سياسيون لبنانيون يرفضون قراراً أوروبياً بخصوص اللاجئين السوريين

سياسيون لبنانيون يرفضون قراراً أوروبياً بخصوص اللاجئين السوريين

13 يوليو 2023
مخيم للاجئين السوريين في سهل البقاع اللبناني (أديب شودري/Getty)
+ الخط -

أثار إعلان النائب الفرنسي تيري مارياني أنّ البرلمان الأوروبي صوّت، أمس الأربعاء، بالغالبية الساحقة على قرار يدعم إبقاء اللاجئين السوريين في لبنان، امتعاضاً واسعاً في الأوساط السياسية اللبنانية التي عبّرت عن رفضها للقرار، معتبرة إياه بمثابة توطين للاجئين.

واعتبر البرلمان الأوروبي في قراره أن عودة اللاجئين يجب أن تكون طوعية وكريمة وآمنة وفقاً للمعايير الدولية، كما حضّ على استمرار تقديم المساعدات الإنسانية للسكان اللبنانيين واللاجئين، مع ضوابط صارمة، وعلى انضمام لبنان إلى اتفاقية الأمم المتحدة للاجئين لعام 1951، وبروتوكولها لعام 1967.

مطالباً بضرورة توفير تمويل كافٍ للوكالات التي تعمل مع اللاجئين من أجل ضمان الخدمات الأساسية كاملة لمخيمات اللاجئين في البلاد، داعياً المفوضية العليا لشؤون اللاجئين إلى العمل على تحسين الوضع الإنساني في سورية من أجل معالجة الأسباب الجذرية لأزمة اللاجئين، كما أعرب عن قلقه من تصاعد الخطاب المناهض للاجئين من قبل الأحزاب السياسية والوزراء اللبنانيين.

مشروع توطين

وقال وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال هكتور حجار إن تصويت البرلمان الأوروبي بأغلبية ساحقة على القرار ليس مستغرباً، وما هو إلّا تجسيد لمواقف مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في مؤتمر بروكسيل، و"لكن المستغرب هو الصمت الرسمي اللبناني على بوريل كما على قرار البرلمان الأوروبي"، متسائلاً "هل هذا الصمت هو نتيجة الخنوع، التواطؤ، أو للحفاظ على المصالح؟".

من جهته، قال النائب بلال عبد الله (من الحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة تيمور وليد جنبلاط)، في تغريدة على حسابه في تويتر، إن هناك إجماعاً لبنانياً على رفض قرار البرلمان الأوروبي المتعلق بالوجود السوري في لبنان، مشيراً إلى أن "الملفت هو صمت الجانب السوري وكأنه غير معني".

بدوره، دعا النائب جيمي جبور (من التيار الوطني الحر برئاسة جبران باسيل)، رئيس البرلمان نبيه بري إلى دعوة مجلس النواب للانعقاد رداً على قرار البرلمان الأوروبي، مضيفاً: "لبنان وطن اللبنانيين ولا مكان فيه لمشاريع التوطين وهو ليس حديقة خلفية لحروب المنطقة. نحن معنيون اليوم وقبل أي يوم آخر بأن يكون الرد بفتح أبواب الهجرة البحرية باتجاه الشواطئ الأوروبية".

من جانبه، قال عضو كتلة "التنمية والتحرير" (يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري)، محمد خواجة، إن "أقل ما يقال عن قرار البرلمان الأوروبي تجاه النزوح السوري إنه وقحٌ وفظٌّ، ويعبّر عن ذهنية استعمارية بالتعاطي مع سيادة دولة مستقلة".

ويأتي القرار الأوروبي في وقتٍ يشهد فيه لبنان ارتفاعاً في منسوب خطاب الكراهية ضدّ السوريين وتحميلهم العبء الأكبر للأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد، رغم المساعدات التي تصل إلى لبنان من بوابة اللجوء، إضافة لتصاعد الحملات الأمنية لمداهمة مساكن العائلات السورية، بهدف ترحيل الذين دخلوا البلاد بشكل غير قانوني أو يحملون بطاقات إقامة منتهية الصلاحية، وذلك بالتزامن مع رفع مستوى التنسيق الرسمي بين الجانبين اللبناني والسوري، بانتظار زيارة وفد رسمي لبناني إلى دمشق لم يحدد موعدها بعد.

نقاط أخرى

وبينما جرى التركيز لبنانياً على بند اللجوء السوري، والقرار الأوروبي الذي يعد غير ملزم للبنان، ويدعو إلى إبقاء اللاجئين حتى تتأمن ظروف العودة الآمنة، إلا أن هناك نقاطاً أخرى تمّ التطرّق إليها في جلسة البرلمان الأوروبي، أبرزها تحميل حزب الله وحلفائه جزءاً كبيراً من الأزمة التي تشهدها البلاد، والتوصية بفرض عقوبات صارمة على المسؤولين اللبنانيين الذين يعرقلون مسارات الديمقراطية والإصلاح والعدالة في انفجار مرفأ بيروت، والحث على انتخاب رئيس جديد للبلاد وتشكيل حكومة جديدة كاملة الصلاحيات.

وفي هذا السياق، قال النائب في حزب القوات اللبنانية (يرأسه سمير جعجع)، جورج عقيص، إن القرار الصادر بتصويت من كتل أوروبية مختلفة الاتجاهات يسمّي 8 مرّات حزب الله وحليفيه كمسببين أساسيين لمختلف الأزمات في لبنان.

وأشار إلى أن القرار يطلب في بنده الأول نزع سلاح المجموعات المسلحة في لبنان، مضيفاً أن القرار يدخل لأول مرة مبدأ التدقيق في حسن تنفيذ المشاريع العامة في لبنان الممولة من الاتحاد الأوروبي ودوله، لافتاً إلى الفساد وسوء الإدارة في تنفيذها، كما يطالب لأول مرة بإدخال تعديلات جذرية على نظام المحكمة العسكرية.

وقال عقيص "العاصفة الإعلامية التي أثيرت حول بند النازحين غير الموفق، والذي نرفضه تماماً، ليس إلا للتعمية على البنود الاستثنائية الواردة في قرار البرلمان الأوروبي، وللحديث حتماً صلة".

هدوء على الحدود اللبنانية الجنوبية

وفي سياق آخر، يخيّم الهدوء الحذر على الحدود اللبنانية الجنوبية، اليوم الخميس، بعد توترات أمنية سُجلت أمس الأربعاء وإصابة 3 أفراد، يرجح أنهم من حزب الله، بجروحٍ بنيران إسرائيلية في قرية عند حدود لبنان مع الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وقال مصدرٌ عسكري في الجيش اللبناني لـ"العربي الجديد"، إن الوضع هادئ نسبياً في الجنوب، والجيش وقوات اليونيفيل يسيران دوريات مكثفة طيلة النهار لضمان الامن والاستقرار على الحدود، وفي النقاط التي تشهد توترات أمنية.

وتبقى الخشية من تكرار هذه الحوادث الأمنية خصوصاً بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي، في وقتٍ تتواصل فيه الأعمال الإسرائيلية في بلدة الغجر، ضمن الجزء اللبناني منها، ويرفض حزب الله إزالة الخيمتين اللتين وضعهما في مزارع شبعا والذي يعتبر أنها ضمن الأراضي اللبنانية.