طهران: انتهاء حظر التسليح هزيمة تاريخية لواشنطن

طهران: انتهاء حظر التسليح هزيمة تاريخية لواشنطن

12 أكتوبر 2020
يُرفع الحظر عن إيران في 18 من الشهر الحالي (تويتر)
+ الخط -

أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، اليوم الاثنين، أن الحظر التسليحي على بلاده سينتهي الأحد المقبل عند الساعة الثالثة والنصف فجراً، بموجب القرار الـ2231 المكمّل للاتفاق النووي المبرم عام 2015، مشيراً إلى أنه سيكون بإمكان إيران اعتباراً من هذا التاريخ تصدير الأسلحة وتوريدها، فضلاً عن رفع حظر السفر عن 23 شخصية اعتبارية إيرانية.

وأضاف خطيب زادة في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، أن "أهم دلالات يوم 18 أكتوبر/ تشرين الأول هي هزيمة تاريخية تنالها الولايات المتحدة رغم تنمرها وحيلها وتصرفاتها غير الشرعية"، قائلاً إن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية أظهرت مرة أخرى أن أميركا ليست قوية كما تعلن".

واعتبر المتحدث الإيراني أن "لغة إيران قانونية ودولية، والمجموعات المناهضة لإيران في واشنطن تبذل كل جهودها لشنّ حرب نفسية على الشعب الإيراني، لكنّ طهران تتحرك بصبر ووفق حسابات دقيقة".

غير أن خطيب زادة، توعد الولايات المتحدة بـ"ردّ حازم وفوري وشامل" على "أي خطوة تتجاهل مصالحها"، قائلاً إن طهران "أبلغتهم بذلك وهم يعلمون أننا حول مصالحنا واعتبارنا وحدة الأراضي واقتدارنا لا نمازح أحداً".

وتأتي هذه التصريحات الإيرانية بشأن انتهاء الحظر التسليحي على إيران، فيما أكدت الإدارة الأميركية خلال الشهر الماضي، وسط معارضة شركاء الاتفاق النووي، تفعيل آلية "فضّ النزاع" بالاتفاق، معلنة يوم العشرين من سبتمبر/ أيلول الماضي إعادة فرض العقوبات الدولية على إيران، من خلال إحياء القرارات الأممية الستة التي ألغيت بعد التوصل إلى الاتفاق النووي بموجب القرار 2231، الأمر الذي يعني بحسب قولها، إلغاء هذا القرار الذي ينصّ على انتهاء حظر شراء وبيع الأسلحة على إيران اعتباراً من 18 أكتوبر الجاري.

ولإجبار الدول على الامتثال لهذه العقوبات، أكدت واشنطن أنها ستفرض عقوبات على أي دولة لا تلتزم العقوبات الدولية ضد إيران، بما فيها الحظر التسليحي.

وعزا المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ما اعتبره "فشل استراتيجية الضغط الأقصى الأميركية ضد إيران" إلى أن طهران "تعمل مع دول كثيرة"، مشيراً إلى صادراتها النفطية المحظورة أميركياً، وقال إن "واشنطن لم تكن تتصور حتى في المنام أن تفشل جهودها لمنع إيران من تصدير نفطها".

وكانت وكالة "رويترز" قد كشفت يوم 28 سبتمبر/ أيلول الماضي عن قفزة ملحوظة في صادرات النفط الإيرانية خلال هذا الشهر، قدّرتها بناءً على بيانات من "تانكر تراكرز" وشركتين أخريين، بين 400 ألف إلى 1.5 مليون برميل يومياً من الخام والمكثفات، الأمر الذي يظهر قدرة طهران على الإفلات من قبضة الحظر الأميركي المشدد، الذي يستهدف تصفير هذه الصادرات في إطار العقوبات الخانقة التي أعادت واشنطن فرضها منذ انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي في الثامن من مايو/ أيار 2018.

وعن زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، للصين خلال الجمعة والسبت الماضيين، قال خطيب زادة إن الزيارة "كانت لها أبعاد مختلفة"، عازياً أهدافها إلى سعي ظريف "لإزالة عقبات عادية قد طرأت أمام العلاقات التجارية"، من دون الكشف عنها.

وأكد أن مباحثات ظريف في الصين كانت "مثمرة لإزالة العقبات"، مضيفاً أن طهران وبكين "لديهما مواقف مشتركة تجاه عدم شرعية العقوبات الأميركية الأحادية".

وأعرب المتحدث الإيراني عن "أسف طهران العميق" لنقض الهدنة في كاراباخ، مندداً بقصف المناطق السكنية والمنشآت التحتية، وداعياً طرفي النزاع إلى ضبط النفس والتفاوض، واحترام وحدة الأراضي وانسحاب أرمينيا من الأراضي المحتلة، ومشيراً في معرض ردّه على سؤال بشأن خطة طهران لإنهاء هذا النزاع إلى أنها "مبنية على تلك الأسس، وحينما يكون الطرفان مستعدين للقبول بها سنعلنها".

وأعرب خطيب زادة عن ترحيب إيران باجتماعات المصالحة بين حركتي "فتح" و"حماس" الفلسطينيتين، معتبراً أن "عقد اجتماع المصالحة هو الخطوة الأكثر عقلانية، ونوظف قدراتنا كافة لإنجاح هذه الحوارات".

وفي معرض ردّه على سؤال عمّا اذا كانت هذه الاجتماعات أيضاً ستعقد في طهران بعد موسكو، قال: "إذا كان هناك وقت سنسعى إلى تنظيمها في طهران".

المساهمون