -

استأنف مجلس النواب الليبي جلسته، اليوم الثلاثاء، بمقره في مدينة طبرق، برئاسة النائب الأول لرئيس مجلس النواب فوزي النويري. ويناقش النواب، خلال جلسة اليوم، "الانسداد السياسي وسُبل الدفع بالمسار الدستوري"، بحسب تدوينة للمتحدث الرسمي باسم المجلس عبد الله بليحق على صفحته الرسمية. وتعد هذه الجلسة، التي بدأت أمس الاثنين، الأولى لمجلس النواب في مقره في طبرق، بعد إقدام عدد من المحتجين على إحراق المقر، الشهر الماضي. ويعقد المجلس جلسته الحالية في ظل تغيب رئيس المجلس عقيلة صالح، لليوم الثاني، حيث يوجد، حتى صباح اليوم الثلاثاء، في العاصمة المصرية القاهرة، بعد انتهاء اجتماع غير معلن جمعه برئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري، على مدار يومين بالقاهرة برعاية مصرية. ووفقاً لمصادر ليبية مطلعة، تحدثت لـ"العربي الجديد" في وقت سابق، فإن الهدف من اللقاء في القاهرة مناقشة البدائل الممكنة لحل الصراع الحكومي القائم بين حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، وتلك المكلفة من مجلس النواب برئاسة فتحي باشاغا، بقصد إيجاد صيغة توافقية، وكذلك إمكانية إعادة تنشيط المسار الدستوري المتوقف منذ أكثر من شهر بعد فشل جولات اللجنة الدستورية المشتركة من مجلسي النواب والدولة في التفاهم حول إطار دستوري للانتخابات المؤجلة. لكن اللقاء انتهى من دون التوصل إلى رؤية مشتركة لحل الصراع الحكومي، بحسب مصادر ليبية مقربة من مجلسي النواب والدولة. وأوضحت المصادر، التي تحدثت لـ"العربي الجديد"، أن الاجتماع لم يسفر عن شيء حتى الآن، في ظل تمسك كل من الطرفين بوجهة نظره، وهي إصرار صالح على تمكين حكومة باشاغا مع القبول بإعادة توزيع وزاراتها بين الفاعلين السياسيين والعسكريين في البلاد، فيما يرى المشري ضرورة تشكيل حكومة ثالثة بديلة عن الحكومتين الحاليتين. وأوضح أحد المصادر، وهو مصدر برلماني، أن المشري انتقل إلى أنقرة بشكل مباشر حاملاً معه مضمون رؤية جديدة لتجاوز الصراع الحكومي، ملخصها دمج الحكومتين مع إجراء تعديلات عليها، وتتمثل في تقليص عدد الحقائب الوزارية مع تعيين رئيس جديد للحكومة المؤلفة من الحكومتين، مشيراً إلى أن المشري يسعى لإقناع أنقرة بدعم رؤيته كونها الأنسب لتجاوز الخلاف مع مجلس النواب.

وفيما يشكك المصدر البرلماني بقبول رئيسي الحكومتين، عبد الحميد الدبيبة وفتحي باشاغا، بمثل هذه الرؤية، ذكرت وكالة الأناضول التركية أن وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو التقى، اليوم الثلاثاء، المشري في العاصمة التركية أنقرة. ونقلت الوكالة عن تغريدة لأوغلو أن اللقاء بحث آخر التطورات الليبية، وفي مقدمتها العملية الانتخابية، ونقلت عنه قوله "سنواصل تقديم دعمنا القوي للأشقاء في ليبيا، كما فعلنا سابقا، وسنطور تعاوننا في كافة المجالات". من جانب آخر، طالب السفير الأميركي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند كافة الأطراف السياسية بتجنب اتخاذ أي خطوات من شأنها إثارة العنف. وبحسب منشور للسفارة الأميركية، فإن نورلاند ناقش مع عضو المجلس الرئاسي عبد الله اللافي، في اتصال هاتفي، جهود المجلس الرئاسي لمعالجة الوضع السياسي والأمني المتوتر في البلاد، مشيرة إلى أن السفير الأميركي حث حكومة الوحدة الوطنية على التعاطي مع المؤسسات الليبية لتمهيد الطريق لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أقرب وقت ممكن. وأشارت السفارة إلى أن نورلاند أثنى على دور الاتحاد الأفريقي لعمله على تعزيز المصالحة الوطنية في ليبيا. ويأتي منشور السفارة الأميركية بعد ساعات من تصريحات لمندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة الطاهر السني، الموالي لحكومة الوحدة الوطنية، أشار فيها لرفض حكومة الوحدة الوطنية تعيين مجلس الأمن الدبلوماسي السنغالي عبد الله بيتالي مبعوثا جديدا للامم المتحدة في ليبيا. وفيما أكد السني الخلافات العميقة في مجلس الأمن بشأن تعيين مبعوث أممي جديد وصعوبة اختياره، أشار إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة كان قد رشح الجزائري صبري بوقادوم لمنصب مبعوث خاص، وبعد عدم حصول إجماع، رشح بيتالي، مؤكدا أن حكومة الوحدة الوطنية "سجلت اعتراضا على المرشح الأخير"، دون بيان أسباب اعتراضها. وفي السياق، علق المتحدث الرسمي باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك على تصريحات السني قائلاً "لم نعلن عن أي شخصية بعد"، مشيراً إلى وجود صعوبات تواجه مجلس الأمن في التوافق على مبعوث جديد، لكنه أكد أن الأمم المتحدة تبذل جهودا سريعة لاختيار اسم ستعلن عنه بمجرد التوافق عليه، وفقا لبيان صحافي موجز نشرته الأمم المتحدة على موقعها الرسمي.

المساهمون