- الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يؤكد على خطورة الوضع في غزة، مشيدًا بجهود الأمم المتحدة وداعيًا مجلس الأمن للتحرك لإنهاء الحرب وحماية المدنيين.
- سامح شكري يشير إلى الأوضاع الإنسانية الصعبة في غزة وأهمية دور "أونروا"، معترضًا على تعليق تمويل الوكالة، ويتطرق إلى المبادرة العربية لحل الأزمة بدعم أمريكي، بينما غوتيريس يشدد على وقف إطلاق النار والتزام الأمم المتحدة بالقانون الدولي.
غوتيريس: وصول المساعدات إلى غزة يتطلب وقفاً فورياً لإطلاق النار
شدد السيسي وغوتيريس على حتمية حل الدولتين كمسار وحيد لتحقيق الأمن
حذر السيسي وغوتيريس من أي تبعات كارثية لعملية عسكرية في رفح
جدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، اليوم الأحد، التأكيد على وقف إطلاق النار في قطاع غزة لأغراض إنسانية، حتى يتسنى إدخال المساعدات وتوزيعها بشكل فعال على أهالي القطاع.
وأوضح غوتيريس خلال مؤتمر صحافي في القاهرة مع وزير الخارجية المصري سامح شكري أن "الطريق البري هو الأكثر فاعلية وكفاءة في نقل البضائع الثقيلة"، مؤكداً أن وصول المساعدات "يتطلب وقفاً فورياً لإطلاق النار لأسباب إنسانية".
جاء ذلك خلال لقاء عقده غوتيريس مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في قصر الاتحادية الرئاسي بالقاهرة، وركز على تطورات الأوضاع في قطاع غزة.
حضر اللقاء وزير الخارجية سامح شكري، ورئيس المخابرات العامة عباس كامل، والمفوض العام لـ"أونروا"، فيليب لازاريني، والمنسقة المقيمة للأمم المتحدة في مصر إلينا بانوفا.
وبحسب بيان للرئاسة المصرية، شهد اللقاء "تطابقاً في المواقف" بشأن خطورة الموقف في غزة، و"ضرورة تجنب تغذية العوامل المؤدية إلى اتساع نطاق الصراع، وكذلك الرفض التام والقاطع لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، والتحذير من أي عملية عسكرية (إسرائيلية) في مدينة رفح الفلسطينية، لما لها من تبعات كارثية على الوضع المتدهور في القطاع".
وشدد السيسي وغوتيريس، بحسب المصدر ذاته، على "حتمية حل الدولتين مساراً وحيداً لتحقيق العدل والأمن والاستقرار في المنطقة، وضرورة تهيئة الظروف الملائمة لتفعيله".
واستعرض السيسي الجهود المكثفة للوصول إلى وقف فوري لإطلاق النار وتبادل المحتجزين، وإنفاذ المساعدات الإنسانية بالقدر الكافي لإغاثة المنكوبين في قطاع غزة، سواء عن طريق البر بالتنسيق مع الأجهزة الأممية ذات الصلة، أم من خلال الإسقاط الجوي، ولا سيما مناطق الشمال.
وثمّن السيسي مواقف الأمين العام للأمم المتحدة من الأزمة الجارية، و"حرصه على الالتزام بمبادئ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، ونشاطه المستمر لحث المجتمع الدولي على التحرك لإنهاء الحرب في غزة، وحماية المدنيين"، داعياً مجلس الأمن إلى "الاضطلاع بمسؤولياته، في ظل خطورة قطع بعض الدول دعمها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وهو ما يمثل عقاباً جماعياً للفلسطينيين الأبرياء".
من جهته، أعرب غوتيريس عن "تقديره لدور مصر الإقليمي بوصفها ركيزةً محورية للاستقرار"، مشيداً بالجهود الرامية إلى الدفع نحو وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وحرص مصر على إبقاء منفذ رفح الحدودي مفتوحاً دائماً على مدى الأشهر الماضية منذ بدء الأزمة الراهنة.
وأشار غوتيريس إلى زيارته معبر رفح أمس (السبت)، وما لمسه من جهد مصري لقيادة عملية إيصال المساعدات إلى أهالي غزة وإدارتها، على الرغم من العراقيل والصعوبات الشديدة التي تواجهها تلك العملية، مشدداً على أهمية "وقف إطلاق النار لأغراض إنسانية حتى يتسنى إدخال المساعدات وتوزيعها بصورة فعالة على أهالي القطاع".
سامح شكري: نحظى بدعم أميركي لإدارة السلطة الفلسطينية للضفة وغزة
في غضون ذلك، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري، اليوم الأحد، إن الشعب الفلسطيني في غزة يعاني أوضاعاً إنسانية غير مسبوقة، على وقع ارتفاع عدد الضحايا المدنيين لأكثر من 32 ألف شهيد، وانتشار المجاعة بين سكان القطاع.
وأضاف شكري، في مؤتمر صحافي مشترك بالقاهرة مع الأمين العام للأمم المتحدة، أن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) لها دور مهم وحيوي في التعامل مع الأزمة الراهنة، منتقداً تعليق بعض الدول تمويلها للوكالة، وازدواجية المعايير لديها تجاه الأزمة في غزة.
وتابع شكري أن المبادرة العربية لحل الأزمة شاملة وواضحة في تعاملها مع القضية الفلسطينية، وتحظى بدعم من الولايات المتحدة بخصوص إدارة السلطة الفلسطينية للضفة الغربية وقطاع غزة عقب انتهاء الحرب، وتمكينها من هذا الأمر بدعم من الدول الإقليمية المؤثرة في المنطقة، وصولاً إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
من جانبه، قال غوتيريس إنه "من المثير للغضب رؤية الحرب مستمرة خلال شهر رمضان، رغم النداءات العالمية بوقف إطلاق النار"، داعياً حركة حماس إلى "إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في غزة فوراً، ومن دون شروط".
وأشار إلى وجود انقسامات في مجلس الأمن تعرقل اتخاذ بعض القرارات، مستطرداً بأن بعض الاتهامات الإسرائيلية لا تؤثر على عمل الأمم المتحدة، أو استمرارها في دعم الفلسطينيين بغزة، لأن عملها قائم على احترام القيم والمبادئ المنصوص عليها في القانون الدولي والإنساني.
وأوضح غوتيريس أن سفره بالأمس إلى معبر رفح الحدودي استهدف تسليط الضوء عالمياً على محنة الأطفال والنساء والرجال الفلسطينيين، الذين يكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة فقط، بينما العالم كله يدرك أن الوقت قد حان لإسكات صوت الأسلحة، ووقف إطلاق النار في هذه الحرب الوحشية لأسباب إنسانية.
وحث جميع البلدان على ضمان سلامة النظام الدولي لحماية اللاجئين وحقوق الأشخاص النازحين، مؤكداً أن الفظائع التي تُرتكب حالياً في غزة لا تخدم أي شخص، ولها تأثيرها في جميع أنحاء العالم، إذ إن الاعتداء اليومي على الكرامة الإنسانية للفلسطينيين يخلق أزمة مصداقية لدى المجتمع الدولي، ويتحدى القيم التي يعتبرها عالمية، كما أنه يتحدى القانون الدولي والمبادئ الإنسانية الأساسية.
وأضاف غوتيريس أن الشرايين الموصلة للمساعدات المنقذة للحياة مسدودة إلى غزة، وعلى أحد جانبي الحدود توجد شاحنات إنسانية محجوبة على مد البصر، واصفاً ما يحدث في القطاع بـ"الكارثة الإنسانية"، حيث الغزو والحرب والمجاعة والموت.
وزاد غوتيريس أن الفلسطينيين في غزة يحتاجون بشدة إلى طوفان من المساعدات، وليس مجرد قطرات، وتحقيق ذلك يتطلب خطوات عملية، منها أن تزيل إسرائيل ما تبقى من العوائق والاختناقات أمام مواد الإغاثة، مشيراً إلى أن الطريقة الوحيدة الفعالة لنقل البضائع الثقيلة هي عن طريق البر (المعابر)، وليس عن طريق الجو أو البحر.
وذكر أن تحقيقاً يجرى لرصد أي تدخل لوكالة "أونروا" في أحداث السابع من أكتوبر، وطلب تحليلاً حول الأمر والتحقيق فيه، مضيفاً أن الأمم المتحدة تعمل بجد من أجل ضمان دعم المانحين للوكالة، باعتبارها العمود الفقري داخل قطاع غزة.
وختم قائلاً إنه صام تضامناً مع المسلمين في شهر رمضان، وتناول الإفطار مع اللاجئين الذين فروا من الصراع في السودان، وتأثر بشدة بقصصهم المفجعة عن المعاناة التي لا توصف، والرحلات المحفوفة بالمخاطر، وقدرتهم الهائلة على الصمود في ظل هذه الأحداث.