شنت "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، اليوم الثلاثاء، حملة اعتقالات في مدينة الرقة شمالي سورية، فيما تكبدت مزيدا من الخسائر بهجومين جديدين في المحافظة، في حين وقعت خسائر بشرية جراء تجدد الاشتباك بين "قسد" والنظام السوري في مدينة القامشلي.
وقالت مصادر مقربة من "قسد"، لـ"العربي الجديد"، إن قوات الأمن التابعة لها شنت اليوم حملة اعتقالات في مدينة الرقة طاولت عشرين شخصا من المدنيين، ونقلتهم إلى مكان مجهول، مضيفة أن الاعتقالات جاءت على خلفية هجوم وقع الليلة الماضية على دورية لـ"قسد"، أصيب على أثره 6 عناصر بينهم إعلامي.
وكان الهجوم قد وقع الليلة الماضية على الطريق المؤدية إلى ناحية الكرامة في ريف الرقة الغربي، وتزامن مع هجوم آخر طاول مدنيين في منطقة حديقة الأبيض غربي مدينة الرقة.
وقالت المصادر، التي رفضت كشف هويتها، إن "قسد" اتهمت المعتقلين بالمشاركة في عملية الهجوم على الدورية، وهي ليست المرة الأولى التي تشن فيها المليشيا عمليات اعتقال تطاول المدنيين ردا على الهجمات التي تتعرض لها في المدينة.
وأكدت مصادر "العربي الجديد" أن "قسد" تكبدت اليوم مزيدا من الخسائر في هجوم مسلح استهدف حاجز قرية مارودة بريف الرقة الشرقي، حيث أسفر الهجوم عن مقتل اثنين وإصابة آخرين من عناصر الحاجز، فيما هرب المهاجمون إلى جهة مجهولة.
وأضافت المصادر أن أربعة عناصر من "قسد" قتلوا جراء هجوم جديد طاول دورية عسكرية لها في منطقة المنخر شرقي الرقة.
إلى ذلك، شنت "قسد" حملة اعتقالات بهدف التجنيد الإجباري في ناحية مركدة بريف الحسكة الجنوبي، وطاولت الاعتقالات العديد من الشبان الذين جرى سوقهم إلى مركز التجنيد التابع للمليشيا في المنطقة.
وكانت "قسد" قد داهمت الليلة الماضية مقر المجمع التربوي التابع لها في مدينة الشدادي بريف الحسكة، واعتقلت مجموعة من الموظفين بهدف السوق إلى التجنيد الإجباري في صفوفها.
يذكر أن "قسد" تعمد إلى سياسة التجنيد الإجباري من أجل تعويض الخسائر البشرية التي تتكبدها خلال الحرب في مناطق متفرقة من البلاد، وتلقى تلك السياسة اعتراضا من قبل الأهالي بالمظاهرات والفرار من مناطق سيطرة المليشيا.
إلى ذلك، تجددت الاشتباكات بين "قسد" وقوات النظام السوري في مدينة القامشلي بريف الحسكة في عدة مناطق من المدينة، ما أوقع جرحى من الطرفين.
وقالت مصادر لـ"العربي الجديد" إن الاشتباكات وقعت على طريق مطار القامشلي، وفي أحياء الطي وحلكو ومحيط المربع الأمني الواقع تحت سيطرة النظام.
وأدى الاشتباك من جديد إلى نزوح مدنيين من منازلهم، وإغلاق المتاجر والأسواق في المناطق القريبة من نقاط الاشتباك الدائر بين عناصر النظام وقوى الأمن التابعة لـ"قسد".
وكانت المدينة قد شهدت أمس هدوءا عقب اشتباكات بين الطرفين، توقفت بعد تدخل روسي لحل النزاع الذي كان سببه اعتقال قوات النظام عنصرا من عناصر "قسد".
من جانب آخر، سير الجيش الروسي دورية مشتركة مع نظيره التركي في ناحية الدرباسية شمالي الحسكة، انطلاقا من معبر شيريك الحدودي مع تركيا.
وتجولت الدورية في قرى وبلدات دليل قنيطرة والقرمانية غربي الدرباسية، وتل كديش والغنامية وكربطلي جنوبي البلدة، واتجهت بعد ذلك إلى القرى والبلدات الواقعة شرقي الدرباسية، ثم عادت إلى نقطة انطلاقها.
وجاءت الدورية في إطار التفاهمات الروسية التركية حول مناطق سيطرة "قسد" في شمال سورية.