لوبان توضح رؤيتها للسياسة الخارجية الفرنسية وتترك باب روسيا مفتوحاً

لوبان توضح رؤيتها للسياسة الخارجية الفرنسية وتترك باب روسيا مفتوحاً

13 ابريل 2022
في الجولة الأولى حصل ماكرون على 27.6% من الأصوات و لوبان على 23.4% (Getty)
+ الخط -

روّجت مارين لوبان، مرشحة اليمين المتطرف للرئاسية الفرنسية، اليوم الأربعاء، لمؤهلاتها القيادية على المسرح الدولي، فحثت على الانفصال عن الماضي الدبلوماسي الفرنسي الحديث لجعل فرنسا دولة "لا تزال مهمة".

ومن شأن فوز لوبان في جولة الإعادة لانتخابات رئاسة فرنسا، في 24 أبريل/نيسان، أن يتردد صداه في أنحاء أوروبا وعبر المحيط الأطلسي، إذ سيضع في قصر الإليزيه شخصية لديها شكوك عميقة في الاتحاد الأوروبي، ولطالما عبرت عن إعجابها بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وتعرضت لوبان لانتقادات في الماضي بسبب فهمها المهتز للجغرافيا السياسية، حيث أكدت ذات مرة أن روسيا لم تقم بغزو شبه جزيرة القرم عام 2014. ونظراً لدور الرئيس الفرنسي في تولي زمام القيادة في السياسة الخارجية، فقد عقدت لوبان مؤتمراً صحافياً استمر 90 دقيقة لاستعراض إمكانياتها التي تؤهلها لقيادة البلاد.

وقالت لوسائل إعلام عالمية وفرنسية إنها ترغب في إزالة "سوء الفهم" بشأن سياستها الخارجية.

وأضافت أن "فرنسا ليست دولة متوسطة لكنها قوة كبيرة لا تزال مهمة"، وشرعت في حوار منفرد لمدة 30 دقيقة عن الإنجازات التاريخية لفرنسا قبل أن تحدد الاختلافات مع ما وصفته بالدبلوماسية "الثرثارة والسطحية وغير المدروسة" للرئيس الوسطي المؤيد لأوروبا إيمانويل ماكرون، منافسها في جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية.

وقالت إنه أُسيء الحكم عليها في عباراتها السابقة عن تقديرها لبوتين، قائلة إنها كانت تدافع فقط عن المصالح الفرنسية في اتصالاتها مع زعيم الكرملين، بما في ذلك الدعوات للتحالف مع موسكو.

وأضافت "بمجرد انتهاء الحرب الروسية الأوكرانية وتسويتها بموجب معاهدة سلام، سأدعو إلى تنفيذ تقارب استراتيجي بين حلف شمال الأطلسي وروسيا".

وأكدت مجدداً أنها في حالة انتخابها رئيسة فإنها ستُخرج فرنسا من هيكل القيادة المتكاملة لحلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة لاستعادة السيادة الفرنسية في مسائل الأمن الدولي.

وتوقف المؤتمر الصحافي لفترة وجيزة عندما رفع أحد المتظاهرين صورة مقطوعة على شكل قلب لاجتماع لوبان مع بوتين عام 2017 قبل أن يجره الأمن بعيداً.

"العمى" الفرنسي مع ألمانيا

أشارت لوبان أيضاً إلى أنها تريد مزيداً من التباعد في العلاقات مع ألمانيا، القوة الرئيسية الأخرى في الاتحاد الأوروبي.

وبينما دعمت الصداقة الفرنسية الألمانية، وأكدت أن اللغتين الفرنسية والألمانية يجب أن تحلا محل الإنجليزية لغتَي عملٍ للمؤسسات الأوروبية، حذّرت من أن "الاختلافات الاستراتيجية" ستعني طريقة جديدة للعمل مع برلين.

كما أنها ستضع حداً للتعاون العسكري الفرنسي الألماني بما في ذلك البرامج المستقبلية للطائرات الحربية والدبابات.

وقالت "سأواصل (...) المصالحة دون اتباع نموذج ماكرون-ميركل للعمى الفرنسي تجاه برلين"، في إشارة إلى المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل.

ودعت إلى نسخة أكثر مرونة من الاتحاد الأوروبي، رغم أنها أعادت التأكيد على أنها ستبقي فرنسا في التكتل الذي يضم 27 دولة. كانت لوبان قد تخلت في السابق عن دعوات للتخلي عن عملة اليورو أو مغادرة الاتحاد الأوروبي، والتي كلفتها خسارة أصوات في الانتخابات السابقة.

وأضافت "لا أحد ضد أوروبا. نريد إصلاح الاتحاد الأوروبي من الداخل. كلما حررنا أنفسنا من قيود بروكسل وبقينا في الاتحاد الأوروبي، زادت نظرتنا إلى العالم الأوسع".

وتابعت "يبدو لي أن هذا هو ما فهمه الإنجليز جيداً"، في إشارة إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عام 2020.

ويضعها برنامجها في مسار تصادمي مع معظم شركاء التكتل في العديد من النقاط، بما في ذلك خطط خفض المساهمات الفرنسية في ميزانية الاتحاد الأوروبي وإعادة الأولوية للقانون الفرنسي على قانون الاتحاد الأوروبي.

وقال ماكرون إن بيان لوبان يعج بالأكاذيب والوعود الزائفة التي تخفي جدول أعمال يمينياً متطرفاً من شأنه أن يؤدي في النهاية إلى خروج فرنسا من الاتحاد الأوروبي.

وقال دبلوماسي أوروبي لرويترز "ذلك يجعلني أشعر بقشعريرة. إنه مزيج من الأفكار من خطابات ترامب وبريكست".

(رويترز)

المساهمون