فلسطين: حرق أثاث غرف فندقية في مقام النبي موسى بعد إقامة حفل بداخله

فلسطين: حرق أثاث غرف فندقية في مقام النبي موسى بعد إقامة حفل بداخله

27 ديسمبر 2020
أثارت مشاهد الحفل داخل المقام غضب الفلسطينيين وسط مطالبات بالمحاسبة (تويتر)
+ الخط -

أحرق شبان فلسطينيون، مساء اليوم الأحد، أثاث غرف فندقية في مسجد النبي موسى ومقامه، بين القدس وأريحا في الضفة الغربية، رداً على قيام فرقة فنية بتنظيم حفل موسيقي صاخب الليلة الماضية، وهو ما أثار ردود فعل غاضبة، دفعت الحكومة الفلسطينية لتشكيل لجنة تحقيق بالحادثة.

وقال الناشط وسام صلاح لـ"العربي الجديد": "إن شباناً مجهولي الهوية اقتحموا غرفاً فندقية بداخل مقام النبي موسى مساء اليوم، وحطموا الأثاث بداخلها، ثم أخرجوا الأثاث وأشعلوا النيران فيه، وجاء ذلك بعد انتهاء نشطاء من الصلاة في المقام عصر اليوم"، مؤكداً أن النشطاء يرفضون ما جرى من حرق.

والغرف الفندقية الموجودة في الطابق الثاني من مقام النبي موسى، تم ترميمها قبل ثلاث سنوات بالتعاون بين الاتحاد الأوروبي ووزارتي السياحة والآثار والأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينيتين، وتم تأجيرها لشركة خاصة.

ووفق الناشط صلاح، فقد كانت هذه الغرف الفندقية غرفاً لمبيت الجنود والمسافرين في زمن العثمانيين، وأن شرط ترميمها لتصبح غرفاً فندقية وتأجيرها لشركة خاصة كان ضرورة احترام المكان.

من جانب آخر، أدى نحو ألفي فلسطيني من عدة محافظات بالضفة الغربية عصر اليوم الصلاة في داخل مقام النبي موسى بدعوة من نشطاء فلسطينيين وحركة فتح وبعض الأحزاب الإسلامية في القدس، إذ أكّد الناشط صلاح لـ"العربي الجديد" أن الصلاة جاءت لتأكيد قدسية المسجد والمقام، ورداً على الحفل الموسيقي الذي جرى مساء السبت داخل المقام.

ألقيت عدة الكلمات أكدت على رفض ما جرى من انتهاك لحرمة المقام والمسجد، وطالبت بمحاسبة الذين سمحوا بإقامة هذا الحفل

وبعد انتهاء الصلاة، ألقيت عدة الكلمات أكدت رفض ما جرى من انتهاك لحرمة المقام والمسجد، وطالبت بمحاسبة الذين سمحوا بإقامة هذا الحفل ومعاقبتهم، ودعا المتحدثون إلى فك الاتفاقية الخاصة بتأجير الغرف الفندقية لشركة سياحية خاصة، وإعادة الحرمة للمكان وعدم تسليمه للقطاع الخاص، وردد الفلسطينيون بعد الصلاة هتافات غاضبة تستنكر ما جرى.

وأثارت مشاهد فيديو لحفلة صاخبة لفرقة فنية تدعى "بويلر روم" داخل مسجد النبي موسى ومقامه غضب الفلسطينيين على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط مطالبات بمحاسبة أية جهة رسمية فلسطينية سمحت لتلك الفرقة بانتهاك حرمة المسجد والمقام الديني، ووسط اتهامات لوزارتي السياحة والآثار والأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينيتين بشأن السماح للفرقة بتنظيم هذا الحفل.

وأظهرت مقاطع فيديو مساء السبت قيام شبان فلسطينيين من القدس بإخراج تلك الفرقة التي كان يرقص أعضاؤها على نغمات الموسيقى داخل المسجد والمقام، وسط صراخ وإطلاق ألعاب نارية لإخراجهم.

من جانب آخر، أفادت مصادر لـ"العربي الجديد" بأن أحد مسؤولي الفرقة الفنية التي نظمت الحفل الصاخب، سماء عبد الهادي، تم اعتقالها ظهر اليوم الأحد، من قبل الشرطة الفلسطينية، وسيتم عرضها على النيابة العامة يوم غد الإثنين.

وبعد مرور يوم على حادثة إقامة الحفل الصاخب، لم تعقّب الشرطة الفلسطينية أو النيابة العامة الفلسطينية على ما جرى، رغم أن المادة (275) عقوبات رقم 16 لسنة 60 تنصّ على أن "كل من خرب أو أتلف أو دنس مكان عبادة أو شعاراً أو أي شيء تقدسه جماعة من الناس قاصداً بذلك إهانة دين أية جماعة من الناس، أو فعل ذلك مع علمه بأن تلك الجماعة ستحمل فعله هذا على محمل الإهانة لدينها؛ يعاقب بالحبس من شهر إلى سنتين أو بغرامة من خمسة دنانير إلى خمسين ديناراً".

وقد دفع ما جرى برئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية إلى اتخاذ قرار، بحسب ما نشرت وكالة الأنباء الرسمية "وفا"، يقضي بتشكيل لجنة تحقيق فيما جرى في مقام النبي موسى الليلة الماضية، على أن تبدأ لجنة التحقيق أعمالها مباشرة.

في حين أكد وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية حسام أبو الرب في حديث سابق لـ"العربي الجديد"، أن ما جرى هو اقتحام لحرمة المسجد والمقام، وحاول "العربي الجديد" الاتصال بالعلاقات العامة والإعلام في وزارة السياحة والآثار للحصول على تعقيب على ما جرى، لكن لم يتم التمكن من ذلك.
وقال أبو الرب: "إن وزارة الأوقاف لم تعط إذناً لهذه المجموعة بدخول المقام، وما جرى هو اقتحام للمسجد والمقام من قبل تلك المجموعة، دون إذن أو سماح من قبل وزارة الأوقاف، ونحن ننتظر لجنة التحقيق ونتائج التحقيقات، ونحن جاهزون لمتابعة كل كبيرة وصغيرة".