نفذت الطائرات الحربية الروسية غارات جوية على منطقة "خفض التصعيد الرابعة" (إدلب وما حولها)، فيما اندلعت اشتباكات بين "الهيئة الوطنية" و"جبهة تحرير الشام" بعد محاولة استيلاء الأخيرة على نقاط عند تقاطع الطريقين الدوليين M4 ،M5 شرقي محافظة إدلب.
وقال الناشط محمد الضاهر في حديث لـ"العربي الجديد"، إن طائرة حربية روسية نفذت أربع غارات جوية استهدفت أطراف بلدتي الرويحة وبينين في منطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، مؤكداً أن قصفاً مدفعياً بأكثر من 70 قذيفة طاول قرى وبلدات الحميدية، والدقماق، والعنكاوي، وحميمات، والحلوبة في منطقة سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي، في ظل تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع الروسية في سماء المنطقة.
إلى ذلك، أشار الضاهر إلى إصابة طفل بجروح خطيرة تعرض فيها لبتر في اليد وشظايا أخرى في الجسد، اليوم الجمعة، إثر انفجار مقذوف من مخلفات الحرب أثناء رعي الأغنام في محيط مدينة تفتناز بريف إدلب الشرقي.
جريحان من "الجبهة الوطنية" في اشتباكات مع "تحرير الشام"
في غضون ذلك، أُصيب عنصران من "الجبهة الوطنية للتحرير" العاملة تحت مظلة "الجيش الوطني السوري"، إثر هجوم نفذته مجموعات عسكرية تابعة لـ"هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقا) على نقاط الرباط التابعة للجبهة الفاصلة مع قوات النظام على جبهة مدينة سراقب الواقعة عند تقاطع الطريقين الدوليين M4،M5 شرقي محافظة إدلب.
وقال سيف أبو عمر، مسؤول المكتب الإعلامي في "الجبهة الوطنية للتحرير"، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنه "منذ خمسة أيام تقريبا طلبت الهيئة الدخول إلى نقطة لعناصر الجبهة الوطنية على محور مدينة سراقب، بهدف تنفيذ عمل أمني، وهو تأمين انشقاق عنصر من قوات النظام أو ما شابه ذلك، فتم السماح لهم على أساس ذلك للدخول في ساعات الليل".
وأضاف "دخلت مجموعات الهيئة إلى النقاط ليلاً وبقيت فيها مع عناصر الجبهة الوطنية حتى ساعات الصباح، وبعدها دخلت جرافات ومعدات تجهيز للمعبر على النقطة وبقي الطرفان فيها حتى اللحظة".
وأشار المسؤول الإعلامي، إلى أنه "أمس الخميس كان هناك تبديل لمجموعة الجبهة الوطنية، وعلى إثرها حشدت الهيئة قواتها وأخرجت عناصر الجبهة من النقاط بالقوة، وأخبرتهم بأن هذه النقاط أصبحت للهيئة، ولن تستطيعوا العودة إليها بسبب قربها من المعبر، وعلى أثرها قام عناصر الجبهة الوطنية بتفعيل حاجز على الطريق واسترجعوا النقطة".
وأوضح أن الهيئة عادت وحشدت قواتها بالرشاشات والأسلحة وقامت بمهاجمة الحاجز، ما أوقع اشتباكات أدت إلى اصابة عنصرين اثنين من الجبهة الوطنية بإطلاق مباشر للنار على أقدامهم، فيما أكد استعادة النقاط من الهيئة مع بقاء نقطة واحدة مشتركة تحت سيطرتهم، واصفًا هذه النقطة بـ"الأهم".
وكان "العربي الجديد" قد لفت في تقرير له السبت الفائت، إلى أن "هيئة تحرير الشام" أزالت السواتر الترابية الفاصلة بين مناطق سيطرة النظام السوري ومناطق سيطرة فصائل المعارضة، بالقرب من مدينة سراقب الواقعة عند تقاطع الطريقين الدوليين "M4 ،M5" شرقي محافظة إدلب، تمهيداً لإعادة فتح المعبر أمام الحركة التجارية، بحسب معلومات متقاطعة.
حملة لـ"الجيش الوطني السوري" والاستخبارات التركية ضد "داعش"
تمكن "الجيش الوطني السوري" بالاشتراك مع الاستخبارات التركية من إلقاء القبض على خلية تابعة لتنظيم "داعش" في منطقتي "درع الفرات" بريف حلب الشمالي، و"نبع السلام" بريف الحسكة الشمالي.
ونقلت وكالة "الأناضول" التركية، عن مصدر أمني قوله، إن جهاز الاستخبارات التركي اكتشف خلية خاصة شكلها "داعش" بهدف تنفيذ عمليات ذات تأثير كبير ضد المؤسسات التركية الناشطة في سورية، لا سيما عناصر الجيش، مؤكداً أن "قوات محلية تابعة لـ(الجيش الوطني السوري) نفذت عمليات ضد الخلية في منطقتي عمليتي درع الفرات ونبع السلام بدعم من الاستخبارات التركية".
وأشار المصدر إلى أن "العملية أسفرت عن تحييد 19 إرهابيًا، مع مقتل أحدهم" فيما تمت السيطرة على كميات من المتفجرات والأسلحة والذخائر.
ولفتت الوكالة إلى أن الإرهابيين الموقوفين اعترفوا أنهم أجروا عمليات استطلاع مكثفة ضد القواعد العسكرية والمؤسسات التركية الموجودة في سورية، كما أنهم كانوا يراقبون التحركات الروتينية اليومية للعربات العسكرية التركية في الأراضي السورية، ونفذوا 4 محاولات لاستهدافها خلال أغسطس/ آب وسبتمبر/ أيلول العام الجاري.
وكان "الجيش الوطني السوري" بالاشتراك مع الاستخبارات التركية قد تمكن قبل ثلاثة أيام من إلقاء القبض على خلية تابعة لتنظيم "داعش" مؤلفة من ثلاثة أشخاص، إثر إيقافهم على حاجز "الشط" الواصل بين مدينة أعزاز وبلدة كفر جنة بريف حلب الشمالي.
"الأسايش" تنفذ حملة اعتقالات بالاشتراك مع التحالف الدولي
في غضون ذلك، قالت مصادر محلية لـ "العربي الجديد"، إن "قوى الأمن الداخلي" (الأسايش) نفذت بالاشتراك مع قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، عملية دهم طاولت عدة منازل في منطقة أبو خشب بريف دير الزور الشرقي، واعتقلت خلال العملية أكثر من 10 أشخاص متهمين بالتعامل مع تنظيم "داعش" في المنطقة.
وأوضحت المصادر أن العملية شاركت فيها مروحيتان أميركيتان، بالإضافة إلى قوات خاصة تابعة لـ "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، مؤكدةً أن المنطقة لا تزال تشهد توتراً أمنياً منذ ساعات فجر اليوم الجمعة.