شن تنظيم "داعش" المزيد من الهجمات في شرق سورية، استهدفت عناصر "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، والنظام السوري ومليشياته، وسط تعزيزات جديدة دفع بها الأخير إلى البادية السورية، في حين اشتبك عناصر من "قسد" مع مسلحي العشائر في مدينة الرقة خلال محاولاتهم اعتقال شبان في المنطقة، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من الجانبين.
وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، أن اشتباكات جرت بين دورية تابعة لـ"قسد"، وعدد من أبناء قبيلة البو سرايا أثناء محاولة الدورية اعتقال شبان من عائلة المسرب بالقرب من شارع تل أبيض بمدينة الرقة.
وأكدت المصادر سقوط قتلى وجرحى في صفوف الطرفين جراء الاشتباكات التي جرت بعد اقتحام مجموعة من "قسد" حارة البو سرايا بمدينة الرقة لاعتقال شبان من عائلة المسرب.
وقد انتشرت بعد الاشتباكات سيارات عسكرية ومدرعات تابعة لـ"قسد" في محيط حي البو سرايا، أقدمت على اعتقال بعض المارة إثر إخفاقها في اعتقال شبان العشيرة.
تعزيزات عسكرية للنظام إلى البادية
من جهة أخرى، وصلت تعزيزات عسكرية كبيرة من قوات النظام إلى بادية الرقة، في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة تصعيدا لنشاط تنظيم "داعش" في عموم البادية السورية.
وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن الفرقة 25 التابعة للنظام بقيادة سهيل الحسن، أرسلت تعزيزات إلى بادية الرقة تضم عشرات السيارات العسكرية والشاحنات تحت غطاء جوي روسي، مشيرة إلى أن سهيل الحسن نفسه وصل مع التعزيزات والتقى بالقائد الميداني للعمليات علي راتب، وتفقد المنطقة التي شهدت مؤخراً عدة عمليات لخلايا تنظيم "داعش".
الفرقة 25 التابعة للنظام بقيادة سهيل الحسن، أرسلت تعزيزات إلى بادية الرقة تضم عشرات السيارات العسكرية والشاحنات تحت غطاء جوي روسي
وكان قد قتل أمس الأول الخميس 6 عناصر وأصيب آخرون جراء هجوم شنه مجهولون يُرجّح أنهم من تنظيم "داعش" في محافظة الرقة، استهدف حاجزاً مشتركاً للفرقة الرابعة والحرس الجمهوري التابعين للنظام في منطقة صفيان غربي المحافظة.
وتشارك قوات من "الفيلق الخامس" في قوات النظام، ومليشيا "لواء القدس" المدعومين من روسيا في العمليات، كما أرسلت قوات النظام تعزيزات عسكرية إلى محاور البادية السورية.
من جهتها، استنفرت مليشيا الحرس الثوري الإيراني قواتها، مساء أمس الجمعة، في مدينة الميادين وما حولها شرقي دير الزور، تنفيذاً لأمر القيادي "الحاج جواد الإيراني" المعروف بلقب "سليمان واحد"، بعد تعرض المليشيا لهجوم من قبل مجهولين.
وذكرت شبكة "عين الفرات" المحلية أن القيادي "سليمان واحد" جمع قادة المليشيا التابعة له والعناصر وشكل رتلاً عسكرياً بأكثر من 20 سيارة و200 عنصر، وتوجهوا نحو نقاط المليشيا في البادية الممتدة من قلعة الرحبة إلى صبيخان، مشيرة إلى أن هذه التحركات جاءت نتيجةً لهجوم شنه مجهولون على نقاط المليشيا في البادية مساء أمس.
إلى ذلك، وفي شمال البلاد، دارت اشتباكات عنيفة، فجر اليوم بين "الجيش الوطني السوري" وقوات "قسد" على جبهات ريف حلب الشرقي. وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن الاشتباكات بالأسلحة المتوسطة اندلعت على جبهة الدغلباش غربي مدينة الباب بريف حلب الشرقي، وترافقت مع قصف مدفعي تركي استهدف مناطق خاضعة لقوات "قسد" في منطقة "عين دقنة" قرب مدينة تل رفعت شمال حلب، مشيرة إلى أن طائرات استطلاع روسية حلقت في سماء ريف حلب الشمالي.
من جهة أخرى، نفى "الجيش الوطني السوري" ما جاء في تقرير اللجنة الأميركية للحريات الدينية بشأن تعرض الأقليات الدينية بمناطق سيطرته في الشمال السوري من سريان وأرمن ومجتمعات مسيحية أخرى للخطر.
وقال مدير إدارة التوجيه المعنوي في "الجيش الوطني"، حسن دغيم، عبر حسابه على "تويتر"، إن "الجيش الوطني ملتزم في خط الثورة الهادف إلى هدم نظام الاستبداد والطائفية".
وأكد دغيم على حماية جميع مكونات الشعب السوري وكرامتهم وحرياتهم الدينية والثقافية، نافياً الاتهامات بالاضطهاد الديني ومعتبراً أنها "ذرائع للانحياز للتنظيمات الإرهابية".
وكانت اللجنة الأميركية للحريات الدينية قالت إن "الأقليات الدينية لا تزال مهددة في جميع أنحاء سورية".