سعيد يواجه انتقادات لإعادة تدشين مشروع قديم: شعبوية وتوظيف سياسي

قيس سعيد يواجه انتقادات لاذعة لإعادة تدشين مشروع قديم: شعبوية وتوظيف سياسي

15 اغسطس 2022
نائبة بمجلس النواب المنحل: سعيد تعمد مغالطة الرأي العام (صفحة الرئاسة التونسية على فيسبوك)
+ الخط -

يواجه الرئيس التونسي قيس سعيد انتقادات لاذعة، طاولته منذ تسليمه مفاتيح مشروع محلات لحرفيات في حي هلال بضاحية العاصمة الغربية، إذ يتهمه معارضوه بإعادة تدشين مشروع جاهز وتوظيفه سياسياً بشكل شعبوي.

واحتفت رئاسة الجمهورية بمناسبة الاحتفال بعيد المرأة، السبت، بهذا "المنجز"، حيث أبرزت أن الرئيس سعيد أوفى بوعده للنساء الحرفيات بعد سنة من زيارته الأولى لمنطقة حي هلال بضاحية العاصمة تونس الغربية.

ويهم المشروع 27 حرفية يعملن في مجال صناعة الطين، حيث ينتجن أوعية تقليدية للتدفئة من الطين (كوانين) وأفراناً وأواني لصناعة الخبز (طاجن وطابونة). 

وسلّم سعيد بحضور وزير الشؤون الاجتماعية، مالك الزاهي، مفاتيح المحلات التي كان قد وعد ببنائها وتهيئتها لفائدتهن خلال زيارته وتفقده للحي العام الماضي في 13 آب / أغسطس 2021 وتعهد حينها بتحسين وضعيتهن خلال اطلاعه على الظروف المهنية الصعبة التي يعانين منها.

وقال سعيد "إن زيارته ليست زيارة لبيع الوهم، لأن مطالبهن هي قناعات أراد تنفيذها من خلال تغيير الدستور" حسب تصريحه في فيديو نشر على الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية في فيسبوك، مضيفاً أن "زيارته إلى حي هلال هي تأكيد لوفائه بالوعد الذي قطعه للنساء الحرفيات بالمنطقة، بالحصول على محلات خاصة بهن لصناعة الخزف ومنتجاتهن من الطين، التي تعتبر مصدر رزقهن الوحيد".

توظيف شعبوي

واتهم سياسيون ونواب ونشطاء، سعيد، بمغالطة الرأي العام وتوظيف بؤس العاملات والحرفيات بشكل شعبوي لخدمة برنامجه السياسي، في وقت يستعمل مشروعاً جاهزاً تم تدشينه وتسليمه سابقاً.

ولم ترد محافظة تونس ولا الرئاسة على هذه الاتهامات إلى حد الآن.

وقالت النائبة عن دائرة تونس بمجلس النواب المنحل، والرئيسة السابقة للجنة المالية الجهوية بمحافظة تونس، يمينة الزغلامي، في تصريح لـ"العربي الجديد" إن "الرئيس سعيد تعمد مغالطة الرأي العام بالركوب سياسياً على مشروع تم إنجازه وتسليمه لحرفيات بمنطقة حي هلال منذ فترة".

واستغربت الزغلامي ما وصفته بـ"الكذب على التونسيين في سياق تشويه العشرية السابقة وإظهار البرلمان وكأنه لم ينجز شيئاً"، مشيرة إلى أن "هذا المشروع ليس مشروع الرئيس، بل عمد إلى توظيفه سياسياً بشكل تعيس منذ السنة الماضية بشكل شعبوي".

كما استغربت النائبة "عدم تحرك المنظمات النسوية والحقوقية كما كانت تنتفض خلال السنوات السابقة للتوظيف السياسي للمرأة والأطفال"، مبينة أن "هذا التصرف من شأنه أن يثير إشكاليات جهوية مع المناطق الأخرى التي تعيش على صعوبات اجتماعية".

استغربت الزغلامي "عدم تحرك المنظمات النسوية والحقوقية كما كانت تنتفض خلال السنوات السابقة للتوظيف السياسي للمرأة والأطفال"

 وفسرت الزغلامي أن "مشروع المحلات الحرفية الخاصة بحرفيات منطقة حي هلال من معتمدية السيجومي مبرمج منذ سنة 2017 في موازنة محافظة تونس العاصمة، وقد تم العمل على مخطط المشروع ودراساته من قبل لجان المحافظة وتم تدشين المشروع يوم الأربعاء 10 فبراير 2021 في حفل بحضور محافظ تونس السابق، الشادلي بوعلاق، ورئيسة البلدية العاصمة، سعاد عبد الرحيم، ونواب البرلمان عن محافظة تونس".

وتابعت "هذا المشروع ممول من المجلس الجهوي لمحافظة تونس بمبلغ إجمالي قدره 198 ألف دينار (قرابة 63 ألف دولار أميركي)، وقد تم إنجازه، كما ساهمت وزارة المرأة في إنجاز فرن كبير للحرفيات، منذ عهد وزيرة المرأة أسماء السحيري ( حكومة يوسف الشاهد)، فيما قامت البلدية بتنظيف محيط المشروع والمحلات والطريق المؤدية إليه"، مشيرة إلى أنه" تم بالمناسبة تسليم منح لدعم موارد الرزق لفائدة 27 حرفية".

  وقالت الزغلامي إن "هذا المشروع من بين الوعود الانتخابية لحزب النهضة واشتغلت عليها خلال الانتخابات البلدية بعد الاستماع إلى مشاغل الحرفيات والعاملات في هذا المجال".

"كلام بلا فعل"

من جانبه، دون رئيس مركز الدراسات حول المغرب العربي، عدنان منصر، على صفحته بفيسبوك قائلاً "بعد سنة كاملة من احتكار كل السلطات، وفيما عدا الإنشائيات التي تفرضها المناسبة، لا يبدو أن الرئيس فعل شيئاً واحداً لنساء القرية الحرفية بحي هلال، ولا لغيرهن، منذ زيارته لهن منذ سنة (فيما عدا تسليم نسخ جديدة لمفاتيح نفس المحلات فيما يبدو) الكلام سهل، وأسهل منه إضافة الكلام على الكلام".

وأضاف منصر في منشوره "هذا مؤشر على أن الأمر أصعب كثيراً من إطلاق الوعود: بطريقة أو بأخرى، الرئيس يسجل دخوله إلى "الطبقة السياسية" التي يهاجمها بلا هوادة: كلام كثير بلا فعل. القرية الحرفية بحي هلال تفصيل صغير جداً، ورغم ذلك فالعجز واضح جداً ولا يحتاج حتى إلى صوَر....".

وفي تصريح لمحافظ تونس السابق، الشادلي بوعلاق، لوسائل الإعلام، قال فيه إن "كل التدخلات لفائدة الحرفيات بمنطقة حي هلال بالسيجومي أنجزت عن طريق المجلس الجهوي بولاية تونس دون سواه، حيث وضع المجلس الجهوي بولاية تونس اعتماداً قدره 198 ألف دينار على ذمة بلدية تونس والتي تكفلت بإنجاز مشروع بناء منطقة حرفية لفائدة الحرفيات العاملات في مجال صناعة" الكوانن" وقد تم الانتهاء من الإنجاز وتمكين الحرفيات من ورشات عمل".

وأشار إلى أن "المحافظة سلمت مساعدة مالية بـ800 دينار إلى كل حرفية". 

 وفي سياق آخر، تداول نشطاء بسخرية صوراً لجدار مشيد حديثاً وضع عليه لافتة مستشفى الملك سلمان بمحافظة القيروان (وسط غرب البلاد) منتقدين تخلف السلطات عن إنجاز عديد الوعود والمشاريع المعلنة.

وكان الرئيس سعيد قد تعهد ببناء مدينة صحية كاملة في محافظة القيروان تتضمن كل الاختصاصات الطبية.

المساهمون