مؤتمر "الحرية لفلسطين" يختتم أعماله في إسطنبول

مؤتمر "الحرية لفلسطين" يختتم أعماله في إسطنبول: المقاومة حق في مواجهة تصفية القضية

15 يناير 2024
وأعلن المؤتمر إطلاق مبادرتي "الصهيونية عنصرية" و"المقاومة حقٌ وواجب" (الأناضول)
+ الخط -

أدان مؤتمر "الحرية لفلسطين" جيش الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه بحق المدنيين في غزة، بعد100 يوم من حرب الإبادة والتطهير العرقي. 
ودعا إلى تشكيل فرق عمل تنبثق عنه لتتواصل مع الشخصيات المؤثرة في العالم لـ"تجريم الصهيونية وتفكيكها ومحاكمة قيادتها وكل من يقف معهم ويؤيدهم على جرائمهم"، مؤكدا على أن المقاومة "حق أصيل في مواجهة كل مشاريع التصفية" التي تتعرض لها القضية الفلسطينيّة.

جاء ذلك في اختتام أعمال المؤتمر، اليوم الاثنين في إسطنبول، والذي نظمته مؤسسة القدس الدولية، والمنتدى العالمي للوسطية، والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والمركز العربي الدولي للتواصل والتضامن، ومنتدى كوالالمبور للفكر والحضارة، بحضور ممثلين عن 20 دولة. وأعلن المؤتمر إطلاق مبادرتي "الصهيونية عنصرية" و"المقاومة حقٌ وواجب".

ويهدف المؤتمر، الذي انطلق أمس الأحد، في إسطنبول، إلى نصرة غزة بعد استشهاد أكثر من 30 ألف مدني وإصابة عشرات الآلاف، والانتصار لحقوق الشعب الفلسطيني، في مواجهة مشاريع تصفية القضية الفلسطينية، ومحاولات الاحتلال تهجير الفلسطينيين من القطاع وفرض سيطرته عليه، بالتوازي مع استمرار الدعم الغربي لهذه المجازر الوحشية، والصلف الغربي في محاولة تجريم مناصري القضية الفلسطينية، ومحاولة خنق الأصوات الداعمة لفلسطين.

وألقى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، أمس الأحد، كلمة مسجلة سلط خلالها الضوء على جرائم الاحتلال، وصمود أهل غزة،في وجه مشاريع التصفية والتهجير، في حين ركز أمين عام المنتدى العالمي للوسطية مروان الفاعوري على أن رسالة المؤتمر تؤكد "حق الشعوب الواجب والمشروع في المقاومة، وإبراز الوجه القبيح للصهيونية كحركة عنصرية ولدولة الاحتلال كعنوان قبيح استنادا لقرار الأمم المتحدة رقم 3379 للعام 1975، الذي ألغي بجهود أميركية لاحقًا”.

ودعا رئيس مجلس إدارة مؤسسة القدس الدولية حميد بن عبد الله الأحمر، إلى أن يكون المؤتمر "دائما ومستمرا نصرة للقضية الفلسطينية حتى تتحرر فلسطين والقدس والمسجد الأقصى"، مبيناً أن محور المؤتمر هو "معادلة تجريم وكشف حقيقة الصهيونية وتثبيت الحق في المقاومة، والبحث عن كيفية التعامل مع المشروع الصهيوني ودولته المحتلة على أرض فلسطين، والذي بات أكثر وضوحا أنه مشروع عنصري يستهدف البشر والحجر والمقدسات". مؤكداً أن "الكيان يشكل خطرا على كل الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم، والتخلص منه هدف جامع لنا جميعا".

من جهته، بيّن رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين علي القره داغي، أن الاتحاد "في حالة انعقاد واجتماع دائم، وما من فكرة إلا وحاولنا تنفيذها، وإصدار الفتاوى بالجهاد، وشجّعنا المظاهرات والإضراب وتخصيص خطب الجمعة للحديث عن فلسطين، وفي هذا المؤتمر يجب تجاوز التأصيل، والتفكير بخريطة الطريق لتحريك الأمّة، داعياً لضرورة الضغط بكل الوسائل المشروعة على الحكومات التي لا تستجيب، ليكون لها موقف لحماية غزة".

وتوجه القره داغي بالتحية إلى دولة جنوب أفريقيا التي رفعت دعوى أمام محكمة العدل الدولية تتهم فيها إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة، داعياً إلى "إنشاء تحالف دولي لدعم غزة".

وقال شيف زوليفوليل مانديلا، عضو البرلمان وحفيد زعيم جنوب أفريقيا الراحل نيلسون مانديلا، خلال كلمته إن "حرية فلسطين ليست مجرد رغبة إنما أمر نحاول تحقيقه كما كنا ندعو للحرية في جنوب أفريقيا لنحظى بحياتنا، حين بدا الأمر مستحيلا لكثيرين أمام نظام الفصل العنصري وبدعم قوى الاستعمار". مؤكداً على "دعم حق الشعب الفلسطيني بالحرية باعتباره حقا أساسيا من حقوق الإنسان".

وذكّر بأن سعي بلاده لدعم فلسطين جاء بعد معاناتها من الاستعمار لأكثر من 300 عام، ومن ثلاثة عقود من الفصل العنصري "حققنا الحرية لأننا رفضنا أن نستسلم... ولا يمكن إسكاتنا أمام جرائم الظلم والتطهير العرقي والإبادة الجماعية. إسرائيل مذنبة في التطهير منذ إعلان بلفور الذي منح أرض فلسطين لليهود لإقامة دولة إسرائيل".

وختم أنه "لأكثر من 100 يوم نشهد مجزرة إبادة تقوم بها دولة إسرائيل العنصرية، كيف نبقى صامتين إزاءها، يجب تحميل إسرائيل المسؤولية عن الإبادة والتطهير العرقي".

ومفرقا بين اليهودية والإسرائيلية العنصرية، قال الحاخام من "ناطوري كارتا" رابي يروسيل دوفيد ويس: "قلوبنا مع فلسطين وغزة ومعكم، نحن نبكي ونعاني ونشعر بالذل والإحباط من النكبة الرهيبة التي تحدث باسم الدين".

وأشار إلى الصمت الدولي بذريعة "عدم معاداة السامية رغم رؤيتهم قتل الأبرياء"، مؤكداً أن "نحو 24 ألف فلسطيني قتلوا، وكثيرين يبكون من الحسرة والألم في الشوارع، فكيف للعالم أن يكون صامتا".

وشدد على أن إسرائيل "دولة عنصرية، كيف لليهود الذين عانوا لقرون من الاضطهاد أن يقوموا بذلك؟ اليهود وجدوا الازدهار بين المسلمين، واليهودية دين نزل على موسى منذ آلاف السنين بألا نحتلّ وألا نظلم، والحاخامات في أوروبا قبل 1948 قالوا الذهاب إلى فلسطين هو ضد الدين"، مشيراً إلى أن مشاركته للمساهمة بتغيير السياسات من الشر إلى الخير وتغيير السردية الخاطئة: "نريد للعالم احترام أصواتنا، هذه ليست اليهودية بل هي ثورة ضد الإله والدين، والتمثيل الأكثر لمعاداة السامية هي دولة إسرائيل التي هدرت دماء الفلسطينيين".

وأكد نائب رئيس حركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي، أن "العالم منذ عقد ونصف يشهد صراعا على القطبية بين الغرب وأميركا من جانب، وروسيا والصين من جانب آخر، ليتحول من عالم القطب الواحد إلى عالم متعدد الأقطاب، واليوم أميركا تنسحب من المنطقة تدريجيا، وعندما تنسحب يحلّ محلها تحالف بقيادة إسرائيل للحفاظ على مصالح الغرب وأميركا، فكانت اتفاقيات إسرائيل مع الدول العربية والتطبيع". 

وأضاف الهندي أن ما يؤثر في الحرب "هو الموقف الأميركي الذي بدوره يسعى إلى تمدد الحرب في المنطقة، والموقف الإسرائيلي يتأثر بالخسائر في الميدان والأسرى، وإذا توصّلنا لوقف إطلاق النار والسلاح بيد المقاومة فهو نصر استراتيجي للمنطقة كلها وهزيمة غير مسبوقة لإسرائيل".

وحول أهداف المؤتمر المنعقد في إسطنبول، قال رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر أيمن زيدان إنّ المؤتمر "في المقام الأول صرخة شعبية دولية لتسليط الضوء على ما يواجهه الفلسطينيون في قطاع غزة خاصة، وفي كل الأراضي الفلسطينية المحتلة بشكلٍ عام، وجزء من الحراك السياسي الدولي الداعم لحرية الشعب الفلسطيني، وحقوقه في مواجهة محاولات تصفية القضية الفلسطينية، والتأكيد المستمر على حرية الشعب الفلسطيني، في مواجهة العدوان ومقاومة كل أشكال التهجير والحصار التي يفرضها الاحتلال على الفلسطينيين في القطاع".

وفي سياق متصل نظمت "منصة الحرية لفلسطين" حفلا تضامنيا في منطقة قاضي كوي بإسطنبول، تعبيرا عن التضامن مع غزة، أحياه موسيقيون، أتراك وعرب، مثل  أيوب عمر بال، وعمر الكيلاني، وتانر أونغور، وسراب ياغيز، وهادي حمدون، ومعمر كتنج أوغلو.

ويشن الاحتلال الإسرائيلي، منذ أكثر من 100 يوم، حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى أمس الأحد 23 ألفا و968 شهيدا، و60 ألفا و582 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.

المساهمون