قبرص التركية تفتتح سواحل مغلقة منذ 1974 في ظل جدل كبير

قبرص التركية تفتتح سواحل مغلقة منذ 1974 في ظل جدل كبير

08 أكتوبر 2020
القرار اتُّخذ بعد أيام من لقاء لرئيس التركي ورئيس وزراء شمال قبرص (الأناضول)
+ الخط -

 

في ظل جدل كبير إقليمي ودولي، تفتتح السلطات في الشق الشمالي من جزيرة قبرص، الذي تقطنه أغلبية تركية، سواحل منطقة مرش الشهيرة، اليوم الخميس، بعد أن ظلت مغلقة منذ عام 1974، بعد موافقة من السلطات التركية، عقب لقاء جمع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس وزراء شمال قبرص إرسين تاتار قبل أيام.

وتحولت سواحل مرش إلى مدينة مهجورة بعد العملية العسكرية التركية التي قسمت جزيرة قبرص لشمالي تركي معترف به من تركيا فقط، وجنوبي معترف به دولياً، حيث كانت السواحل قبلة للمشاهير في العالم، وبقيت مغلقة بطلب دولي ومن الجانب القبرصي اليوناني.

تحولت سواحل مرش إلى مدينة مهجورة بعد العملية العسكرية التركية التي قسمت جزيرة قبرص لشمالي تركي معترف به من تركيا فقط

ولم تكن المنطقة ضمن أهداف تركيا، ولكن اتصالها مع مدينة غازيماغوسا جعلها تقع ضمن السيطرة التركية، وبقيت مغلقة منذ ذلك الحين، وكانت هناك مطالب قبرصية بأن تكون هناك موافقة من طرفها لافتتاح المنطقة، وخاصة الشريط الساحلي، ومع فشل المفاوضات القبرصية على مدى عقود أعلن بشكل مفاجئ عن الافتتاح.

وعرضت تركيا بداية تسليم المدينة مقابل فتح مطار "إرجان" في الشطر الشمالي للرحلات الدولية، ولكن رفض ذلك، ولم تنجح المطالب بافتتاحها كل تلك السنوات.

وبعد الإعلان المفاجئ، جرت عمليات التأهيل الفوري لافتتاح الساحل للعموم في الوقت الحالي، دون فتح المدينة التي هي حالياً مهجورة، وسيُسمَح للدخول إلى المنطقة من مدخلين، وهو ما سينعكس بشكل إيجابي عليها.

ويتلخص الاعتراض القبرصي بوجود حقوق وأملاك تعود للمواطنين من طرفهم، كذلك هناك شركات أجنبية لديها أملاك في المنطقة، فضلاً عن قرار من محكمة حقوق الإنسان الأوروبية بتشكيل لجنة للنظر في هذه الأملاك، إذ أرسل 300 مواطن قبرصي يطالبون بحقوقهم.

ومن الناحية السياسية، كان لهذا القرار تأثير محلي ودولي، إذ إن قبرص تشهد انتخابات رئاسية الأحد المقبل، وهناك خلافات داخلية في قبرص التركية، وخلافات أخرى بين قيادات قبرص التركية وتركيا، فرئيس قبرص التركية مصطفى أقنجي ليس على علاقة طيبة مع أردوغان، ولهذا فإن تركيا تدعم رئيس الوزراء تاتار.

وعقب الإعلان عن افتتاح منطقة مرش، أعلن الرئيس أقنجي ووزير الخارجية قدرت أوزرساي عدم علمهما بالقرار، وأن الإعلان من تاتار يأتي لاستغلاله انتخابياً الأحد المقبل، ما سيؤثر في التوازنات، خاصة في ظل خيبة الشطر الشمالي من جهود تحقيق الفيدرالية مع الشطر الجنوبي، التي لم تنجح بعد رفض الجانب القبرصي لذلك في استفتاء جرى قبل سنوات.

قرار الفتح هذا أيضاً يأتي في سياق التوترات الجارية شرق المتوسط، بين تركيا واليونان والاتحاد الأوروبي، وهذه الخطوة فسرت على أنها ضغط تركي جديد على اليونان وأوروبا، وقد تدفع إلى مزيد من التوترات في العلاقات التي لم تتحسن.

 

دلالات

المساهمون