قتيلان وإصابات خطرة في تظاهرات السودان الرافضة للانقلاب العسكري

قتيلان وإصابات بعضها خطرة في تظاهرات السودان الرافضة للانقلاب العسكري

14 فبراير 2022
تجمع آلاف السودانيين في مدينة أم درمان (فرانس برس)
+ الخط -

أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية، اليوم الإثنين، مقتل شخصين خلال إحياء مليونية 14 فبراير في مواكب في مناطق عدة في البلاد، رفضاً للانقلاب، وللمطالبة بالحكم المدني.

وأشارت اللجنة إلى مقتل منذر عبد الرحيم، بعد إصابته برصاص حي في الكتف اليسري اخترق الصدر، من قبل قوات السلطة الانقلابية أثناء مليونية 14 فبراير بمواكب مدينة أم درمان المتجهة نحو البرلمان، ليرتفع بذلك عدد قتلى الانقلاب إلى 81 منذ 25 أكتوبر/تشرين الأول.

وتحدثت في وقت سابق اليوم، عن "مقتل شخص إثر إصابته في العنق والصدر من قبل قوات السلطة الانقلابية بطلق ناري متناثر أثناء مليونية 14 فبراير بمواكب مدينة الخرطوم المتوجهة نحو القصر الرئاسي".

ولفتت اللجنة إلى أن "السلطة الانقلابية تواصل انتهاكاتها ضد الإنسانية بعنف مفرط وقمع دموي للمتظاهرين السلميين في أرضنا".

وأطلقت الشرطة السودانية اليوم، الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية والرصاص المطاطي على مواكب مليونية 14 فبراير، اليوم الإثنين، والمتجهة إلى القصر الرئاسي. وأصيب عشرات المشاركين في التظاهرات، إصابات بعضهم خطرة، وتم نقلهم إلى المستشفيات القريبة.

من جهتها، قالت الشرطة السودانية، إن 103 من أفرادها أصيبوا خلال تعاملها مع مواكب اليوم بالخرطوم، من بين تلك الإصابات واحدة بعيار ناري.

وأوضحت في بيان لها أن محلية أم درمان شهدت أحداثا مؤسفة بالتعدى على المباني والمؤسسات الاستراتيجية الهامة وأن بعض المتظاهرين هشموا الواجهة الأمامية لمبنى البرلمان وأضرموا النيران بالقرب من محطة الوقود الملحقة بالمبنى، كما ألحقوا أضرارا بعدد من المركبات والمساجد.

وأضافت الشرطة أن "أيادي الدمار و الخراب"، على حد وصفها، امتدت إلى وزارة الشباب والرياضة بتهشيم زجاج الاستقبال ونهب ممتلكات خاصة بأفراد التأمين، ودراجة نارية، ومحاولة كسر مخزن ملحق بالوزارة، إضافة إلى تهشيم عدد من زجاج المركبات. وأشارت إلى تعاملها بالقوة القانونية المعقولة.

وتوجّه آلاف السودانيين إلى القصر الرئاسي في الخرطوم، للمطالبة بسقوط الانقلاب العسكري وعودة الحكم المدني.

كما انطلق آلاف آخرون من مدينة أم درمان، غرب العاصمة، نحو مقر المجلس التشريعي.

ويأتي تحرك اليوم استجابة لدعوات أطلقتها لجان المقاومة السودانية، في سياق جدولها الشهري للتصعيد الثوري منذ 25 أكتوبر/تشرين الأول، تاريخ وقوع انقلاب قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان.

وحمل المشاركون، ومعظمهم من الشباب، أعلام السودان ولافتات تدعو إلى تنحي العسكر ومحاكمتهم، كما أغلقوا بالمتاريس عدداً من الطرق، منعاً لوصول قوات الشرطة إليهم.

وفي استطلاع لـ"العربي الجديد" وسط المشاركين في موكب الخرطوم، يقول الناطق الرسمي باسم لجان المقاومة في المدينة أحمد عصمت، إن الحراك الثوري والتصعيد مستمرّ حتى سقوط الانقلاب العسكري، مشيراً إلى أن لجان المقاومة السودانية لم تتوقف عن التصعيد ضد العسكر حتى قبل انقلابهم الأخير، وأنها كانت تقف بقوة ضد شراكة الدم مع العسكر، لأن تلك اللجان والشعب السوداني كله لا يريد تجربة السنتين الماضيتين.

إلى ذلك، يقول أحد المشاركين في الموكب من جهته، إن مواصلة التظاهر ناتجة عن الإيمان بالقضية المركزية، مبدياً استنكاره للحديث المتواصل عن انحسار الاحتجاجات الذي لا يسنده دليل، بدليل حشود اليوم في أكثر من موقع في الخرطوم وحدها.

بدورها، تؤكد عائشة السيد أن الثورة ماضية حتى تحقيق غاياتها، ويقودها شباب مؤمن بثورته، مشيرة إلى أنها خرجت مع أبنائها وبناتها دعماً لهم، ولتأكيد وقوف الأسر مع أبنائها.

إلى ذلك، يجزم الطيب إبراهيم أن الثورة ستؤدي في النهاية إلى إسقاط كل المجرمين والقتلة وعصابة العسكر ومن خانوا الثورة، وسيسقطون مثلما سقط من قبل الرئيس المعزول عمر البشير.

وخارج الخرطوم، خرج عشرات آلاف المواطنين في مختلف المدن السودانية، من بينها الدويم، والنهود، والقضارف، وبورتسودان، ومدني، وعطبرة، وكسلا.

إلى ذلك، أعلن المكتب الموحد للأطباء السودانيين - لجنة أطباء السودان أن المعتقلين بسجن سوبا بالخرطوم من السياسيين ولجان المقاومة دخلوا في إضراب رفضاً للأوضاع السيئة التي يعيشونها، وعدم التحقيق معهم أو تقديمهم إلى محاكمات، مؤكدا أن كل ذلك لن يمرّ دون عقاب، مناشداً المنظمات الإنسانية والمحيط الإقليمي والدولي دعم الثورة السودانية من أجل التحرر من براثن النظام الفاشي، والانطلاق إلى رحاب الحرية التي يستحقها الشعب.

البرهان يعيّن وزيراً للدفاع

في سياق آخر، أصدر رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، قراراً بتعيين الفريق ياسين إبراهيم ياسين وزيراً مكلفاً لوزارة الدفاع.

والفريق ياسين عمل من قبل وزيراً للدفاع في حكومة رئيس الوزراء المستقيل عبد الله حمدوك.

المساهمون