رئيس وزراء أرمينيا يؤكد صد "محاولة انقلاب" والمعارضة تطالبه بالرحيل

رئيس وزراء أرمينيا يؤكد صد "محاولة انقلاب" والمعارضة تواصل المطالبة برحيله

26 فبراير 2021
دعا رئيس الوزراء ضباط الجيش إلى الانضباط (Getty)
+ الخط -

رفض تركي لـ"الانقلابات"

الرئيس الأذربيجاني ينتقد سياسات أرمينيا "الاحتلالية"

أكد رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان أمام الآلاف من أنصاره، الخميس، أنه صدّ محاولة انقلاب، إلا أن المعارضة تواصل التعبئة في الشارع احتجاجاً على من تعتبره مسؤولاً عن هزيمة مهينة في ناغورنو كاراباخ.

وكانت قيادة الجيش قد طالبت، بعد إقالة ضابط رفيع المستوى، نيكول باشينينان بالاستقالة، ما اعتبرها هذا الأخير "محاولة انقلاب". لكن لم يلاحظ أي تحرك للجيش، فيما رأت وزارة الدفاع أنه من "غير المقبول جر (الجيش) إلى السياسة".

ودعا رئيس الوزراء ضباط الجيش إلى الانضباط، وألقى خطابا أمام نحو 20 ألفاً من مؤيديه في العاصمة. وتقدّم باشينيان التظاهرة التي شكّلها أنصاره وبيده مكبر صوت رداً على نداء قيادة الأركان لاستقالته. وقال وسط صيحات الحشود: "بصفتي رئيس وزراء منتخباً، آمر جميع الجنرالات والضباط والجنود: قوموا بواجبكم في حماية حدود البلاد ووحدة أراضيها"، مضيفاً أنه يجب على الجيش "أن يمتثل لإرادة الشعب والسلطات المنتخبة".

وكان باشينيان قد قرر، الأربعاء، إقالة النائب الأول لرئيس أركان الجيش الأرميني تيران خاتشاتوريان على خلفية استهزاء الجنرال بتصريحاته حول عدم فعالية صواريخ "إسكندر" الروسية أثناء المعارك الأخيرة في ناغورنو كاراباخ.

وطالب بين 10 و13 ألف متظاهر من المعارضة في الوقت ذاته برحيل رئيس الوزراء الذي وصل إلى السلطة في 2018 بعد انتفاضة. بعد ذلك، نصب بعضهم خيماً أمام البرلمان متعهدين بالبقاء حتى رحيل رئيس الوزراء الذي يطالبون باستقالته منذ الهزيمة العسكرية أمام أذربيجان في نزاع جرى في خريف العام 2020 في ناغورنو كاراباخ. وقد أقاموا حواجز بواسطة حاويات القمامة، في وقت انتشرت شرطة مكافحة الشغب بأعداد كبيرة في الحي.

وقال فازغين مانوكيان، الذي تريد المعارضة تعيينه رئيساً للحكومة: "سنبقى هنا! فليأتِ (باشينيان) وسنملي عليه مطالبنا". وكان باشينيان قد توجه قبل ساعات إلى منتقديه، داعياً إلى الحوار، ومهدداً في الوقت ذاته بـ"توقيف" كل من "يذهب أبعد من التصريحات السياسية". وأكد: "لقد سئمنا من عدم الاستقرار المتواصل هذا (..) ولنبدأ الحوار".

ورأى "حزب أرمينيا المزدهرة"، أبرز أحزاب المعارضة، أن على باشينيان اغتنام "الفرصة الأخيرة" للتخلي عن السلطة من دون عنف وتجنب "حرب أهلية".

وكان مسؤولو الجيش الكبار قد طالبوا برحيل باشينيان، معتبرين أنه مسؤول بعد إقالة مساعد رئيس الأركان عن "هجمات تهدف إلى النيل من سمعة القوات المسلّحة".

ومنذ أيام، وتزامناً مع مرور مائة يوم على توقيع اتفاق السلام مع أذربيجان، أطلقت المعارضة فعاليات واسعة تطالب باشينيان بالاستقالة، ونظّم تحالف "الحركة من أجل إنقاذ الوطن"، المشكَّل من نحو 20 حزباً معارضاً، يوم السبت الماضي، تظاهرة حاشدة بمشاركة نحو 30 ألف شخص، حسب المعارضة، و13 ألفاً حسب الأجهزة الأمنية، وسط العاصمة يريفان، للمطالبة باستقالة باشينيان.

وباشينيان صحافي سابق ومعارض تاريخي، دخل إلى السلطة في ربيع 2018، مدفوعاً بثورة واعدة بإخراج هذا البلد القوقازي من الفقر واجتثاث النخبة الفاسدة. وشهدت أرمينيا منذ استقلالها مع سقوط الاتحاد السوفييتي في 1991، سلسلة من الأزمات والثورات السياسية سقط في بعضها قتلى.

الرئيس الأذربيجاني ينتقد سياسات أرمينيا "الاحتلالية" 

إلى ذلك، حذر الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف أرمينيا من عواقب عدم التزامها باتفاق وقف إطلاق النار في إقليم كاراباخ.

وأعرب علييف في تصريحات صحافية، عن أمله في أن تلتزم أرمينيا بإعلان 10 نوفمبر/ تشرين الثاني، الذي ينص على وقف إطلاق النار في كاراباخ واستعادة أذربيجان السيطرة على محافظات محتلة. واستدرك بالقول: "وإلا فإنها ستكون في وضع أسوأ"، مشيراً إلى أن أرمينيا وصلت إلى وضعها الحالي بسبب سياساتها الاحتلالية.

رفض تركي لـ"الانقلابات"

بدوره، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على موقف بلاده الرافض لكلّ أشكال الانقلابات، وقال في تصريحات صحافية، عقب أدائه صلاة الجمعة في أحد مساجد مدينة إسطنبول: "نقف ضد جميع أشكال الانقلابات ولا يمكن أن نقبلها".

وشدد على أنه إذا كانت هناك حاجة لتغيير الإدارة في أرمينيا، فيجب ترك الأمر لإرادة الشعب، وأضاف: "باشنيان وصل إلى مرحلة إسقاطه من قبل الشعب لكن يختلف الأمر بالنسبة لنا عندما يكون انقلاباً".

(فرانس برس، العربي الجديد، الأناضول)