قادة آسيان يدينون العنف في ميانمار والفيليبين تستعد لرئاسة قمة 2026

قادة آسيان يدينون العنف في ميانمار والفيليبين تستعد لرئاسة قمة 2026

05 سبتمبر 2023
مضت قمة آسيان في غياب أي تمثيل سياسي لميانمار (Getty)
+ الخط -

دعا قادة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) خلال قمتهم، اليوم الثلاثاء، في العاصمة الإندونيسية جاكرتا إلى وقف الهجمات والعنف ضد المدنيين في ميانمار واتهموا المجلس العسكري الحاكم في ميانمار بالمسؤولية عن هذا العنف. يأتي ذلك في ظل استمرار الأعمال العنيفة في ميانمار منذ الانقلاب العسكري في عام 2021، الذي أطاح بحكومة أونغ سان سو تشي وأدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا.

ميانمار تشهد أزمة سياسية وإنسانية خطيرة منذ الانقلاب العسكري، حيث قامت الحكومة العسكرية بحملات عنف ضد المعارضة والمدنيين. هذا الوضع تسبب في سقوط العديد من القتلى ودفع بالبلاد إلى حافة الانهيار الاقتصادي. معظم المجتمع الدولي يدين هذا العنف ويطالب بوقفه واستعادة الديمقراطية في ميانمار.

واجتمعت رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) التي يندد بها معارضوها على اعتبارها لا تملك أي سلطة، في العاصمة الإندونيسية جاكرتا سعياً للتوصل إلى موقف موحّد حيال الأزمة.

وأفاد القادة، في بيان، من 19 نقطة بأنهم "يحضّون القوات المسلحة الميانمارية (البورمية) على وجه الخصوص وجميع الأطراف المعنية في ميانمار على خفض تصعيد العنف ووقف الهجمات التي تستهدف المدنيين والمنازل والمنشآت العامة مثل المدارس والمستشفيات والأسواق".

وأضافوا "ندين بشدّة تواصل أعمال العنف في ميانمار".

واتّهمت مجموعات حقوقية المجلس العسكري بتنفيذ ضربات جوية ضد معاقل المتمرّدين والبنى التحتية المدنية.

وفشلت المساعي الدبلوماسية لحل الأزمة حتى الآن فيما تجاهل المجلس العسكري خطة سلام من خمس نقاط تم الاتفاق عليها مع دول آسيان قبل عامين إضافة إلى الانتقادات الدولية ورفض الحوار مع المعارضة.

وفي مسودة بيان سابقة صدرت عن إندونيسيا وتضمنت مداخلات من جميع الأعضاء تم التوصل إليها بعد اجتماعات مضنية عقدها وزراء الخارجية، بقي الجزء المخصص لميانمار فارغاً، ما يؤشر على غياب التوافق داخل التكتل المكوّن من عشر دول حيال طريقة التعامل مع المجلس العسكري الذي مُنع من حضور اجتماعات آسيان عالية المستوى.

ودعا الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو إلى الوحدة والتعاون "من أجل السلام والازدهار" في المنطقة، لكن وزيرة خارجيته ريتنو مارسودي أكدت أن عملية السلام التي تم الاتفاق مع المجلس العسكري عليها لإنهاء العنف ما زالت عالقة. وقالت "الخلاصة هي أنه لا يوجد أي تقدّم يذكر في تطبيق التوافق المكوّن من خمس نقاط".

تغيير في رئاسة آسيان

ومن المتوقع أن تتولى الفيليبين رئاسة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في عام 2026 بدلاً من ميانمار. وأفاد الرئيس الفيليبيني فرديناند ماركوس جونيور بأنّ مانيلا مستعدة لتولي الدور مكان قادة المجلس العسكري في وقت سابق الثلاثاء.

وأكد الناطق باسم المجلس العسكري زاو مين تون بأنه سيتم استبدال ميانمار على رأس آسيان. وقال لفرانس برس "ستتخلى ميانمار عن رئاسة آسيان في 2026"، من دون تقديم تفاصيل إضافية.

الدبلوماسية الهادئة

سبق لميانمار أن انسحبت من رئاسة آسيان عام 2006 لتجنيب التكتل مقاطعة محتملة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وقوى دولية أخرى. وتولّت الفيليبين الرئاسة مكانها حينذاك.

ترأسّت ميانمار الرابطة عام 2014 في عهد ثين سين الذي كان أول رئيس مدني للبلاد منذ أكثر من 50 عاماً.

ولفت دبلوماسي آخر من المنطقة إلى أن بعض أعضاء آسيان يضغطون من أجل دعوة قادة المجلس العسكري مجدداً إلى الاجتماعات.

وعقدت تايلاند لقاءات منفصلة مع كل من قادة المجلس العسكري وسو تشي في الأشهر الأخيرة، لتتعمّق الانقسامات داخل التكتل.

ويخشى البعض ضمن التكتل من أن نهج بانكوك المختلف قوّض "الدبلوماسية الهادئة" التي تتبعها إندونيسيا كرئيسة لآسيان.

وبينما مضت القمة في غياب أي تمثيل سياسي لميانمار، أفادت أحزاب سياسية مدعومة من الجيش في البلاد لـ"فرانس برس"، بأن المجلس العسكري سينظّم انتخابات على الأرجح عام 2025.

إلا أن الولايات المتحدة شددت على أن أي انتخابات تجري تحت حكم المجلس العسكري ستكون "صورية".

جدل بشأن الخريطة 

وستتصدّر تحرّكات بكين في بحر الصين الجنوبي الذي تطالب به بالكامل تقريباً جدول أعمال القمة أيضاً، بحسب مسودة البيان السابقة.

نشرت الصين خريطة رسمية جديدة الأسبوع الماضي تؤكد عبرها سيادتها على بحر الصين الجنوبي بمعظمه، ما عمّق الخلاف بين بكين وبلدان جنوب شرق آسيا بشأن الممر المائي.

وأثارت الخريطة تنديدات حادة من بلدان المنطقة بما فيها ماليزيا وفيتنام والفيليبين.

ويتوقع بحسب مسودة البيان بأن يعرب القادة عن قلقهم حيال "مزاعم السيادة على الأراضي والأنشطة والحوادث الخطيرة" في الممر المائي.

وأفاد مصدر دبلوماسي آخر من جنوب شرق آسيا بأن القادة سيتطلعون إلى "الهدف الطموح" المتمثّل باختتام المحادثات مع الصين بشأن قواعد سلوك في بحر الصين الجنوبي بحلول 2026.

وفي وقت لاحق خلال الأسبوع، ستستضيف إندونيسيا قمة شرق آسيا التي ستشارك فيها 18 دولة بينها الولايات المتحدة والصين واليابان والهند وروسيا.

وسيمثّل بكين وموسكو كل من رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.

وأما نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس فستحضر مكان الرئيس جو بايدن إذ ستشارك في اجتماع مع لافروف.

(فرانس برس)