تظاهرة السويداء.. رسائل احتجاجية لمؤسسات النظام السوري

تظاهرة السويداء.. رسائل احتجاجية لمؤسسات النظام السوري

29 يناير 2024
من احتجاجات السويداء 29 يناير 2024 (العربي الجديد)
+ الخط -

جاب مئات المحتجين شوارع مدينة السويداء، جنوبي سورية، اليوم الأحد، تضامناً مع المفصولين تعسفياً على خلفية المشاركة بالحراك الشعبي السلمي المستمر منذ أشهر ضد النظام السوري.

وتوقف المتظاهرون خلال جولتهم الاحتجاجية في عدة محطات، بدأت من أمام مدرسة المتفوقين الثانية التي فصل منها المدرس صدام النجم، تلتها وقفات احتجاجية مماثلة أمام فرع الرقابة والتفتيش ومديرية التربية ومجلس المحافظة ونقابة المعلمين والمركز الإذاعي والتلفزيوني الرسمي.

وندد المتظاهرون "بسياسات النظام القمعية وسياسة الفصل التعسفي التي تنتهجها سلطات النظام ضد كل صوت يرفض الاستبداد".

وقال الدكتور عاطف عامر، أحد المشاركين في الاحتجاج، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "فصل المدرس صدام ليس أمراً شخصياً بل يعتبر تحدياً للحراك بشكل كامل، ويأتي في سياق إعادة سطوة النظام إلى الواجهة في المحافظة، وهذا أمر لن يقبل به أهالي المحافظة بعد اليوم".

من جهته، قال المدرس نزيه الصحناوي، لـ"العربي الجديد"، إن "هذا النظام أسرف بالاستخفاف بالحراك ومحاولة جره للتصعيد. نعم سنصعد ولكن بسلميتنا، وسنفرض على هذا النظام التراجع عن قرار فصل الأستاذ صدام".

وتساءل الصحناوي: "أيعقل أن يعمد النظام لفصل مدرس في الوقت الذي تعاني فيه المدارس من نقص في الكوادر التعليمية؟".

من جهته، اعتبر هاني عزام، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن تظاهرة اليوم لها دلالات عدة، خاصة أنها وجهت رسائل واضحة للنظام من خلال مؤسساته، منها الرقابة والتفتيش "التي كانت إحدى مظلات حماية الفاسدين"، ومرت من أمام نقابة المحامين ونقابة المعلمين والمركز الإذاعي والتلفزيوني لحثها على القيام بأدوارها في الدفاع عن المواطنين "بدل معاداتهم لصالح نظام فاسد".

في سياق منفصل، قالت شبكة "الراصد" المحلية إن قرية لاهثة، شمالي محافظة السويداء، شهدت، أمس الأحد، اشتباكات بين مجموعة مسلحة تابعة للدفاع الوطني ومواطنين آخرين من القرية، بعد نشر إحدى الصفحات المعروفة بتبعيتها الأمنية أسماء شبان من القرية على أنهم من تجار المخدرات المطلوبين في القرية. ونجمت عن الاشتباك 3 إصابات، واعتقال شخص اتهم بنشر الأسماء.

وتعمد صفحات ذات تبعية أمنية معروفة في محافظة السويداء إلى التشهير بشبان وفقاً لقوائم مضللة. وقالت مصادر لـ"العربي الجديد" إن هذه الصفحات تدار من قبل أشهر المطلوبين في قضايا ترويج وتهريب المخدرات والقتل والسلب والخطف.

وقالت الناشطة الحقوقية سلام عباس، لـ"العربي الجديد"، إنه بإمكان الأشخاص الذين ترد أسماؤهم بقصد التشهير رفع دعاوى قضائية ضد الصفحة الناشرة، "خصوصاً أن من يديرون هذه الصفحات معروفون للقاصي والداني".

وتشهد محافظة السويداء، وخاصة القرى الحدودية مع الأردن، توترا أمنيا، بعد الضربات الأردنية التي استهدفت نقاطا في بعض قرى المحافظة الجنوبية بهدف القضاء على مهربي مخدرات، الأمر الذي حدا ببعض شبان القرى للإعلان عن تشكيل فصائل سرية لملاحقة تجار المخدرات لدرء الخطر عن أبنائهم وقراهم.