رئيس البرلمان العراقي برفقة وفد برلماني عربي يصل إلى دمشق

رئيس البرلمان العراقي برفقة وفد برلماني عربي يصل إلى دمشق

26 فبراير 2023
يربط سياسيون بين زيارة الحلبوسي لدمشق والهجمة المتصاعدة عليه داخل البرلمان (Getty)
+ الخط -

قال بيان لمكتب رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي، إن الحلبوسي توجه، اليوم الأحد، برفقة وفد برلماني عربي إلى دمشق. 

وتأتي هذه الزيارة بعد يوم من بيان صدر عن مؤتمر "الاتحاد البرلماني العربي"، الرابع والثلاثين، في العاصمة العراقية بغداد، شاركت فيه وفود ورؤساء برلمانات عربية مختلفة، دعا فيه إلى ما وصفه بـ"عودة سورية إلى محيطها العربي، وممارسة دورها في الساحات العربية والإقليمية والدولية".

والتقى رئيس مجلس النواب المصري، حنفي جبالي، الرئيس السوري بشار الأسد في العاصمة دمشق، ضمن وفد الاتحاد البرلماني العربي التزاماً بقرارات مؤتمر الاتحاد الذي عقد في بغداد، في الفترة من 23 إلى 26 فبراير/ شباط الحالي.

واستهدفت الزيارة التأكيد على الدعم والتضامن العربي مع الشعب السوري في مواجهة تداعيات كارثة الزلزال المدمر، الذي ضرب شمال سورية في 6 فبراير/ شباط، وأسفر عن نحو 5 آلاف و900 قتيل.

وبحسب بيان للبرلمان المصري، التقى جبالي، برفقة وفد الاتحاد البرلماني العربي، أعضاء مجلس الشعب السوري. وشدد في اللقاء على الرباط التاريخي بين مصر وسورية، وأهمية مؤازرة الشعب السوري الشقيق في مصابه، متمنياً لسورية وشعبها الصامد المناضل كل الازدهار والرفاهية والرخاء.

وكان حنفي، قد قال في كلمته بقمة بغداد، إن البلدان العربية تمر منذ فترة بأمواج متلاطمة من التحديات الجسام، التي هددت أمنها واستقرارها، ما يجعل هناك حاجة ماسة لصياغة مقاربة عربية مشتركة لمواجهتها، امتثالاً لعوامل الوحدة التي تربط النسيج العربي برباط متين.

وفد برلماني عربي يلتقي بشار الأسد (فيسبوك)
جدل يرافق زيارة الوفد (فيسبوك)

وزعم جبالي أن بلاده صاغت رؤية شاملة لإنقاذ الدول العربية من براثن الفوضى، قوامها الحفاظ على بنية وتماسك ووحدة الدول الوطنية العربية، والرفض التام لأية تدخلات خارجية في شؤونها الداخلية.

ولم يصدر عن أي من الدول العربية المشاركة في المؤتمر تحفظها أو اعتراضها الرسمي على أي من نقاط البيان الختامي، الذي نشره موقع البرلمان العراقي الرسمي، بصيغته المرسلة من قبل اللجنة التحضيرية للمؤتمر، الذي حمل عبارة "ضرورة العمل العربي المشترك على المستويات كافة، لعودة سورية إلى محيطها العربي، وممارسة دورها في الساحات العربية والإقليمية والدولية".

وذكر بيان رسمي لمكتب رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي، أن الحلبوسي توجه على رأس وفود من برلمانات عربية مختلفة إلى سورية، "تأكيداً لدعم الشعب السوري".

وكالة أنباء النظام السوري (سانا) أكدت بدورها وصول رؤساء وممثلي عدد من البرلمانات العربية إلى دمشق.

مراسل سانا: استمرار وصول عدد من رؤساء البرلمانات والوفود المشاركة في مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي إلى مطار دمشق الدولي.
لمتابعة أخبار #سانا على تلغرام👇https://t.co/5w1wBYvspS#ArabInterParliamentaryUnion pic.twitter.com/HLXT9Bh6bj

— الوكالة العربية السورية للأنباء - سانا (@SanaAjel) February 26, 2023

ونقلت الوكالة صوراً أظهرت لحظة وصول طائرات الوفود إلى مطار دمشق الدولي، من بينهم رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي، ورئيس مجلس النواب المصري، حنفي جبالي، وممثلو برلمانات عربية أخرى.

مصادر سياسية عراقية في العاصمة بغداد، قالت لـ"العربي الجديد"، إن بعض الوفود التي تمثل برلمانات عربية اعتذرت عن عدم قبول الدعوة التي وجهها رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي للتوجه إلى دمشق قبل العودة إلى بلدانها، وغادر بعضها بعد انتهاء أعمال المؤتمر فوراً، وكان هناك تباين واضح في المواقف من البيان الختامي، حيال هذه الدعوة، إلى جانب مسألة عدم الإشارة إلى حقيقة الأوضاع في اليمن وما يعانيه اليمنيون.

وقال نائب بارز في البرلمان العراقي لـ"العربي الجديد"، مُفضلاً عدم الكشف عن هويته، إن ثمة محاولات تواصل من قبل رئيس البرلمان العراقي حتى ساعة متأخرة من ليلة أمس لإقناع بعض الوفود بالمشاركة، فيما رُوِّج له على أنها فعالية لـ"دعم الشعب السوري" تنطلق من العراق، ووفود برلمانات عربية أخرى كانت موافقة على دعوة رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي، ولها علم مسبق بذلك، أبرزها المصري والأردني والعُماني.

وأوضح أن سفير النظام السوري في بغداد، سطام الدندح، حاول بدوره لقاء عدد من وفود البرلمانات الخليجية المُعارضة للتطبيع مع النظام السوري لكنه لم ينجح.

وكشف عن أن جدول زيارة الوفد تتضمن التوجه إلى مبنى مجلس الشعب السوري وسط دمشق، قبل لقاء بدا مؤكداً لغاية الساعة الحادية عشرة بتوقيت دمشق مع رئيس النظام السوري، بشار الأسد.

ويربط مراقبون سياسيون بين خطوة رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي، في تنظيم فعالية زيارة الوفود لدمشق، مع الحراك المتصاعد الذي تدعمه قوى حليفة لإيران، أبرزها مليشيا "كتائب حزب الله"، ورئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي، وزعيم جماعة "عصائب أهل الحق"، المسلحة، قيس الخزعلي، لتغيير رئيس البرلمان محمد الحلبوسي.

وقال الناشط السياسي أحمد حقي، لـ"العربي الجديد"، إن دوافع الحلبوسي في الخطوة غير بعيدة عن محاولة امتصاص الهجمة التي يواجهها من قبل بعض حلفاء طهران في العراق".

وأضاف حقي أن "الدول التي شاركت برلماناتها في الزيارة، بالأساس لا يمكن اعتبارها مقاطعة للنظام، وهناك تواصل بشكل أو آخر معها طوال السنوات الماضية".

نائب رئيس الجمهورية العراقي السابق طارق الهاشمي، علّق على الخطوة بالقول: "وأنا أشاهد نواب نظام بشار وبكل صفاقة يشاركون في مؤتمر اتحاد البرلمان العربي، لم تغب عن ناظري صورة المجازر الفظيعة التي ارتكبها النظام في حق شعبه".

وتابع: "البرلمانات العربية ممثلة للشعوب، وعندما تتنكر لوظيفتها وتتحول إلى مجرد تبع لجزار يتوجب مقاطعتها. موقف الاتحاد مرفوض".

وأنا اشاهد نواب نظام بشاروبكل صفاقة يشاركون في #مؤتمر_اتحاد_البرلمان_العربي (ضمير الشعوب العربية)لم تغب عن ناظري صورة المجازر الفضيعة التي ارتكبها النظام في حق شعبه!
البرلمانات العربية ممثلة للشعوب وعندما تتنكرلوظيفتها وتتحول الى مجرد تبع لجزار يتوجب مقاطعتها.موقف الاتحاد مرفوض . pic.twitter.com/TNcy6KbWnK

— طارق الهاشمي (@alhashimi_Tariq) February 25, 2023