قائد الجيش الجزائري يحذر من تداعيات "الأنشطة الإرهابية" في الجنوب

قائد الجيش الجزائري يحذر من تداعيات "الأنشطة الإرهابية" في الجنوب

16 ابريل 2022
قائد الجيش الجزائري يوجه اتهامات إلى عدد من المعارضين والناشطين بالخارج (Getty)
+ الخط -

حذر قائد الجيش الجزائري الفريق السعيد شنقريحة، اليوم السبت، من تداعيات تمدد "الأنشطة الإرهابية" في منطقة الجنوب والساحل وانتشار الجريمة المنظمة قرب الحدود الجزائرية، لافتاً إلى أنّ تلك الأنشطة تكلف البلد أعباء مادية وقدرات بشرية كبيرة لحماية الحدود وفرض الأمن والاستقرار.

وقال رئيس أركان الجيش الجزائري، خلال لقائه قيادات المنطقة العسكرية السادسة في برج باجي مختار على الحدود جنوبي الجزائر، إنّ "الظاهرة الإرهابية تمتد بجوارنا الإقليمي المباشر وتنتشر الجريمة المنظمة العابرة للحدود"، مشيراً إلى أنّ "الجزائر بحاجة اليوم، أكثر من أي وقت مضى، لتوحيد الجهود لإحباط ما يحاك ضدها من مؤامرات ودسائس تستهدف وحدتنا الترابية والشعبية".

وتواجه الجزائر مشاكل أمنية مستمرة بسبب تمركز لافت لنشاط المجموعات التي تتبع "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" وتنظيم "داعش" في مناطق شمالي مالي والنيجر المتاخمة للحدود مع الجزائر، وفي أكثر من مرة حاولت هذه المجموعات التسلل إلى داخل الجزائر.

وأطلق مسلحون النار على دورية لحرس الحدود الجزائرية في منطقة حدودية ولاذوا بالفرار، وفرضت هذه التطورات الأمنية على الجزائر نقل ونشر أعداد كبيرة من الوحدات العسكرية لمراقبة الحدود.

واتهم الفريق شنقريحة، الذي كان يتفقد درجة الجاهزية العملياتية لوحدات الجيش والظروف المهنية والمعيشية للأفراد المرابطين في الحدود الجنوبية، من وصفها "بالأطراف المأجورة، التي تحاول، وعن قصد، زرع بذور التفرقة والفتنة بين أبناء الشعب الواحد، وبين الشعب وجيشه". 

ووجّه قائد الجيش الجزائري اتهامات مباشرة إلى عدد من المعارضين والناشطين في الخارج، بسبب شنّهم حملات مستمرة على مواقع التواصل الاجتماعي ضد الجيش والأجهزة الأمنية والسلطة في الجزائر، واعتبر أنّ هؤلاء مدفوعون من قبل جهات أخرى.

وأضاف "المشهد واضح كل الوضوح، لأنّ المتمعّن في الحملات المسعورة التي تتعرض لها بلادنا في الآونة الأخيرة لا يحتاج لتفكير طويل وتحليل عميق، حتى يُدرك خبث نواياها ودناءة أهدافها وخساسة مروجيها، الذين خانوا وطنهم وباعوا ضمائرهم وشرفهم".

وتنشط في الخارج مجموعة من المعارضين، بينهم قيادات في حركتي "رشاد" و"الماك" التي تصنفها السلطات "إرهابية"، منذ مايو/ أيار الماضي، ضمنهم الدبلوماسي المنشق محمد العربي زيطوط، وأمير بوخرص المعروف باسم "أميردي زاد"، والصحافيان هشام عبود وعبود سمار، ونشطاء آخرون تخصصوا منذ فترة في مهاجمة الجيش والمخابرات والقيادات العسكرية والسياسية. 

وخلال الفترة السابقة، نجحت السلطات الجزائرية في تسلم عدد من هؤلاء النشطاء من الخارج، على غرار العسكريين المنشقين محمد بن عبد الله ومحمد بن حليمة، فيما لا تزال تسعى للحصول على باقي النشطاء من الدول التي يقيمون فيها.

وخلال الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أبلغ الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون المسؤول الأميركي بالظروف الصعبة التي تمر بها مختلف مناطق الحدود الجنوبية بسبب الهشاشة الأمنية لدول الجوار، وقال إنّ "حجم الإنفاق لحماية الحدود بالنسبة للجزائر مكلف، بينما الجزائر تود أن يتم استغلاله للتنمية، بدلاً من اقتناء كميات كبيرة من الأسلحة بهدف الدفاع عن حدودنا".