ما حظوظ بايدن وترامب في الانتخابات المقبلة على ضوء استطلاعات الرأي؟

ما حظوظ بايدن وترامب في الانتخابات المقبلة على ضوء استطلاعات الرأي؟

08 سبتمبر 2023
بايدن وترامب يتنافسان في الانتخابات الرئاسية الأميركية من جديد (فرانس برس)
+ الخط -

تطغى حمى الانتخابات على ما عداها في أروقة السياسة الأميركية وعلى منصات الإعلام الأميركي، ويتابع الديمقراطيون والجمهوريون استطلاعات الرأي وتغير مزاج الناخب الأميركي، ونشرت شبكة (سي ان أن)، أمس الخميس، نتائج استطلاع للرأي أجرته مؤخراً، حمل مفاجآت غير سارة للديمقراطيين.

ويظهر الاستطلاع أن نسبة كبيرة من الناخبين قلقون بشأن عمر المرشح الديمقراطي والرئيس الحالي جو بايدن، بالإضافة إلى أن الاستطلاع أظهر أن معظم المرشحين الأساسيين للحزب الجمهوري حققوا نتائج جيدة في المنافسات الافتراضية مع بايدن.

وقالت صحيفة "The Hill" الأميركية أن استطلاع الـ"سي أن أن" احتوى على العديد من الإشارات الحمراء لبايدن والديمقراطيين، حيث قال 46 بالمئة من الناخبين المسجلين إن أي مرشح رئاسي جمهوري سيكون أفضل من بايدن في انتخابات العام المقبل، وقال 49 بالمئة إن عمر بايدن هو أكبر مصدر قلق لهم بشأنه كمرشح في عام 2024، وبلغت نسبة الموافقة الإجمالية لبايدن في الاستطلاع 39 بالمئة، و74 بالمئة فقط بين الديمقراطيين.

وفي المواجهات الافتراضية المباشرة، أي التخيير بين بايدن والمرشحين الآخرين، يتنافس بايدن مع معظم خصومه الجمهوريين المحتملين، بما في ذلك الرئيس السابق دونالد ترامب، وهو المرشح الأوفر حظاً للفوز بترشيح الحزب الجمهوري. وتقدمت حاكمة ولاية كارولينا الجنوبية السابقة نيكي هيلي على بايدن بفارق 6 نقاط في مباراة الانتخابات العامة الافتراضية بين الاثنين.

وسارع بعض الديمقراطيين وحلفاء بايدن إلى القول إنه من السابق لأوانه في دورة 2024 وضع الكثير من الاهتمام في المواجهات المباشرة، وإن بايدن لديه سجل حافل يمكن أن يرفع من أسهمه وإن حملته مستمرة لتعبئة الناخبين وعرض الإعلانات في الولايات التي تشهد معارك مع الجمهوريين.

ولكن الخبير الاستراتيجي السابق في البيت الأبيض وحملة أوباما الانتخابية ديفيد أكسلرود يرى أن "هذه الأرقام ليست جيدة، وهي تتفق مع معظم استطلاعات الرأي الأخرى التي رأيناها... البلاد في مزاج معكر". 

في حين قال عدد من الاستراتيجيين ومنظمي استطلاعات الرأي الديمقراطيين إنهم لن يعطوا الكثير من الاهتمام لاستطلاع شبكة سي أن أن وحده، إلا أن ذلك جزء من اتجاه أكبر للاستطلاعات الأخيرة التي أظهرت قلق الناخبين بشأن عمر بايدن، الذي يبلغ 80 عاماً وسيكون عمره 86 عاماً في نهاية فترة ولايته الثانية المحتملة.

وأظهر استطلاع آخر، أجرته صحيفة "وول ستريت جورنال" في الفترة من 24 إلى 30 أغسطس/آب، أن 42 بالمائة من الناخبين يوافقون على أداء بايدن كرئيس، وقال 73 بالمائة من الناخبين المسجلين إن عبارة "أكبر من أن يترشح للرئاسة" تصف بايدن جيداً.

أما نائبة الرئيس كامالا هاريس، فقالت حين سُئلت عن استعدادها للعمل رئيسةً، في إشارة إلى عمر بايدن وقدرته على تولي فترة ولاية ثانية، إنها مستعدة للعمل قائدةً أعلى للقوات المسلحة "إذا لزم الأمر"، لكنها أضافت "جو بايدن سيكون بخير".

ووجد استطلاع "سي أن أن" أن ما يقرب من ثلثي الديمقراطيين أو المستقلين ذوي الميول الديمقراطية يريدون شخصاً آخر غير بايدن مرشحاً لهم، والغالبية العظمى لم تتمكن من تسمية بديل محدد، ما يؤكد حقيقة أن بايدن هو حامل لواء الحزب الذي يتجه إلى الانتخابات الرئاسية.

وحتى مع خلو طريق بايدن من منافس جدي على ترشيح الحزب، يعتقد الديمقراطيون أن البيت الأبيض وحملة الرئيس سيتعين عليهما صياغة رد على الأسئلة المتعلقة بعمره، والتي لا تظهر أي علامات على التراجع.

وقال جيم كيسلر، المؤسس المشارك لمركز الأبحاث الوسطي "الطريق الثالث"، إنه غير قلق بشأن استطلاع "سي أن أن" على نطاق واسع، لكنه أكد حقيقة أن عمر بايدن هو في مقدمة اهتمامات العديد من الناخبين، وسيكون نقطة هجوم للجمهوريين.

وأشاروا أيضًا إلى أن استطلاعات الرأي أشارت في الفترة التي سبقت الانتخابات النصفية لعام 2022 إلى أن ما يسمى بالموجة الحمراء سيؤدي إلى مكاسب هائلة للجمهوريين في الكونغرس، لكن الحزب الجمهوري كان أقل بكثير من التوقعات.

ترامب المرتاح

وفي مواجهة المشاكل التي تواجه بايدن، يشعر منافسه الجمهوري دونالد ترامب براحة أكثر بعد نجاحه في تحقيق تقدم كبير ومستقر في استطلاعات الرأي، سواء على المستوى الوطني أو في الولايات الحاسمة ذات التصويت المبكر.

ويسعى المرشحون الرئاسيون الآخرون من الحزب الجمهوري إلى سد الفجوة في ولاية أيوا، والتي قد تكون حاسمة في تحديد من سيستمر في التقدم في السباق بعد المؤتمرات الحزبية في 15 يناير/كانون الثاني.

وقال كريغ روبنسون، الخبير الاستراتيجي في الحزب الجمهوري في ولاية أيوا، أنه "إذا فاز المرشح الأوفر حظاً، في هذه الحالة هو ترامب، في ولاية أيوا، وفاز في نيو هامبشاير، فستكون عملية ترشيح مضمونة".

وكانت ولاية أيوا أول ولاية تصوت في عملية الترشيح الرئاسي منذ عقود، ولعبت بانتظام دوراً في تضييق المجال، وغالباً ما يكتسب المرشحون أصحاب الأداء الأفضل زخماً كبيراً، في حين أن أولئك الذين يظهرون أداءً سيئاً فغالباً ما يغادرون السباق بعد مدة وجيزة.

لكن السباقات الماضية للحصول على ترشيح الحزب الجمهوري من دون وجود شاغل للمنصب لم يهيمن عليها شخص واحد فقط في هذه المرحلة من المسابقة، كما كانت الحال في هذه الدورة التي هيمن فيها ترامب.

وحاولت حملة نيكي هالي الرئاسية، في مذكرة حديثة، التقليل من تقدم ترامب في أيوا بالقول أن ترامب يترشح في الأساس لمنصب الرئيس نظراً لاسمه واسع الشعبية والآراء القوية الراسخة عنه.

ويحظى ترامب بدعم حوالي 43 بالمئة في ولاية أيوا، بفارق 26 نقطة عن أقرب منافسيه التاليين، حاكم فلوريدا رون ديسانتيس، وفقاً لمتوسط استطلاعات موقع "Real Clear Politics"، وهو تقدم قوي ولكنه أقل بشكل ملحوظ من المتوسط ​​الوطني، حيث يحظى ترامب بدعم ما يقرب من 54 بالمئة.

وقال الاستراتيجيون الجمهوريون إن الاختلاف يمكن أن يمنح المرشحين الجمهوريين الآخرين فرصة لإحداث ضجة في ولاية أيوا، لكنهم بحاجة إلى تكثيف جهودهم لإيجاد طريقة للتميز والتنافس بوضوح ضد ترامب بدلاً من التركيز فقط بعضهم على بعض.

وقال روبنسون إن معظم المرشحين لم يتمكنوا من تحريك البوصلة لصالحهم، على الرغم من وجودهم في السباق منذ عدة أشهر، وسط تغطية إعلامية مهيمنة لترامب وترشيحه الفريد.

وقال مايكل زونا، الخبير الاستراتيجي الجمهوري الذي عمل في الحملتين الأخيرتين للسيناتور تشاك غراسلي عن ولاية أيوا، إنه يعتقد أن التركيز الذي يضعه المرشحون على ولاية أيوا هو السبب وراء عدم أهمية تقدم ترامب في الولاية كما هو الحال على المستوى الوطني.

واتفق زونا على أن المرشحين بحاجة إلى توجيه المزيد من الاهتمام مباشرة إلى ترامب إذا كانوا يريدون التنافس معه بجدية، وذكر بصراع العديد من المرشحين بعضهم مع بعض على المركز الثاني أو الثالث خلال الانتخابات التمهيدية لعام 2016 مع تجاهل المتسابق الأول، وأضاف زونا: "يبدو أن الكثير من المرشحين لم يتعلموا الكثير بالضرورة من انتخابات عام 2016".