مبعوث وزير الخارجية القطري: مستعدون للوساطة بين تركيا والسعودية

مبعوث وزير الخارجية القطري: مستعدون للوساطة بين تركيا والسعودية إذا طلب منا ذلك

11 يناير 2021
0المبعوث الخاص لوزير الخارجية القطري خلال محاضرة في معهد الدوحة اليوم (العربي الجديد)
+ الخط -

أكد المبعوث الخاص لوزير الخارجية القطري لمكافحة الإرهاب وفض المنازعات، مطلق بن ماجد القحطاني، استعداد قطر للعب دور الوساطة بين المملكة العربية السعودية وتركيا، إذا طلب منها ذلك، في سبيل تحقيق السلم والأمن الجماعي واستقرار المنطقة.

وألقى القحطاني محاضرة في معهد الدوحة للدراسات العليا، حملت عنوان "سياسة وتجربة دولة قطر في الوساطة وحل النزاعات"، وتحدث عن العلاقة بين مكافحة الإرهاب والوساطة في تسوية المنازعات، وسياسة قطر في تسوية المنازعات الإقليمية والدولية.

وقال إن قطر تسعى، ومنذ عام 1995، إلى تبني سياسة خارجية مستقلة، قائمة على التعاون المتبادل وإقامة التوازن في العلاقات الإقليمية والدولية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وتسوية المنازعات بالطرق السلمية.

ولفت إلى أن الدوحة "وضعت الوساطة والمساعي الحميدة لحل المنازعات بالطرق السلمية منهجا وركنا من أركان سياستها الخارجية، وحققت في هذا النهج نتائج كبيرة، ما أكسبها ثقة المجتمع الدولي، وأصبحت لاعبا رئيسا على الساحتين الإقليمية والدولية في الوساطة، ووسيطا مقبولا في الأزمات الدولية والإقليمية ودون الإقليمية".

وأشار إلى أن قطر "تمتلك مصادر دخل حيوية واستراتيجية، وتقع في منطقة حيوية وجيوسياسية واقتصادية مهمة، وفي نفس الوقت، تقع في منطقة ملتهبة وفي حالة من التوتر شبه دائمة، من بعض القوى الإقليمية، بالإضافة إلى أنها تقع بين دولتين جارتين توجد تحديات بينهما، السعودية وإيران، كل ذلك دفع قطر إلى تبني سياسة مستقلة محايدة تؤمن بالحوار والمساعي الحميدة والوساطة والمفاوضات والدبلوماسية الوقائية وتسوية المنازعات والأزمات بالطرق السلمية، فأصبح ذلك خيارا استراتيجيا لدولة قطر".

واعتبر أن ما يدفع تلك الدول والأطراف السياسية المختلفة للجوء إلى دولة قطر كي تلعب دور الوسيط في الكثير من المنازعات والأزمات، هو أن الدوحة "ليست لها أجندة سياسية خفية، ولا تبحث عن الشهرة الإعلامية، وإنما تسعى لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام الإقليمي والدولي، والتنمية المستدامة ورفاهية الشعوب"، لافتا إلى أن "قطر تعمل بكل مصداقية وشفافية وفق أحكام القانون الدولي، وتحافظ على مسافة متساوية من أطراف الصراع، ولا تقف مع طرف على حساب الطرف الآخر، ولا تفرض إملاءاتها على أحد وتعمل باستقلالية وحيادية، ما أكسبها نوعا من المصداقية لدى أطراف عديدة".

وأوضح أن "قطر حصلت على المرتبة الأولى في مؤشر السلام العالمي في منطقة الشرق الأوسط، والـ27 على مستوى العالم".

وأعرب القحطاني عن تفاؤله بأن تساهم مخرجات "قمة العلا" في تعزيز العمل الخليجي والعربي المشترك، لما لدول التعاون من ثقل في العالم العربي، مضيفا أن أجواء المصالحة الخليجية إيجابية جدا، متمنيا استمرارها، وطي صفحة الماضي، وبدء صفحة جديدة مبنية على الأسس والمبادئ التي تم الاتفاق عليها في بيان"العلا"، وهي عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وتعزيز التعاون الأمني ومكافحة الإرهاب، واحترام سيادة الدول.

وردا على سؤال لـ"العربي الجديد" حول إمكانية أن تلعب قطر دورا للمصالحة ورأب الصدع بين تركيا والمملكة العربية السعودية، قال المبعوث الخاص لوزير الخارجية القطري إن ذلك يرجع إلى مبدأ موافقة الدول المعنية، وفيما إذا ارتأت هاتان الدولتان أن يكون لقطر دور في هذه الوساطة، فبالإمكان القيام بهذا الأمر، لافتا إلى أن قطر لعبت دورا دبلوماسيا كبيرا بين الولايات المتحدة وتركيا، في التوترات التي حصلت بين أنقرة وواشنطن، وقامت بهذا العمل بهدوء ومهنية وتجاوزت تلك المرحلة.

وبشأن المفاوضات الأفغانية الأفغانية الجارية في الدوحة، أكد القحطاني أنها تسير على قدم وساق رغم وجود تحديات على الأرض، وأوضح أنه بعد أن جلس الفرقاء الأفغان، للمرة الأولى بعد 20 سنة من النزاع، إلى طاولة المفاوضات، ابتداء من 12 سبتمبر/ أيلول العام الماضي، جرى الاتفاق على قواعد الإجراءات بين الفرقاء، وكذلك تبادل أجندات مفاوضات السلام بين الطرفين، فيما تستمر هذه المفاوضات حاليا لدمج هذه المقترحات، معربا عن أمله بالتوصل إلى اتفاق بين الفرقاء الأفغان خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.