صحيفة سويدية: عودة نتنياهو إلى السلطة مؤشر على تفكك إسرائيل

صحيفة سويدية: عودة نتنياهو إلى السلطة مؤشر على تفكك إسرائيل

13 ديسمبر 2022
يجري نتنياهو مفاوضات لتشكيل حكومته (جيل كوهين ماغن/ فرانس برس)
+ الخط -

تحت عنوان "عدد قياسي من القتلى الفلسطينيين مع عودة شبح نتنياهو" تناولت صحيفة أفتون بلاديت السويدية، اليوم الثلاثاء، ما سّمته "عودة شبح بنيامين نتنياهو إلى السلطة" في دولة الاحتلال الإسرائيلي، وتأثيره المستقبلي على "المستوى الخطير للعنف".

وأشارت الصحيفة السويدية إلى أنه "بينما ننشغل في الحرب الأوكرانية، فإن نزاعات عديدة تُصنَّف على أنها منسية، وبأنها بعيدة عن راداراتها، ففي الضفة الغربية قُتل هذا العام أكثر من أي وقت مضى منذ عام 2006". وساقت الصحيفة أرقام الضحايا الفلسطينيين منذ بداية العام الحالي، بالقول إنه "حتى الآن، قُتل ما لا يقل عن 140 فلسطينياً، من بينهم 26 طفلاً برصاص جنود إسرائيليين، وآخرهم فتاة تبلغ من العمر 16 عاماً، أصيبت برصاصة في رأسها أثناء وقوفها على سطح منزلها في مدينة جنين، وفي المقابل قُتل 30 إسرائيلياً، وفي عمليات لم نشهدها منذ أكثر من خمس سنوات".

وشددت "أفتون بلاديت" على أن ذلك "مؤشر واضح على أن العنف بين إسرائيل والفلسطينيين يتصاعد مرة أخرى إلى مستوى خطير"، رابطة في السياق بين ما يجري، والتطور المستقبلي السيئ الذي تتوقعه في قراءتها للمستقبل القريب، "فبنيامين نتنياهو، الذي اعتقد كثيرون أنه خرج للأبد من السياسة، يتفاوض اليوم مع خمسة أحزاب دينية يمينية متطرفة لتشكيل حكومة بعد انتخابات الخريف"، وفق قولها.

واعتبرت أن قدوم المتطرفين ينذر بالأسوأ "فأحدهم يدعى إيتمار بن غفير، سبق أن أدين بالتحريض على العنصرية، وسيصبح وزيراً للأمن، مع مسؤولية خاصة عن كيفية تصرف الشرطة في الضفة الغربية المحتلة". وذكّرت الصحيفة بالشخصية الأخرى المتطرفة، مشيرة إلى أن "زعيم المستوطنين بتسلئيل سموتريتش كان على وشك أن يصبح وزيراً للأمن، ولكن مع إثارة اعتراضات جادة من الولايات المتحدة سراً، يبدو أنه مستعد لأن يصبح وزيراً للمالية بدلاً من ذلك"، لتشير بذلك إلى أنهما "مجرد شخصين من بين العديد من الأشخاص في الحكومة الجديدة المقترحة الذين يريدون توسيع المستوطنات اليهودية بشكل كبير على الأراضي المحتلة وطرد السكان العرب".

وأشارت الصحيفة السويدية إلى أن حكومة نتنياهو "هي الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل الحديث، وتخاطر بجدية بجعل الحل السلمي للصراع أكثر صعوبة". وعرجت على الموقفين الأميركي والأوروبي بأنهما "يؤكدان أن حل الدولتين هو الحل الوحيد الممكن لإنهاء العنف، لكن نتنياهو معارض صريح لذلك الحل، وكذلك الأحزاب الدينية المتطرفة المنضوية في حكومته".

ووصلت "أفتون بلاديت" إلى خلاصة ترى من خلالها أن "النتيجة ستكون ازدياد اليأس بين الفلسطينيين، وبالفعل بدأت تظهر نتيجة ذلك مجموعات مسلحة جديدة، سيكون من الصعب على الرئيس محمود عباس و"حركة فتح" أن يوجهوا الفلسطينيين في اتجاه أكثر اعتدالاً".

وفي نفس الاتجاه، ذكّرت اليومية السويدية بأن "الخطر الأوضح أن التطرف سيزداد، وستتوسع المسافة بين الفلسطينيين وإسرائيل، وعكس هذا التوسع هو المطلوب لجعل السلام ممكناً". لكن الأكيد، برأي الصحيفة، "أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة ستتصرف بمزيد من الوحشية ضد الفلسطينيين، ففي ولايته السابقة، ركز نتنياهو فقط على إقامة علاقات مع دول خليجية، دون أن يعني ذلك اقتراباً من الحل السلمي".

وختمت "أفتون بلاديت" بالقول إن نتنياهو ورفاقه من اليمين المتطرف ليست لديهم إجابة عن بديل حلّ الدولتين، فالرجل الذي يحاكم بالفساد، يصوّت لعودته الإسرائيليون، وهي عودة تقول شيئاً عن التفكك الذي تعيشه إسرائيل"، مشددة على أن "استمرار الصراع في أوكرانيا يجب ألا ينسينا "الصراع الذي يشكل أصل الكثير من أعمال العنف والاضطرابات في المنطقة".

المساهمون