سورية: "قسد" تُطلق سراح شقيقي قائد مجلس دير الزور العسكري السابق

سورية: قوات "قسد" تُطلق سراح شقيقي قائد مجلس دير الزور العسكري السابق

09 فبراير 2024
سبّب اعتقال قائد مجلس دير الزور العسكري في وقت سابق توتراً كبيراً (فرانس برس)
+ الخط -

أطلقت "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، مساء الخميس، سراح شقيقين لقائد "مجلس دير الزور العسكري" السابق، أحمد الخبيل، المعروف باسم "أبو خولة"، وأحد مرافقيه، وذلك بعد أشهر على اعتقالهم مع قائد المجلس في ما يُعرف بـ"كمين استراحة الوزير" في مدينة الحسكة، شمال شرقي سورية.

وقالت مصادر محلية من محافظة الحسكة، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن قوات "قسد" أطلقت، مساء الخميس، سراح شقيقين اثنين لقائد "مجلس دير الزور العسكري"، أحمد الخبيل، والمدعو هاني خلف الخطاب، وهو أحد مرافقي "الخبيل"، وذلك بعد اعتقاله مع قائد المجلس في الـ27 من أغسطس/ آب العام الفائت 2023 خلال اجتماع دعت إليه "قسد" في استراحة الوزير في مدينة الحسكة.

وكانت قوات "قسد" قد اعتقلت، مساء الأربعاء، حميد الجبر، المعروف باسم "أبو دجانة"، وهو شقيق القيادي في "مجلس دير الزور العسكري" المدعو سلامة جبر، المعروف باسم "أبو فهد خشام"، وذلك بعد مداهمة منزله في بلدة العزة بريف دير الزور الشمالي، شرقي البلاد، لأسباب لا تزال مجهولة حتى اللحظة.

ولا يزال قائد "مجلس دير الزور العسكري"، أحمد الخبيل، معتقلاً ضمن سجون قوات "قسد" إلى جانب عدد من قادة الصف الأول العسكريين داخل المجلس. ورغم عدة وساطات عشائرية للإفراج عنه، إلا أن جميع المحاولات باءت بالفشل، الأمر الذي دفع "قسد" إلى مواجهات مع العشائر، أبرزها عشيرة "البكير" التابعة لقبيلة "العكيدات"، وذلك لفرض هيمنتها على العشائر في المنطقة الشرقية والشرقية الغربية والشمالية من ريف محافظة دير الزور، شرق سورية.

وكان التوتر قد بدأ في محافظة دير الزور عقب احتجاز قوات "قسد" قائد مجلس دير الزور العسكري أحمد الخبيل (أبو خولة)، في الأسبوع الأخير من أغسطس/ آب العام الفائت، وذلك بعد إقالته، بتهم تتعلق بالفساد من قبل قيادة هذه القوات، واستدراجه إلى اجتماع في مقر مظلوم عبدي، قائد "قسد"، في استراحة الوزير في الحسكة، شمال شرقي سورية، تبعه اعتقال قياديين آخرين من أبناء العشائر العربية، وهو ما أدى إلى تأجيج الوضع في المنطقة، ودفع فعاليات قبلية للدعوة إلى تشكيل إدارة مدنية لهذا الريف، تتبع للتحالف الدولي.

حرق وإتلاف 200 ألف حبة كبتاغون في السويداء "كُشفت بالصدفة"

من جانب آخر، أقدمت مجموعة من حركة رجال الكرامة، أكبر الفصائل المسلحة في محافظة السويداء جنوب سورية، على حرق وإتلاف ما يقارب 200 ألف حبة كبتاغون أمام عدد كبير من المشايخ والوجهاء اليوم الجمعة، بعد المظاهرة المركزية في ساحة الكرامة.

 وشهد يوم أمس الخميس، الكشف عن شحنة من حبوب الكبتاغون المخبأة في حافلة شحن معدة لنقل البضائع إلى دول الخليج العربي، وجاء هذا الاكتشاف عن طريق الصدفة وأثناء إجراءات صيانة في هيكل الحافلة لدى أحد الحرفيين في المنطقة الصناعية في السويداء.

 صاحب الحافلة من أبناء السويداء، وكان قد اشتراها قبل أيام من مدينة دمشق وأدخل على هيكلها إصلاحات في دمشق قبل أن يأتي بها ويلاحظ أن الإصلاحات تُعيق حركة سير الحافلة أثناء الحمولة، ما حدا به لإعادة فك هذه الزوائد والإضافات التي حصلت في دمشق، ليتم اكتشاف الأمر.

حركة رجال الكرامة التي تبنت أمر استلام وإتلاف المواد المخدرة قالت لوسائل إعلام محلية؛ إنها حضرت على الواقعة بتاريخ 8 شباط/فبراير، منذ اللحظات الأولى لاكتشاف الشحنة، وأحصت 200 ألف حبة من الكبتاغون معدة للتهريب، مشيرة إلى أنه سيتم إتلافها أمام مرجعيات من الأهالي.

وأظهرت التحقيقات الأولية عدم معرفة صاحب الحافلة بهذه الشحنة وبالتالي عدم مسؤوليته، فيما ذكر مصدر من الحركة لـ"العربي الجديد"؛ إنها تُعد لحملة كبيرة في المحافظة على تجار ومروجي المخدرات، وأنها بانتظار ان تأخذ الضوء الأخضر من المرجعيات الدينية والاجتماعية.

ويرى الناشط المدني هاني عزام، أن ما قامت به الحركة "يأتي فعلاً في سياق حقن الدماء، فمحافظة السويداء لا تحتمل حرباً مسلحة ضد هؤلاء، التي قد يُخشى أن تؤدي إلى حرب شوارع قد يذهب ضحيتها مدنيين، فلا يزال بعض رؤوس تجارة المخدرات من العصابات ذات التبعية الأمنية يحتمون تحت عباءات عائلاتهم ويتبرؤون مما ينسب إليهم رغم أن نشاطهم بات مكشوفاً بشكل وقح خلال الفترات الأخيرة".

ويؤكد عزام، على "ضرورة الحل دون إهراق نقطة دم واحدة في المحافظة، الأمر الذي يعول النظام على حدوثه ليخرج من مأزقه الأول في ثورة الأهالي ضده، وبالتالي ينشغل الناس في القتال فيما بينهم وتخلو ساحة التهريب للعاملين به من عناصر الحرس الثوري الايراني وحزب الله والفرقة الرابعة الموجودين في نقاط قريبة من الحدود الأردنية شرقي المحافظة".

الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز الشيخ حكمت الهجري كان أوعز في خطابٍ سابقٍ له، تخلل زيارة قام بها أهالٍ، على خلفية الضربات الجوية الأردنية التي طاولت منازل في قريتي عرمان وملح جنوبي المحافظة وأودت بمدنيين بينهم أطفال ونساء إلى "ضرورة اجتثاث الظاهرة شعبياً ورفع الغطاء عمن يعملون بها، وهم قلائل في المحافظة".

كما أصدرت حركة رجال الكرامة في وقت سابق من الشهر الفائت مبادرة طالبت فيها الأردن بتسليمها قائمة بأسماء المطلوبين لها من أبناء المحافظة، ليصار إلى القبض عليهم ومحاسبتهم، وتجنباً لإهراق دماء مدنيين أبرياء مجدداً.

وفي ذات السياق، كانت قرى عديدة بدأت بتشكيل فصائل أهلية لملاحقة أي شخص يثبت تورطه في ملف المخدرات من أبنائها، فيما بدأ فصيل في قرية ذيبين الحدودية بتسيير دوريات لحماية الحدود الممتدة مع قريتهم.

وقالت الناشطة الحقوقية سلام عباس، لـ"العربي الجديد"؛ إن "عجز الحل الدولي عن كبح جماح السلطة السورية المسؤولة بالدرجة الأولى عن تصنيع وترويج وتسويق وتهريب المخدرات في المنطقة، يدفع اليوم ثمنه الناس في الجنوب السوري من دماء أبنائهم الأبرياء، وأيضاً تقاعسهم عن الوقوف إلى جانب الشعب السوري لإسقاط الطغمة الحاكمة التي آثرت على نفسها العمل بأي أعمال تضمن بقاءها، والتي كان منها إغراق المنطقة بالمخدرات".

وتردف عباس؛ "ربما لم يكن بوسع أبناء القرى الحدودية لضمان أمنهم إلا القيام بما هو ليس من مسؤوليتهم أصلاً، فليس من مسؤولية المدنيين حماية الحدود التي يخترقها مهربون مدعومون أصلا من جهات أمنية وعسكرية تراهن الأردن عبثاً على التعاون معها لتأمين الحدود، كرهان قاضٍ على لص يعرف أنه لص للقضاء على عصابة سرقة وسلب".

وتشير، إلى أن الحل "بيد المجتمع الدولي ودول المنطقة، لكن وعلى ما يبدو أنه لا يلائم سياساتهم التي فضلت بقاء الأسد المصنف على أنه "ملك الكبتاغون"، وإذا ما أرادوا فعلاً القضاء على ظاهرة المخدرات فعليهم برأس الأفعى".