روسيا والنظام السوري يرفضان اتهامات دولية بعرقلة التفتيش الكيميائي

روسيا والنظام السوري يرفضان الاتهامات الدولية بعرقلة التفتيش الكيميائي

05 اغسطس 2021
دعا غوتيريس في وقت سابق لـ"وحدة الصف" لمحاسبة مستخدمي الكيميائي في سورية (فرانس برس)
+ الخط -

بعد الانتقادات الموجهة للنظام السوري من جانب الأمم المتحدة ومنظمة حظر انتشار الأسلحة الكيميائية، أعلنت روسيا عزمها التقدم بشكوى ضد آلية عمل منظمة الأسلحة الكيميائية في سورية، فيما طالب مندوب النظام السوري لدى الأمم المتحدة بـ"تصحيح مسار منظمة حظر الأسلحة الكيميائية".

وقالت الخارجية الروسية في بيان أوردته وكالة تاس "نعارض بشدة محاولات بعض الدول الغربية تسييس عمل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، بما يشكل انتهاكاً واضحاً للمعايير المنصوص عليها في اتفاقية الأسلحة الكيميائية، ونعتبر أفعالهم الهادفة إلى منح الأمانة الفنية للمنظمة وظيفة تحديد المسؤولين عن استخدام الأسلحة الكيميائية، بما في ذلك إنشاء فريق غير شرعي للتحقيق وتحديد الهوية، ممارسات غير شرعية، ونعيد التأكيد على معارضتنا الشديدة لاستنتاجاتها المتحيزة".

وأضافت الخارجية أن لدى روسيا "مجموعة من الشكاوى فيما يتعلق بعمل بعثات التفتيش الأخرى التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في سورية، والتي تنتهك أساليب التحقيق المنصوص عليها في اتفاقية الأسلحة الكيميائية". وحثت المنظمة على اتخاذ إجراءات من أجل "تصحيح هذا الموقف المؤسف"، مؤكدة تأييد روسيا إجراء تحقيقات "محايدة ومهنية في الاستفزازات الكيميائية من قبل التنظيمات الإرهابية المسلحة في سورية وجميع مظاهر الإرهاب الكيميائي في الشرق الأوسط".

من جانبه، طالب مندوب النظام السوري لدى الأمم المتحدة بسام صباغ بـ"تصحيح مسار منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والعودة إلى دورها الطبيعي"، معتبرا أن المنظمة ابتعدت عن وظيفتها الفنية وفقدت مصداقيتها لتتحول إلى أداة بيد بعض الدول".

وأعرب صباغ خلال جلسة لمجلس الأمن أمس عن أسفه لتحول مناقشات المجلس منصة لبعض الدول لتوجيه اتهامات وصفها بالمضللة ضد نظامه، مجددا القول إن النظام عمل "بجد ومصداقية وشفافية لتنفيذ التزاماته بتدمير كامل مخزونه من الأسلحة الكيميائية ومرافق إنتاجها".

واتهم مندوب النظام السوري تلك الدول بتجاهل التعاون القائم خلال السنوات الماضية بين نظامه ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية والمشاورات مع الأمانة الفنية، والتي قال إنها حققت تقدما مهما يدل على وفاء نظامه بالتزاماته بموجب الاتفاقية، معتبرا أنه لم يتبق إلا القليل من الجوانب الفنية في هذه العملية.

ونفى صباغ الاتهامات لنظامه بمنع فريق منظمة حظر الأسلحة من دخول سورية، قائلا إن الفريق أجرى حتى الآن 24 جولة من المشاورات في سورية لم تثر خلالها أي مشكلة بشأن حصوله على تأشيرات الدخول حسب قوله. وأضاف أنه لم يجر حتى الآن الاتفاق بين الجانبين على موعد زيارة فريق المنظمة، وقال إن مدير المنظمة أجلت في يونيو/ حزيران الماضي إرسال فريقها إلى سورية "بذريعة ارتفاع درجات الحرارة فيها في فصل الصيف".

وبخصوص الأسطوانتين الخاصتين باستخدام السلاح الكيميائي في دوما، التي ورد ذكرها في تقرير المدير العام الأخير، قال صباغ "إنه بتاريخ الثامن من حزيران الماضي تعرض أحد المواقع المعلن عنها للمنظمة لعدوان إسرائيلي خلف أضرارا في الموقع، وأدى إلى تدمير كامل للعديد من الغرف ومعدات الإطفاء والآليات وأسطوانتي الكلور الخاصتين بحادثة دوما" حسب تعبيره. وأشار إلى أن نظامه رفض طلب فريق التفتيش التابع للمنظمة بنقل الأسطوانتين إلى مقر المنظمة "لكونهما موضع تحقيقات قضائية، وتشكلان أدلة مادية قانونية حول الحادثة المزعومة التي استخدم فيها الإرهابيون سلاحا كيميائيا تسبب بقتل المدنيين الأبرياء" وفق قوله.

وكان أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيرس، قال إن إعلان النظام إنهاء برنامجه الكيميائي غير دقيق وغير كامل، وإن هناك ثغرات وعدم اتساق في المعلومات، وذلك على لسان نائب ممثلة الأمين العام السامية لشؤون نزع السلاح توماس ماركر، خلال جلسة لمجلس الأمن المنعقدة حاليا بالمقر الدائم للأمم المتحدة في نيويورك، حسب وكالة الأناضول التركية.

بدورها، قالت المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة السفيرة، ليندا توماس غرينفيلد إن نظام الأسد بدعم من روسيا، تجاهل دعوات المجتمع الدولي للكشف الكامل عن برامج أسلحته الكيميائية وتدميرها بشكل يمكن التحقق منه. وأوضحت السفيرة الأميركية أن النظام يواصل تعمّد تأخير وعرقلة عمل فريق تقييم إعلان منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.

وكانت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أعلنت في 12 أبريل/ نيسان الماضي بعد انتهاء تحقيقات كانت تجريها، أن سلاح الجو، التابع لجيش النظام، استخدم غاز الكلور خلال هجومه على سراقب بريف إدلب، وألقى قنبلة أسطوانية واحدة على الأقل، خلال هجومه على سراقب في 4 من فبراير/شباط من عام 2018.

المساهمون