زيارة لبيد تؤشر لمرحلة جديدة في العلاقات مع تركيا

زيارة لبيد تؤشر لمرحلة جديدة في العلاقات مع تركيا

24 يونيو 2022
الهاجس الأمني يطغى على زيارة لبيد (Cem Ozdel/الأناضول)
+ الخط -

تؤشر التغطيات الإسرائيلية لزيارة وزير الخارجية الإسرائيلي يئير لبيد تركيا، أمس الخميس، وإبراز لقائه ليس فقط مع نظيره التركي مولود جاووش أوغلو، وإنما أيضاً مع رئيس جهاز الاستخبارات التركية هاكان فيدان، إلى الأهمية التي تبديها تل أبيب للتعاون الأمني الاستخباراتي مع أنقرة، فضلاً عن الجوانب الأخرى للعلاقات، رغم المد والجز الذي شهدته في العقد الأخير وحتى نهاية ولاية رئيس الحكومة السابق بنيامين نتنياهو.

فقد أبرزت الصحف ووسائل الإعلام الإسرائيلية، في تغطيتها الزيارة، أولا نبأ إعلان السلطات التركية عن اعتقال "خلية إيرانية" في أحد أحياء إسطنبول، مع وصف عملية الاعتقال بأنها بدت وكأنها مأخوذة من "أفلام جيمس بوند"، بحسب التعبير الذي تردد في عدد من المواقع الإسرائيلية.

موقع "يديعوت أحرونوت" ذهب أبعد من ذلك إلى تقديم نبأ اللقاء بين لبيد وفيدان على اللقاء الرسمي مع نظيره التركي، مع إبرازه بحث لبيد القضايا الأمنية مع فيدان ولا سيما ما تدعيه إسرائيل مؤخراً بشأن التهديدات الإيرانية لاستهداف سياح إسرائيليين على الأراضي التركية.

وكشف موقع الإذاعة الإسرائيلية العامة، صباح اليوم الجمعة، أن من بين من كانوا مستهدفين أحد سفراء إسرائيل السابقين لدى إسطنبول، من دون أن تكشف عن اسمه.

وبالرغم من الاحتفاء الإسرائيلي بالزيارة والتركيز حتى من قبل الرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، على إعلاء أهمية التعاون الأمني بين إسرائيل وتركيا، إلا أن لبيد رفض أمس التعهد بإلغاء أو خفض مستوى التحذيرات الصادرة عن "هيئة مكافحة الإرهاب" في مجلس الأمن القومي بشأن خطورة السفر إلى تركيا.

وقال موقع "يديعوت أحرونوت" في هذا السياق إن لبيد أبلغ الطرف التركي في مداولات أمنية في أنقرة أنه فقط في حال تحسن الوضع، فإنه يمكن ربما تخفيف درجة التحذير من السفر إلى تركيا، التي كان أعلن قبل أسبوعين عن رفعها للدرجة القصوى (4) بحسب التنصيف الإسرائيلي.

وكان لبيد أعلن، في بيان بعد لقائه بنظيره التركي، أنه "ينبغي أن نحقق تحسنا وتهدئة حتى نستطيع العودة للسفر إلى تركيا، فتركيا هي الهدف الأول للسياح الإسرائيليين، ونأمل أن يتمكنوا من العودة إلى تركيا قريبا". وأضاف لبيد أن "العام الأخير شهد تحسنا كبيرا في العلاقات بين تركيا وإسرائيل، وقد بدأنا حوارا لاستعادة السفراء بين البلدين قريبا، كما تحسن الحوار السياسي والاقتصادي بيننا، وآمل أن نكمل هذا الأمر قريبا".

ولفت لبيد في هذا السياق إلى قرب التوصل إلى اتفاق إسرائيلي - تركي، يتيح لشركات الطيران الإسرائيلية القيام برحلات تجارية بشكل حر إلى إسطنبول وبقية السواحل التركية.

لكن تصريحات لبيد هذه لا تتطابق مع التقارير الإسرائيلية، اليوم، عن عدم توقف الإسرائيليين عن التوجه إلى تركيا حتى خلال الأسبوعين الماضيين، رغم وجود التحذير في أعلى درجة. وأشارت تقارير عديدة في الصحف الإسرائيلية إلى أن عشرات الرحلات السياحية انطلقت من تل أبيب متوجهة إلى تركيا بالرغم من التحذيرات المختلفة، وعلى الرغم من التقارير الصحافية والرسمية، بينها تصريحات لرئيس الحكومة نفتالي بينت، بشأن إحباط عدة عمليات كانت جهات إيرانية تعتزم تنفيذها على الأراضي التركية.

وكان بارزاً في هذا السياق نشر عدة تقارير إسرائيلية أمس واليوم، تحت تساؤلات هل تم إعفاء رئيس منظمة استخبارات "الحرس الثوري" الإيراني حسين طائب من منصبه، وتعيين محمد كاظمي خلفاً له، بسبب فشله في تنفيذ سلسلة العمليات التي كان يفترض أن تجرى على الأراضي التركية انتقاماً لاغتيال العقيد حسن صياد خدايي الذي اغتيل أمام منزله في طهران، أم أنه تمت ترقيته. وفي هذا السياق، أشارت المراسلة السياسية لهيئة الإذاعة والتلفزيون العامة غيل كوهين إلى أن إسرائيل تعتبر تعيين كاظمي يأتي لفشل طائب في تنفيذ العمليات التي أُحبطت على الأراضي التركية.

وتبدو مسألة مواجهة إيران أيضاً في تركيا وفي الإقليم مركباً في تحسن العلاقات الإسرائيلية التركية، إذ نقل موقع "يديعوت أحرونوت" في هذا السياق عن مصدر سياسي لم يكشف عن هويته قوله: "تركيا تدرك جيداً ما يقوم به الإيرانيون هنا، وهم (أي تركيا) ينظرون بخطورة بالغة لهذا الأمر، ففي نهاية المطاف نتحدث عن إرهاب على أرضهم".

وتأمل إسرائيل على ما يبدو من استغلال هذه القضية لتسخين علاقاتها مع تركيا نحو الوصول إلى استعادة تبادل السفراء بين البلدين، وتوسيع نطاق التعاون في كافة المجالات مع التركيز على العلاقات بين أجهزة الاستخبارات التركية وجهاز "الموساد" الإسرائيلي.