اشتباكات جديدة في كاراباخ تهدّد الهدنة الهشّة بين أرمينيا وأذربيجان

12 أكتوبر 2020
+ الخط -

اندلعت اشتباكات جديدة بين القوات الأرمينية والأذربيجانية ليل أمس الأحد وصباح اليوم الإثنين، فيما تبادل الطرفان الاتهامات بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه روسيا في منطقة ناغورنو كاراباخ، وفق ما أفادت به وكالة "فرانس برس".

وأشارت الوكالة إلى أن مراسليها سمعوا في بلدة باردا الأذربيجانية غير البعيدة عن خط الجبهة، أصداء القصف المدفعي صباح الإثنين. وفي مدينة ستيباناكيرت الرئيسية في كاراباخ، أفادت الوكالة بسماع مصورها أصوات القصف من جهة بلدة حدروت.

وفي الشهر الماضي، اندلع أسوأ قتال منذ ما يقرب من ثلاثة عقود حول ناغورنو كاراباخ، وهي منطقة انفصالية في أذربيجان يسيطر عليها الأرمن منذ الحرب التي خاضها الطرفان في التسعينيات، وإن لم تعترف أي دولة باستقلال الإقليم.

يعود إلى موسكو اليوم وزير الخارجية الأرميني، الذي سيلتقي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ومن المقرر أن يلتقي أيضاً ممثلي مجموعة "مينسك"

واتهمت وزارة الدفاع الأذربيجانية القوات الأرمينية بعدم الامتثال لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التفاوض عليه في محادثات طويلة في موسكو الأسبوع الماضي، أشرفت عليها روسيا.

وقالت الوزارة إن "القوات المسلحة الأرمينية التي لم تلتزم بالهدنة الإنسانية، حاولت مراراً مهاجمة مواقع الجيش الأذربيجاني". وأضافت أنها دمرت "عدداً كبيراً من قوات العدو" ودبابة تي-72 وثلاث قاذفات صواريخ "غراد".

من جهتها، قالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأرمينية شوشان ستيبانيان، إن أذربيجان "تقصف الآن بشكل مكثف الجبهة الجنوبية".

وقالت أرمينيا إن "العدو تكبد خسائر فادحة في الرجال والمعدات العسكرية"، لكنها لم تقدم مزيداً من التفاصيل.

وتبادلت القوات الأرمينية في ناغورنو كاراباخ والجيش الأذربيجاني، أمس الأحد، التهم بعدم الالتزام بهدنة دخلت حيز التنفيذ السبت، وبمواصلة قصف مواقع مدنية.

وبعد ظهر الأحد، لم يجرِ إعلان أي تبادل للأسرى أو للجثث، وهو واحد من بنود وقف إطلاق النار الإنساني الذي تم التفاوض عليه في موسكو، ويفترض أنه دخل حيز التنفيذ اعتباراً من السبت الساعة الثامنة بتوقيت غرينتش.

وبعد 11 ساعة من المحادثات بين وزيري خارجية أرمينيا وأذربيجان في موسكو، وافق الجانبان في ساعة مبكرة من صباح السبت على وقف لإطلاق النار لأسباب إنسانية. لكن الهدنة لم تصمد.

واليوم الإثنين، يعود إلى موسكو وزير الخارجية الأرميني زهراب مناتساكانيان، الذي خاض مع نظيره الأذربيجاني المفاوضات التي أفضت إلى الهدنة، وسيلتقي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، كما أكدت المتحدثة باسمه لوكالة "فرانس برس"، ومن المقرر أن يلتقي أيضاً ممثلي مجموعة "مينسك" (روسيا وفرنسا والولايات المتحدة)، لكن الموعد لم يُحدَّد بعد.

ودعا وزيرا الخارجية التركي والروسي، بحسب بيان روسي، بعد مكالمة هاتفية، إلى "ضرورة الاحترام الصارم لكل أحكام" الاتفاق.

وأبدى الاتحاد الأوروبي "قلقه البالغ" من انتهاك وقف إطلاق النار في كاراباخ.

وأسفرت الحرب التي دارت في التسعينيات عن مقتل حوالي 30 ألف شخص، وانتهت بوقف لإطلاق النار عام 1994 لم يقدم حلاً طويل الأمد للنزاع.

ولقي نحو 500 شخص، بينهم أكثر من 60 مدنياً، حتفهم في القتال الدائر منذ الشهر الماضي، وفقاً لتعداد يستند إلى الخسائر التي يعلن عنها الجانبان.

المساهمون