شائعات الانقلاب والتحرك العسكري تربك الساحة العراقية

شائعات الانقلاب والتحرك العسكري تربك الساحة العراقية

بغداد

عادل النواب

avata
عادل النواب
10 أكتوبر 2020
+ الخط -

ضجت وسائل الإعلام العراقية المحلية وأخرى عربية، في ساعة متأخرة من مساء أمس الجمعة، بالحديث عن تحريك دبابات ومدرعات في بغداد والإعلان عن حالة الإنذار القصوى في صفوف القوات العراقية وتطويق المنطقة الخضراء، وهي الأخبار التي ظلت تتواتر من الساعة الحادية عشرة ولغاية الثانية عشرة من صباح اليوم السبت، عززتها صور ومقاطع فيديو بعضها تبين فيما بعد أنه قديم ولا يعود لتاريخ اليوم.

وتتكرر هكذا معلومات في الفترة الأخيرة في العاصمة العراقية بغداد، حيث يتم الترويج لأخبار ومعلومات تتحدث عن تحرك عسكري للحكومة ضد فصائل بعينها، أو عن تحرك للمليشيات ضد حكومة مصطفى الكاظمي، وتحديداً المنطقة الخضراء، سرعان ما يتضح عدم صحتها بعد ساعات قليلة، غير أن محطات فضائية وصحفا ومواقع إخبارية عراقية، وحتى عربية، تكون قد وقعت في فخ التضليل الإعلامي والمبالغة في الأخبار.

ودفعت حادثة ليل أمس الناطق الرسمي باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء يحيى رسول إلى إصدار بيان رسمي، ينفي فيه إعلان حالة الإنذار القصوى لدى الأجهزة الأمنية، مؤكداً أن "الأوضاع الأمنية مستقرة بشكل تام".

وأبلغ مسؤول عراقي بارز في قيادة العمليات المشتركة بالعاصمة بغداد "العربي الجديد"، بأن ما حدث يوم أمس كان مجرد استبدال لقطعات عسكرية في بغداد، وهو إجراء رويتني منذ سنوات وليس بجديد، لافتاً إلى أن الوثيقة، التي تم تسريبها ليل أمس، تتحدث عن تأهب في عمليات مناقلة القوات أو استبدالها، لمنع حدوث أي خرق أمني يسهل تنفيذ عمليات إرهابية.

وكشف المسؤول العراقي عن أنه "تم فتح تحقيق مع عدد من الضباط في قيادة عمليات بغداد، بعد تسريب الوثيقة، حتى قبل تعميمها على القطعات العسكرية الماسكة للأرض، وهناك ضباط قيد التوقيف والتحقيق، وتتخذ بحقهم الإجراءات القانونية بعد انتهاء التحقيق".

ولفت إلى أن شائعات الانقلاب والتحرك العسكري المضاد، واستهداف قيادات بالحشد، والقصف الأميركي، أو تحليق قاصفات أميركية في سماء بغداد، وتطويق المنطقة الخضراء ومحاصرة منازل مسؤولين أو فرار مسؤولين وشائعات أخرى، صارت تتكرر منذ اغتيال زعيم فيلق "القدس" في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في العراق، مطلع العام الحالي، وما زالت.

إلى ذلك، قال عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي كاطع الركابي، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، إن "ما شهدته العاصمة بغداد، ليل أمس، ممارسة أمنية عسكرية، هدفها التدريب لحالة الطوارئ، ولا يوجد أي خرق أمني أو تخوف أمني، وهذه الممارسات تجرى بشكل دائم".

وبين الركابي أن "هناك وسائل إعلام ومواقع تواصل اجتماعي عملت على بث شائعات لا صحة لها، فهناك جهات داخلية وخارجية تقف خلف بث هكذا شائعات، تحاول بقدر الإمكان أن تبث هكذا شائعات من أجل إرهاق الناس وتشويش الرأي العام".

وأكد النائب العراقي أن "الوضع في العاصمة العراقية بغداد تحت السيطرة من الناحيتين الأمنية والعسكرية، وأنه لا توجد أي خروقات أو مخاوف من أي شيء طارئ قد يحصل، ولا يوجد أي شيء لتتخوف منه الناس، فكل شيء تحت السيطرة التامة".

في المقابل، قال عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بغداد سعد المطلبي، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "هناك جيوشاً إلكترونيةً تعمل مع أطراف مختلفة، تعمل على بث الشائعات الأمنية، من أجل إثارة القلق والفوضى لتحقيق بعض الأهداف الخاصة بها".

وأكد المطلبي أن "الوضع في بغداد تحت سيطرة القطعات العسكرية، وما جرى ليل أمس جزء من الممارسات الأمنية المعتاد حصولها بين حين وآخر، لغرض التدريب، ولا يوجد أي شيء طارئ أمنياً إطلاقاً، وأن ما أثير غير ذلك تقف خلفه جهات لها جيوش إلكرتونية، هدفها بث هكذا شائعات".

ومثل هذه الأخبار التي باتت مصدر ترويع لسكان بغداد، وتؤثر بشكل واضح على المواطنين بالمحافظات الأخرى، بل وتتحكم حتى بقوة الدينار العراقي في التداولات اليومية أمام الدولار، تتكرر بشكل واضح، وعادةً ما تكون ليلاً، وتتناوب المسؤولية عليها جيوش إلكترونية وجهات سياسية مختلفة، في وقت تلعب قلة خبرة الصحافيين، وتسرعهم في كثير من الأحيان، دوراً في تسللها لقنوات فضائية ووكالات أخبار.

ذات صلة

الصورة
الحريات في العراق

سياسة

إتاحة الحريات في العراق ما بعد صدام حسين كانت من شعارات غزو بلاد الرافدين. لكن منذ سنوات يتراجع منسوب الديمقراطية والحريات الفردية والجماعية في هذا البلد بسرعة.
الصورة

مجتمع

فجر الحادث المروع الذي وقع بمحافظة البصرة، جنوبي العراق، أمس الثلاثاء، وأودى بحياة 6 أطفال وأصاب 14 آخرين، موجة غضب شعبية واسعة في البلاد..
الصورة
أبو تقوى السعيدي (إكس)

سياسة

أسفر استهداف طائرة مسيّرة مقراً لفصائل "الحشد الشعبي" يتبع لـ"حركة النجباء"، عن مقتل المسؤول العسكري للحركة مشتاق طالب علي السعيدي المكنى "أبو تقوى".
الصورة
قاعة الأعراس في الحمدانية في نينوى في العراق 1 (فريد عبد الواحد/ أسوشييتد برس)

مجتمع

أعاد حريق قاعة الأعراس في محافظة نينوى العراقية الذي خلَّف مئات القتلى والمصابين، ليلة أمس الثلاثاء، مشهد الحرائق المتكرّرة التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة والتي خلّفت مئات القتلى والجرحى.

المساهمون