عمال في مظاهرات السويداء: "سورية واحدة أرضاً وشعباً"

عمال في مظاهرات السويداء: "سورية واحدة أرضاً وشعباً"

02 فبراير 2024
مظاهرات السويداء مستمرة للأسبوع السابع والعشرين (العربي الجديد)
+ الخط -

دخلت احتجاجات السويداء جنوب سورية، اليوم الجمعة، أسبوعها السابع والعشرين على هتافات مئات المتظاهرين المطالبة بالتغيير السياسي، دون أن يثنيهم الطقس البارد عن استمرارهم باحتجاجاتهم السلمية. 

ووفق ما رصده "العربي الجديد"، فقد دخل تجمع النقابات المهنية، يحمل لافتة حملت صور قادة الثورة السورية الكبرى كتأكيد على الوحدة الوطنية المتجذرة بين السوريين، والتي حاولت جهات إعلامية رسمية إبعادها عن المشهد في السويداء، وصبغ الحراك بالصبغة المناطقية.

ويرى أيمن نوفل في حديثه لـ "العربي الجديد" أن "النقابات استطاعت أن تظهر انضباطاً والتزاماً بالحراك الشعبي، وحيّدت نفسها عن التجاذبات السياسية وترفعت عن العوائق التي تقف في وجه الحراك وغيرت من بوصلة أهدافه، واللافت في حراك اليوم هو التجمع الكبير لعمال السويداء تحت شعار موحد: "سورية واحدة أرضاً وشعباً"".

ويضيف نوفل: "يبدو أن شريحة العمال والفلاحين - وهي الكبرى - قررت أن تنأى بنفسها عن العمل السياسي وتلتزم بقواعد وأهداف التحرر ضمن القرارات الدولية وبعيداً عن أي أيديولوجية قد تكون عائقاً في طريق الحرية".

وأشار أحد المحتجين في حديثه لـ"العربي الجديد" إلى أن "التجمع المهني الذي رفض أعضاؤه أي شكل من أشكال التبعية السياسية، يؤكد أن السياق النقابي لا يجدر أن يخرج عن سياق العمل المدني ليضمن كينونته التي تهدف بالدرجة الأولى لخدمة المجتمع".

وترى شهيرة عزام في العمل النقابي وبالأخص التجمع المهني وتجمعات العمال والفلاحين "الطريق الأكثر التزاماً بأهداف الانتفاضة خلال الفترة الحالية من النضال الشعبي، فجميع هؤلاء عاملون أو موظفون في دوائر الدولة وهم الأكثر قدرة على التغيير السلمي ضمن المؤسسات والأكثر تأثيراً في المجتمع المحلي، ويبقى أن يعوا دورهم في إنجاح أو تعطيل أي عمل مؤسسي، وعدم قدرة السلطة على عزلهم أو طردهم والاستغناء عن عملهم".

وتضيف عزام خلال حديثها لـ"العربي الجديد": "أتمنى أن تبقى هذه التجمعات بعيدة عن التنظيم السياسي والعمل الأيديولوجي، لتبقى حرة في تطلعاتها وأهدافها".

وعلى صعيد منفصل، ومن خلال متابعة التطورات في ملف المخدرات الذي أرق سكان القرى الحدودية في المحافظة، أعلنت مجموعة من شبان قرية ذيبين جنوبي السويداء، أمس الخميس، تشكيل فصيل محلي يعنى بمكافحة ظاهرة المخدرات واجتثاث من يعمل بتهريب المواد المخدرة إلى الجوار الأردني، ويروجه في المحافظة، مؤكدة أنها "ستقطع الطريق على أي جهة تدعم هؤلاء المهربين، ولن تسمح لها باستخدام قريتهم كممر لمشاريعهم المشبوهة"، في إشارة لإيران وحزب الله والنظام السوري.

وكان الفصيل الجديد قد نظّم دوريات لحماية الحدود المحاذية للقرية، وقد رصد "العربي الجديد" مقطعاً مصوّراً للفصيل المشكل حديثاً يسير دورية عبر الطريق الحدودي الفاصل بين حدود قريتهم والأردن. 

وحول ذلك قال أحد الشبان الذي أكد على ضرورة عدم نشر اسمه في حديث لـ"العربي الجديد" إنّهم "لن يسمحوا بعد اليوم لهؤلاء المأجورين من تجار مخدرات أو سلاح أن يجعلوا من جثث الأطفال معبراً لجني المال الحرام".

وأضاف: "نوجه رسالة لإيران (وأذيالها في المنطقة) أنكم لن تستطيعوا بعد اليوم المرور فوق جراحنا وآلامنا وسنقطع أي يد سيكون لها دور في زعزعة أمان قرانا"، داعياً جميع القرى أن تحذو حذو شبان قريته وتقوم بتشكيل فصائل من شبانها لمحاربة تجار المخدرات.

 

قبيلة "الموالي" تتهم فصائل "الجيش الوطني" بقتل أحد أبنائها تحت التعذيب

على صعيد منفصل، احتشد عشرات الشُبان من أبناء قبيلة "الموالي" ليل الخميس/ الجمعة، أمام مبنى المستشفى العسكري في مدينة عفرين الواقعة ضمن ما يُعرف بمنطقة "غصن الزيتون" التي يُسيطر عليها "الجيش الوطني السوري" وحليفته تركيا، شمالي محافظة حلب، شمال سورية، إثر مقتل شاب من أبناء القبيلة تحت التعذيب في أحد سجون الفصائل العسكرية في المنطقة، مطالبين بتسليم القتلة.

وبين مُعرف "الموالي" على تطبيق "تلغرام"، حول معطيات القضية، أنه "تم اختفاء مهندس (كردي) من ريف عفرين قبل فترة، وتم اتهام 4 شباب من أبناء القبيلة بخطفه كان قد طلب جهاز الاستخبارات التركية (MIT) بتسليمهم، وفعلاً تم تسليم الشباب، وبعد فترة قصيرة تم التعرف على الخاطفين وهم من لواء عرابة إدريس الحمصي، وبعدها تم اخراج 3 شباب من أبناء القبيلة وتمت برائتهم، فيما لم يتم الإفراج عن صطوف متعب المفضي".

وأضافت القبيلة: "كل يوم يتم الاتصال مع أبو عمشة قائد فصيل (فرقة سليمان شاه) لأنه هو من كفل الشباب، وكان يقول لنا صطوف لا يزال عند الـ (MIT)، ولم يسمح بخروجه من السجن، ومن ثم تبين أن صطوف مقتول تحت التعذيب قبل كشف العصابة التي خطفت المهندس التابعة إلى عرابة إدريس"، متسائلةً: "هل يقبل الـ (MIT) التركي بهذا العمل..؟".

وأكدت القبيلة في منشور آخر أن "مجموعة عسكرية تابعة لفصيل أبو عمشة داهمت ليل الخميس المستشفى العسكري في مدينة عفرين، بهدف أخذ جثة المتوفي تحت التعذيب صطوف متعب المفضي، إلا أن شباناً من القبيلة أفشلوا العملية، وتمكنوا من احتجاز عناصر المداهمة، وتجريدهم من السلاح"، وفق القبيلة، كما نشرت صوراً تظهر آثار التعذيب الواضحة على كامل أنحاء جسد المفضى، معلنين النفير العام في كامل المناطق المحررة (المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري) شمال غرب سورية، استعداداً لأي أمر طارئ.

وأوضح أحد الأطباء الأتراك، في فيديو مصور بثته شبكات إعلامية محلية مساء أمس الخميس، أن مجموعة مُسلحة ملثمة، قامت بتسليم جثة صطوف متعب المفضي قبل 20 يوماً إلى براد المستشفى العسكري في مدينة عفرين، دون التمكن من تأكيد هوية المجموعة ولمن تتبع.

مقتل أربعة من عناصر (الأسايش) بمسيرة تركية

من جهة أخرى، قالت "قوى الأمن الداخلي" (الأسايش) في بيان لها اليوم الجمعة، إن "مُسيرة تركية استهدفت مركزاً لقواتنا في الجهة الشرقية لمدينة القامشلي بريف محافظة الحسكة الشمالي، شمال شرق سورية"، مؤكدةً أن الاستهداف أسفر عن مقتل أربعة من عناصر "الأسايش" و جرح عنصر آخر.

وأضافت (الأسايش): "استهدف الاحتلال التركي قواتنا التي تقوم بعملية ضمن مخيم الهول"، مدعيةً أن "الاستهداف دعم واضح لمرتزقة داعش وفتح الطريق أمامه لإحياء نفسه"، ومشددة على أن هذه الهجمات لن تعرقلها عن أداء مهامها لتحقيق الاستقرار في المنطقة.

إلى ذلك، قُتل عامل في صفوف "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) يُرجح أنه قيادي، إثر استهداف طائرة مُسيرة تركية لسيارة من نوع "جيب" بصاروخ موجه، اليوم الجمعة، على طريق قرية عرب حسن بريف ناحية "عين العرب" (كوباني) بريف حلب الشرقي، شمال سورية.