سجال بين أردوغان ورفاقه السياسيين السابقين: استهداف الحاضنة الإسلامية المحافظة

30 يوليو 2022
يبدو أن السجال بين أردوغان والمنشقين من حزبه يستهدف الحاضنة المحافظة (Getty)
+ الخط -

 

تشهد الأروقة السياسية التركية سجالا بين الرئيس رجب طيب أردوغان ورفيقيه السابقين في حزب العدالة والتنمية المنشقين، وهما رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو، ونائب رئيس الوزراء السابق علي باباجان.

فتيل المواجهة اشتعل قبل أيام خلال لقاء تلفزيوني لأردوغان على القناة الرسمية TRT عندما وجه اتهامات إلى داود أوغلو الذي أسس حزب المستقبل، وباباجان الذي أسس بدوره حزب دواء، ومن الواضح أنهما يسعيان لاستقطاب أصوات الكتلة المحافظة في البلاد.

أردوغان خلال حواره تلقى سؤالا عن داود أوغلو وباباجان، ليجيب: "عليهم أن يدركوا ما هم عليه من خيانة حيث لم يأتوا إلى مناصبهم في الحكومة لأهليتهم، بل تم تعيينهم فيها، وإن تم منحهم وزارة أو رئاسة وزراء فإن ذلك كان وفق إرادة كانت تقف خلف ذلك".

وأضاف: "لم يعرفوا قيمة ما هم عليه، والآن يلتفون حول الطاولة (السداسية للمعارضة) بغرض عمل شيء ما، ولكن أؤمن بفراسة الشعب ويعرفون كل شخص من هو وبناء عليه سيتم تصويت المواطن".

هذه العبارات التي قالها أردوغان رد عليها داود أوغلو وباباجان بحدة، بدأها داود أوغلو بفيديو نشره على حسابه الشخصي قائلا: "أسأل أردوغان أين الأهلية، والخيانة مع من، وأسأل الشعب بوضوح القضية بيد من، أنا لم أترك قضيتي بل حزب العدالة والتنمية ترك القضية".

والليلة الماضية نشر داود أوغلو على حسابه فيديو آخر دعا فيه أردوغان إلى المناظرة وجها لوجه إن كان يمتلك الجرأة، قائلا: "فلنتواجه يا أردوغان، أنت استخدم جهاز القراءة وأنا سأتحدث بقلبي"، حيث تضمن الفيديو تأكيد داود أوغلو أنه جاء إلى منصبه بالأحقية والأهلية.

من جانبه، رد باباجان أكثر من مرة على أردوغان، حيث قال بداية عبر حسابه الرسمي: "أردوغان أنت وأنا لم ننزل من السماء إلى هذا النصب، الشعب والعقل المشترك في الحزب هو من قادنا لهذه المناصب".

وأضاف: "قمت بمهامي عن جدارة 13 عاما، في وزارتي الخارجية والاقتصاد، وطالما أن لديك كرامات لماذا غيرت عددا كبيرا من الوزراء منذ العام 2018 وهل وجدت حلا (للمشاكل الاقتصادية)".

وخلال لقاء مباشر في أحد المواقع، قال باباجان أمس: "لو لم نكن مناسبين ومؤهلين للمنصب فلماذا تم بقاؤنا في المنصب كل هذه المدة، عندما لا يعجبه أحد يغيره، أردوغان غير رؤساء المصرف المركزي 4 مرات في عامين، وتم تعيين 3 وزراء للمالية، فلماذا عمل معي حتى آخر لحظة لو لم أكن ناجحا، وعندما أغرق هو الاقتصاد غير وبدل فعليه أن يكون صادقا في الحكم".

وخلال الأيام الماضية تفاعل الإعلام التركي مع الحادثة بتحليل الحدث والسجال الحاصل ما بين مؤيد لما ذهب له أردوغان من أنه صنع مجد وتاريخ داود أوغلو وباباجان، ومعارض لذلك بأنهما عملا على مساعدة أردوغان باستحقاق.

وتشير استطلاعات الرأي إلى أن الحزبين اللذين أسسهما داود أوغلو وباباجان لم يحصلا على نسب عالية من الأصوات بعد تأسيسهما قبل عامين، حيث تراوحت ما بين أكثر وأقل من 1% فقط، ومن الواضح أن أردوغان لجأ لهذا السجال للتأثير على الناخبين والمجتمع التركي الذي يرفض ناكري الجميل، فيحاول أردوغان إظهار أنهما ناكران للجميل بعد أن عينهما في مناصبهما.

واللافت أن هذه المناقشات جاءت خلال فترة أعلن فيها باباجان رفض حزبه التحالف مع حزب المستقبل، بعد أن تلقى طلبا من داود أوغلو بإنشاء تحالف ثالث للأحزاب المحافظة ذات التوجه الإسلامي مع حزب السعادة، وتبع ذلك مناقشات عديدة بين قياديي الحزبين.

ويبدو أن السجال بين أردوغان والمنشقين من حزبه، يستهدف الحاضنة المحافظة الإسلامية في البلاد، حيث سبق وصرح داود أوغلو أن المعارضة فشلت حتى الآن في اقتلاع الحاضنة الشعبية لحزب العدالة التي ما زال أردوغان مؤثرا بها رغم الأوضاع الاقتصادية المتراجعة في البلاد بحسب تصريحات سابقة لداود أوغلو.

ويشترك كل من داود أوغلو وباباجان في الطاولة السداسية للمعارضة التي تجمع مع زعيم المعارضة كمال كلجدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري، وميرال أكشنر زعيمة الحزب الجيد، وتمل قرة موللا أوغلو زعيم حزب السعادة، وغولتكين أويصال زعيم الحزب الديمقراطي، حيث اتفقت هذه الأحزاب على الانتقال لنظام الحكم البرلماني في حال فوزها بالانتخابات.