قوات إقليم كاراباخ الأرمينية تبدأ بتسليم سلاحها بإشراف روسي

قوات إقليم كاراباخ الأرمينية تبدأ بتسليم سلاحها بإشراف روسي

22 سبتمبر 2023
قالت أذربيجان إنها ستسلم ثلاث شحنات مساعدات إنسانية إلى أرمن كاراباخ اليوم (رويترز)
+ الخط -

قالت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الجمعة، إنّ قوات إقليم كاراباخ الأرمينية بدأت تسليم أسلحتها وعتادها العسكري تحت إشراف قوات حفظ السلام الروسية.

وذكرت الوزارة أن قوات حفظ السلام الروسية تواصل مهامها في إقليم كاراباخ، وأنها على اتصال دائم بأذربيجان وعرقية الأرمن في المنطقة.

يأتي ذلك بعد أن أعلن مستشار الرئيس الأذربيجاني للسياسة الخارجية حكمت حاجييف، اليوم الجمعة، إنّ أذربيجان تعتزم إصدار عفو عن المقاتلين الأرمن في ناغورنو كاراباخ الذين يتخلّون عن أسلحتهم رغم أنّ بعض الوحدات العسكرية هناك قالت إنها ستواصل القتال.

وقال حاجييف، لوكالة "رويترز": "حتى في ما يتعلّق بالعسكريين والمقاتلين السابقين، إذا كان من الممكن تصنيفهم بهذه الطريقة، فإننا نعتزم إصدار عفو".

وأضاف أنّ الأرمن في كاراباخ طلبوا مساعدات إنسانية، وأكد أنّ أذربيجان تريد "إعادة الدمج السلمي للأرمن في الإقليم"، كما أكد أن باكو ستضمن أن يتمكن المدنيون من السفر بسياراتهم الخاصة بأمان على الطريق المؤدي إلى أرمينيا من كاراباخ.

في المقابل، قال الانفصاليون أرمن في كاراباخ، اليوم الجمعة، إنه لم يتم التوصل إلى نتائج ملموسة حتى الآن للمحادثات مع أذربيجان بشأن الضمانات الأمنية المحتملة أو العفو الذي تقترحه باكو.

وقال ديفيد بابايان، مستشار صمويل شهرامانيان، رئيس ما تسمى "جمهورية آرتساخ" المعلنة من جانب واحد، والتي تسيطر على جزء من إقليم كاراباخ، لـ"رويترز": "لا يزال يتعين حل هذه المسائل.. لا توجد نتائج ملموسة بعد".

وأضاف بابايان أنه جرى التوصل إلى اتفاق لوصول قافلة إنسانية، اليوم الجمعة، عبر الطريق الذي يربط أرمينيا مع كاراباخ، والتي تحاصرها أذربيجان فعليا منذ أكثر من تسعة أشهر، وأكد أن "الوضع صعب، والمسائل الإنسانية بحاجة إلى حل. لقد جرى التوصل إلى اتفاق لقدوم قافلة إنسانية من أرمينيا عبر ممر لاتشين".

ورداً على سؤال حول ما إذا كان الأرمن في الإقليم يتمكنون من التنقل، قال بابايان إنه ليس هناك تحركات واسعة النطاق للأشخاص، لأن المنطقة كانت تحت الحصار فعلياً، واستطرد "ممر لاتشين لا يعمل كما ينبغي.. في الوقت الحاضر، هناك مسائل أخرى تحتاج إلى حل"، كما قال "الوضع صعب للغاية.. الناس جائعون، ليس هناك كهرباء ولا وقود، وهناك الكثير من النازحين".

متظاهرون يقطعون شوارع في يريفان

إلى ذلك، تظاهر مناهضون للحكومة في شوارع يريفان، عاصمة أرمينيا، الجمعة، لليوم الثالث على التوالي، احتجاجا على كيفية تعامل الحكومة مع الأزمة في ناغورنو كاراباخ.

وتتهم أحزاب المعارضة رئيس الوزراء نيكول باشينيان بتقديم الكثير من التنازلات لباكو، كما تطالب باستقالته. كذلك، أعلن زعماء المعارضة عزمهم على إطلاق إجراءات مساءلة لباشينيان في البرلمان.

وأغلقت مجموعات صغيرة من المتظاهرين شوارع في يريفان صباح الجمعة، مهدّدة بتعطيل اجتماع حكومة باشينيان المقرّر عقده في وقت لاحق.

وألقت الشرطة القبض على المعارض أندرانيك تيفانيان، أحد منظّمي التظاهرة. كما دعا متظاهرون الحكومة إلى اتخاذ إجراءات لمساعدة السكان الأرمن في ناغورنو كاراباخ وإجلائهم إلى أرمينيا.

وأعلن رئيس الوزراء الأرميني الجمعة الاستعداد لاستقبال حوالى 40 ألف لاجئ، مشدّداً على أنّ هدفه الرئيسي هو "ضمان حصول مواطنينا على فرصة العيش في منازلهم من دون خوف وفي أمان". وقال: "هناك أمل أن يتحسّن الوضع الإنساني" في كاراباخ، مضيفاً أنّ الوضع "يتطوّر بسرعة".

القوات الأذربيجانية عند مشارف "عاصمة" كاراباخ 

في غضون ذلك، وصلت القوات الأذربيجانية الجمعة إلى مشارف ستيباناكيرت "عاصمة" إقليم ناغورنو كاراباخ الانفصالي، على ما أفادت ممثّلة عن السلطات المحلية لوكالة "فرانس برس"، موضحة أن السكان "يختبئون في الأقبية".

وقالت المتحدثة باسم الانفصاليين أرمين هايرابيتيان إنّ "الوضع في ستيباناكيرت مروّع، وإن القوات الأذربيجانية على مشارفها، ويخشى الناس أن يدخل الجنود الأذربيجانيون المدينة في أيّ وقت ويرتكبوا مذابح".

وأضافت هايرابيتيان، التي تمثل مركز الإعلام التابع للحكومة الانفصالية في يريفان، أنّ ستيباناكيرت وأجزاء أخرى من كاراباخ فقدت معظم الخدمات الأساسية منذ الهجوم الخاطف الذي شنّته باكو لاستعادة هذا الجيب.

وتابعت: "لا كهرباء، ولا غاز، ولا طعام، ولا وقود، ولا اتصال بالإنترنت ولا هاتف"، موضحة أنّ "الناس يختبئون في الأقبية". وقالت هايرابيتيان: "لدينا الكثير من الضحايا من قتلى وجرحى"، من دون تقديم المزيد من التفاصيل.

إلى ذلك، قالت وكالة رويترز إن سبع مركبات روسية لحفظ السلام، تتضمن شاحنات كبيرة، مرت بنقطة تفتيش أرمينية في طريقها نحو منطقة كاراباخ اليوم الجمعة.

تقارير دولية
التحديثات الحية

ويوم أمس الخميس، سلّمت أذربيجان أرمينيا مسودة اتفاق للسلام بين البلدين الجارين، بعدما أجرى وفد من ناغورنو كاراباخ محادثات في مدينة يفلاخ الأذربيجانية، لـ"إعادة دمج الإقليم".

وقال ممثل الأرمن إنه لم يتم التوصل إلى اتفاقات نهائية مع أذربيجان خلال المحادثات، فيما قال ممثل أذربيجان في المحادثات إنه من الصعب توقع حلّ جميع المشاكل بين أذربيجان وأرمن كاراباخ في اجتماع واحد.

وأعلنت الرئاسة الأذربيجانية، في بيان، أنّ المحادثات الأولى، التي جرت الخميس مع انفصاليي كاراباخ، كانت "بناءة"، وأضافت أنّ اجتماعاً جديداً سيُعقد "في أسرع وقت ممكن".

وأعلن عن هذه المفاوضات، الأربعاء، بعد التوصل إلى وقف لإطلاق النار إثر عملية عسكرية خاطفة شنتها باكو وأرغمت الانفصاليين على الاستسلام بعد نزاع مستمر منذ عقود. واستمرت العملية العسكرية 24 ساعة، وقال الانفصاليون إنها أدت إلى مقتل أكثر من 200 شخص.

وأعلن الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، الأربعاء، أنّ بلاده "استعادت السيادة" على الإقليم بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار شملت بنوده موافقة الانفصاليين على إلقاء أسلحتهم وإجراء محادثات مع باكو. وكان الإقليم محور نزاع مديد وحربين مع أرمينيا، آخرهما في العام 2020. 

(رويترز، فرانس برس)