ليبيا: وفد عسكري من الغرب يصل إلى بنغازي لمواصلة المشاورات

ليبيا: وفد عسكري من الغرب يصل إلى بنغازي لمواصلة المشاورات

07 ابريل 2023
الزيارة بهذا المستوى العسكري والأمني هي الأولى من نوعها (تويتر)
+ الخط -

وصل ممثلو المنطقة الغربية في اللجنة العسكرية المشتركة من أطراف النزاع الليبي "5+5"، بصحبة عدد من القيادات العسكرية والأمنية في غرب البلاد، إلى بنغازي مساء اليوم الجمعة، لاستكمال المشاورات التي بدأت في طرابلس نهاية مارس/ آذار الماضي، وترعاها البعثة الأممية.

وكان في استقبال الوفد العسكري في مطار بنغازي وكيل وزارة الداخلية في الحكومة المكلفة من مجلس النواب فرج اقعيم، ومدير الإدارة العامة للدعم المركزي فرع بنغازي، صلاح الخفيفي، برفقة عدد من الضباط والمسؤولين الأمنيين التابعين لأجهزة الأمن والبلدية في بنغازي.

وضم الوفد العسكري من غرب البلاد محمود حمزة، آمر اللواء 444، ورئيس جهاز الأمن الداخلي في طرابلس ولطفي الحراري، وآمر الكتيبة 301 عبد السلام زوبي وقياديين آخرين.

وهذه الزيارة بهذا المستوى العسكري والأمني هي الأولى من نوعها منذ "عملية الكرامة" بقيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر في بنغازي عام 2014.

"رمز لليبيا الجديدة"

وانطلقت المشاورات بين القادة العسكريين والأمنيين بمشاركة أعضاء لجنة 5+ 5 العسكرية المشتركة، في بنغازي، إثر وصول ممثلي لجة 5 + 5 عن المنطقة الغربية برفقة عدد من القادة العسكريين والأمنيين الى بنغازي مساء الجمعة.

وتجري المشاورات، التي ستستمر إلى مساء غد السبت، برعاية البعثة الأممية في ليبيا لمواصلة المشاورات التي بدأت في طرابلس في 26 مارس الماضي.

وفي كلمته الافتتاحية للاجتماع في بنغازي، عبّر المبعوث الأممي، عبد الله باتيلي، عن أمله في أن يهيئ تعاون القادة العسكريين "الظروف اللازمة لإحلال السلام والاستقرار في ليبيا"، وقال متوجهاً بحديثه للمجتمعين: "آمل أن تكونوا قادرين على المُضي قدماً نحو اعتماد ميثاق شرف يرسم معالم بيئة سياسية مواتية، تلتزم تأمين انتخابات حرة ونزيهة في عام 2023 وتأييد نتائجها".

ووصف باتيلي اجتماع بنغازي بأنه "رمز لليبيا الجديدة، بأن تقف على قدميها مرة أخرى، وتكون ذات سيادة"، وقال: "هذا الاجتماع بين الإخوة هدية كبيرة، تعزز المصالحة، وتفتح الباب أمام عقد اجتماعات داخل ليبيا"، مشيراً إلى أنه يأتي هذا في إطار النهج الشامل الذي نتبعه لمعالجة أزمة البلاد التي طال أمدها.

وفيما كشف باتيلي عن عزمه على زيارة مدينة سبها، جنوبيّ البلاد، في اليومين القادمين "لضمان انخراط جميع الأطراف المعنية في جميع عموم ليبيا للتوصل إلى مخرج من هذه الأزمة"، طالب جميع الأطراف بقوله: "يجب أن نبدأ عهداً جديداً من المصالحة الوطنية الشاملة بكل مناطق ليبيا، لكي يتعامل الشعب الليبي كإخوة وأخوات مع بعضهم البعض".

وبحسب مصدر عسكري مقرب من اجتماع بنغازي، فإن الجلسة الرسمية للاجتماع ستعقد ليل اليوم السبت لمواصلة مناقشة التفاصيل حول النقاط الرئيسية التي نوقشت في اجتماع طرابلس الماضي، مشيراً إلى أن النقاط مرتبطة بمسائل رئيسية تتعلق بتكوين قوة مشتركة من القوى الرئيسية في غرب البلاد وشرقها، مهمتها الأولى الانتشار في مرافق حيوية وسط الجنوب الليبي، وقريبة من الحدود الجنوبية.

وكشف المصدر لـ"العربي الجديد" أن "من المسائل الرئيسية أيضاً، مناقشة كيفية تنسيق القوى العسكرية والأمنية في البلاد حول عملية تأمين الانتخابات المقبلة ووضع الخطط اللازمة لها"، وأكد المصدر أن الاجتماع سيصدر عنه بيان في وقت متأخر ليل غد.

وقال المصدر إن "فقرات مساء اليوم لم تتجاوز حد الترحيب بالوفد القادم من غرب البلاد"، مشيراً إلى أن ممثلي حفتر في لجنة 5 +5 أعدوا برنامجاً لزيارة وفد المنطقة الغربية لعدة مناطق في شرق البلاد ضمن الزيارة الحالية، وقال: "برنامج الزيارة سيكون خالياً من أي طابع عسكري، وستقتصر الزيارة على مواقع سياحية كشكل من إبداء حسن النية من طرف معسكر حفتر".

وكانت البعثة الأممية قد أعلنت، بعد انتهاء اجتماع طرابلس، توافق المجتمعين على مواصلة مشاوراتهم داخل ليبيا، ودعم جهود إجراء انتخابات وإيجاد حكومة موحدة، وكذلك "مواصلة العمل في توحيد المؤسسات العسكرية والمؤسسات الأمنية وباقي مؤسسات الدولة"، وفق بيان سابق.

وشدد المجتمعون في طرابلس، وفق بيان لهم، على أن يكون الحوار "ليبياً – ليبياً وداخل الأراضي الليبية، ورفض التدخل الأجنبي في الشأن الليبي، والالتزام الكامل بكل ما نتج من الحوار بين القادة العسكريين والأمنيين مع اللجنة العسكرية في اجتماعها الأول في تونس والثاني في طرابلس".

وجاء اجتماع طرابلس بعد أكثر من أسبوع من لقاءين عسكريين في العاصمة التونسية، ضم الأول أعضاء لجنة 5+5 وقادة عسكريين عن الشرق والغرب، وضم الثاني مجموعة العمل الأمنية الدولية بشأن الملف الليبي.

وعقب لقاء تونس، قالت البعثة الأممية إنّ هدف اجتماع القادة العسكريين "إرساء بيئة آمنة للدفع بالعملية السياسية وإجراء انتخابات حرة ونزيهة خلال العام الحالي 2023".

المساهمون