قصف مقرّ "الحشد الشعبي" في بغداد.. غارة إسرائيلية أم أميركية؟

قصف مقرّ "الحشد الشعبي" في بغداد.. غارة إسرائيلية أم أميركية؟

04 يناير 2024
أدى القصف إلى مقتل 3 أشخاص بينهم المسؤول العسكري لـ"حركة النجباء" (فرانس برس)
+ الخط -

رغم عدم إعلان أي جهة مسؤوليتها عن قصف مقر لفصائل "الحشد الشعبي" في بغداد، إلا أن الحشد اتهم الولايات المتحدة الأميركية بالوقوف خلف الهجوم الذي أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص، بينهم المسؤول العسكري لـ"حركة النجباء" علي السعيدي المكنى بـ"أبو تقوى"، وإصابة آخرين من الحركة.

في المقابل، فإن تفسيرات أخرى أشارت إلى احتمال أن تكون الضربات إسرائيلية، لا سيما أن "حركة النجباء" التابعة لـ"الحشد الشعبي" كانت قد تبنت، عبر "المقاومة الإسلامية في العراق"، قصف مواقع داخل الأراضي المحتلة في أم الرشاش الأسبوع الماضي.

وفي هذا السياق، قال مسؤول بقيادة العمليات العراقية المشتركة لـ"العربي الجديد"، عقب وقوع الهجوم، إنّه "لم يتم تحديد هوية الطائرة التي هاجمت مقر الحشد في بغداد، وأن احتمالية كونها صهيونية أمر وارد".

وحمّلت الحكومة العراقية التحالف الدولي بقيادة واشنطن المسؤولية عن القصف، الذي وقع ظهر اليوم الخميس، بطائرة مسيّرة وجهت صاروخين إلى سيارة القيادي "أبو تقوى"، الذي يشغل إدارياً منصب نائب قائد عمليات "الحشد الشعبي" في مناطق حزام بغداد، لحظة دخوله مقر الحركة في منطقة شارع فلسطين شرقي بغداد.

وظهر، أمس الأربعاء، زعيم حركة "النجباء" من إيران أكرم الكعبي، خلال الذكرى السنوية الرابعة لمقتل قاسم سليماني. وقال في كلمة: "ليس بيننا وبين القاتل الغادر المحتل المتعجرف إلا منطق السلاح والانتقام"، مشيراً إلى أن "سفيرة الاحتلال الأميركي تسعى لتصدير نفسها وصيةً على العراق".

وأضاف: "ليعلم العدو الأميركي أن المقاومة العراقية تسير وفق استراتيجية وتكتيكات مدروسة بخطوات محسوبة، وإن لم يخرج الاحتلال الأميركي من العراق بإرادته، فسيخرج رغما عنه جثثا متعفنة"، لافتاً إلى أن "الفقرة الـ3 من الاتفاقية بين العراق وأميركا تتيح إرسال بلاغ ينهي الوجود الأميركي".

كما طالب الحكومة العراقية "باتخاذ موقف جريء وواضح وإرسال هذا البلاغ الذي سيعيد السيادة للعراق ويحفظ أمنه وشعبه"، موضحاً: "في حال طلبت الحكومة ولم يرحل الاحتلال، فإن المقاومة ستأخذ على عاتقها تصعيدا غير مسبوق للعمليات وستخرجهم رغما عنهم".

اتهام الولايات المتحدة

وقالت مصادر من "الحشد الشعبي" إن "المعلومات الأولية التي توصلت إليها السلطات الأمنية عن قصف مقر "الحشد"، تشير إلى تورط الولايات المتحدة، وذلك استنادًا إلى مخلفات القصف التي ظهرت من الصاروخين الموجهين نحو سيارة القيادي السعيدي، مبينة لـ"العربي الجديد" أن "حركة النجباء اتخذت إجراءات احترازية لمنع استهداف قادتها، لكن لن تشهد الساحة العراقية أي تراجع في عمليات المقاومة ضد الأميركيين".

ونشر الناشط المقرب من الفصائل المسلحة الحليفة لإيران حيدر البرزنجي تدوينة تضمنت صورتين لبقايا الصاروخين، قال إنهما أطلقا من "طائرة مسيرة أميركية من نوع سويتش بليد 600 (Switchblade 600)، ويصل مداها إلى 40 كليومترا، وتستطيع الطيران 40 دقيقة، كما أن لها القدرة على التواصل مع مسيّرات بعيدة متطورة وتحمل كاميرات للتصوير، بمعنى أنها انطلقت من مكان قريب داخل العراق وليس من قاعدة خارج العراق كما يروج البعض".

من جانبه، قال مسؤول أميركي اشترط عدم ذكر اسمه لوكالة "رويترز"، اليوم الخميس، إن الجيش الأميركي نفذ ضربة في بغداد ضد قيادي بفصيل عراقي مسلح، مؤكدًا أن "الضربة استهدفت سيارة قيادي في "حركة النجباء" من دون أن يذكر اسمه.

من جهته، أصدر رئيس الجمهورية العراقي عبد اللطيف رشيد بياناً، أدان العدوان مشيرًا إلى أنه يعد "خرقا وتجاوزا على سيادة العراق وأمنه، وانتهاكا صريحا للعلاقات بين العراق والتحالف الدولي، ومخالفة للأطر والمسوغات التي وجد من أجلها التحالف في تقديم المساعدة والمشورة للقوات الأمنية العراقية".

إلى ذلك، أكد المتحدث باسم فصيل "كتائب سيد الشهداء" كاظم الفرطوسي أن التحالف الدولي بقيادة واشنطن يتحمل مسؤولية القصف الذي طاول مقر "الحشد الشعبي"، وقتل قادة وجنوداً يعملون لصالح الدولة العراقية، مبيناً لـ"العربي الجديد" أن "العدوان على الحشد أميركي بامتياز، وهذه ضريبة مساندة غزة وأهلنا في فلسطين، وهذه الضربة لن تثني جهود المقاومة الإسلامية في الاستمرار برفض كل أشكال الاحتلال والعدوان على المسلمين".

كما وصف الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية اللواء يحيى رسول استهداف مقر "الحشد الشعبي" في بغداد بالعمل الإرهابي"، فيما حمّل قوات التحالف الدولي مسؤولية هذا الهجوم غير المبرر، بحسب وصفه.

وخلال مؤتمر صحافي عقد أمس الأربعاء في واشنطن، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر أن اتخاذ خطوات ضد المجموعات التي تهاجم القوات الأميركية "مسؤولية" تقع على عاتق الحكومة العراقية، مستطردًا: "في حال لم تتمكن الحكومة العراقية من إيقاف الهجمات فلن نتردد في الدفاع عن أنفسنا في حال تطلب الأمر ذلك".

وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أعلن أكرم الكعبي، الأمين العام لـ"حركة النجباء"، أحد أبرز الفصائل العراقية المسلحة الحليفة لإيران (نحو 11 ألف مسلّح)، بدء عمليات عسكرية تهدف إلى ما قال إنه "تحرير العراق عسكرياً"، في إشارة إلى الوجود الأميركي في البلاد. 

وجاء في بيان نشره الكعبي على منصة "إكس" (تويتر سابقاً) أن "المقاومة الإسلامية قرّرت تحرير العراق عسكرياً وحسم الأمر، والقادم أعظم". وأضاف: "طوبى للمجاهدين الأبطال، طوبى لمن شارك، طوبى لمن أيّد، والنصر للإسلام. لا توقف، لا مهادنة، لا تراجع".

وتُعرف "النجباء" أيضاً بأنها خليط من مقاتلي "جيش المهدي" السابقين (جمّده مقتدى الصدر عام 2020)، وآخرين من جماعة "عصائب أهل الحق"، وترتبط بشكل وثيق مع القائد الحالي لفيلق القدس الجنرال إسماعيل قاآني، وقيادات بارزة من "الحرس الثوري" الإيراني.