فلسطين وفجاجة إعلام حفتر

فلسطين وفجاجة إعلام حفتر

20 مايو 2021
خلال تظاهرة داعمة للفلسطينيين في طرابلس (محمود تركية/فرانس برس)
+ الخط -

لا يحتاج المتابع للكثير من الجهد للاستدلال على تأثير الأنظمة المطبعة على مواقف شريحة عريضة من النخب في بعض من الدول العربية. فقد بات واضحاً تموضع المشروع الصهيوني في قلب الصراعات العربية، وتصريحات زعماء الدول المعلنة للتطبيع مع إسرائيل والساعية لذلك، لم تتجاوز في أقصى حدودها التعبير عن القلق والمطالبة بالتهدئة، بل وأحياناً إدانة أبطال المقاومة بشكل مبطن، مقابل دول أخرى جاهرت بموقفها الرافض لأشكال التعديات التي تمارسها إسرائيل. لكن المخزي امتداد تأثيرات مواقف العواصم المطبعة لذيولها.

فبالإضافة للصمت التام في وسائل الإعلام التابعة لخليفة حفتر، العسكري المتمرد على كل أشكال التسوية والسلام في ليبيا، حيال القضية الفلسطينية، على الرغم من أنها تحظى بمتابعة دقيقة من كل وسائل الإعلام الدولية والعربية والإقليمية، زاد بعض المطبّلين من إعلاميين ورجال دين من التيار المدخلي، فجاجة الموقف، بأن استنكروا ظهور وزيرة الخارجية في الحكومة الجديدة، نجلاء المنقوش، قبيل استقبال مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط جوي هود، الثلاثاء الماضي، وهي ترتدي شالاً فلسطينياً... مع العلم أنها ظهرت من دون الشال خلال اللقاء معه.
أثنى كثر على المنقوش، التي انفردت بالتصريح عن موقف حكومتها من التصعيد الإسرائيلي في العديد من المناسبات، دون غيرها من مسؤولي الحكومة، بل والمجلس الرئاسي أيضاً. لكن الحال لم يكن هكذا لدى الجميع. يتساءل أحدهم، خلال برنامج يعتني بتحليل مستجدات السياسة في ليبيا على قناة "ليبيا الحدث" التي يمتلكها صدام نجل حفتر: "ما علاقتنا بالفلسطينيين؟"، وذلك في معرض احتجاجه على ارتداء المنقوش الشال الفلسطيني. كان عليه أن يحتج على موقف صاحب القناة نفسه، صدام، الذي تحدثت تقارير دولية قبل أيام عن سعيه للحصول على دعم من إسرائيل لدى واشنطن للقبول به مرشحا في الانتخابات المقبلة.

أما الأكثر فجاجة، فهو استشهاد مدير البرنامج لدعم موقف الضيف، بحديث شيخ مدخلي ليبي، حث الفلسطينيين على ترك غزة قائلاً "يهاجروا من غزة، فهل هم أفضل من النبي والصحابة؟"، ليرد الضيف قائلاً: "وغير الهجرة، فالقائد (يقصد الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي) قدّم الحل منذ سنوات، لكن الفلسطينيين لم يقلبوا به"، في إشارة إلى "الكتاب الأبيض" الذي قدّم فيه القذافي مقترح "إسراطين"، ويقضي بأن يتقاسم الفلسطينيون بلادهم مع الصهاينة.

المساهمون