خبير سياسي ألماني تعاون مع الاستخبارات يشتبه في تجسسه لصالح الصين

خبير سياسي ألماني تعاون مع الاستخبارات يشتبه في تجسسه لصالح الصين

06 يوليو 2021
نسق العميل الصيني مع الاستخبارات الألمانية مدة 50 عاماً (فرانس برس)
+ الخط -

أوقف خبير سياسي ألماني يدير مجموعة دراسات مؤثرة للاشتباه بتجسسه لصالح أجهزة الاستخبارات الصينية بين 2010 و2019، على ما أعلنت النيابة العامة الفدرالية الألمانية الثلاثاء.

وكان المشتبه به كلاوس ل.، الذي أوقف الاثنين وقد يوضع قيد التوقيف الاحتياطي، مستهدفاً بمذكرة توقيف صدرت في 21 يونيو/حزيران عن محكمة ميونخ.

وأوضحت النيابة العامة في بيان أن كلاوس ل.، البالغ 75 عاماً، زود أجهزة الاستخبارات الصينية بمعلومات "حصل عليها بشكل رئيسي بفضل معارفه السياسيين رفيعي المستوى"، الذين أقام علاقات معهم في إطار إدارته مجموعة الدراسات منذ العام 2001، وذلك لقاء "مكافآت مالية".

وتمكن كلاوس ل. من إضفاء "أهمية دولية" على مجموعته بفضل "سمعته العلمية والشبكات التي نسجها على مدى سنوات عديدة". وقد تواصل عناصر من أجهزة الاستخبارات الصينية معه خلال جولة كان يقوم بها في شنغهاي في 2010 لإلقاء محاضرات.

وذكرت النيابة العامة الفدرالية الموكلة قضايا التجسس الدولي أن "عناصر جهاز استخبارات صيني أجروا اتصالاً مع المشتبه به لحضه على التعاون".

وتابعت النيابة، التي مقرها في كارلسروه، أنه "خلال الفترة التالية حتى نوفمبر/تشرين الثاني 2019، قام المشتبه به بتزويد جهاز الاستخبارات الصيني بمعلومات بانتظام، قبل أو بعد زيارات دولة أو مؤتمرات متعددة الطرف، وكذلك حول بعض مواضيع الساعة".

عميل مزدوج

وأوضحت النيابة أن كلاوس ل. "حصل عليها بشكل أساسي بفضل معرفته بسياسيين كثيرين رفيعي المستوى، التي اكتسبها بواسطة المعهد الذي كان يديره"، مضيفة أنه "في المقابل، تلقى المشتبه به تمويلاً للتوجه إلى الاجتماعات مع ضباط الاستخبارات الصينية" و"تقاضى مكافآت".

وقد تشكّل هذه المسألة إحراجاً لألمانيا، فقد عمل كلاوس ل. مدة 50 عاماً لصالح دائرة الاستخبارات الاتحادية الألمانية، كما كشف تحقيق لقناة "إيه آر دي" العامة.

وكانت مؤامرة العميل المزدوج معقدة بدرجة كافية، لدرجة أن الشرطة دهمت منزل المشتبه به في العام 2019 قبل أن يأتي توقيفه بعد عامين. ووفقاً للمحطة، كان الخبير السياسي قد اعترف لدائرة الاستخبارات الاتحادية الألمانية جزئياً بصلاته بأجهزة الاستخبارات الصينية.

وكان البروفسور على اتصال وثيق بالاستخبارات الألمانية مدة 50 عاماً، ما جعله يعتبر "جهة تنسيق".

ووفقاً للمحطة التلفزيونية، كان كلاوس ل. أحد قادة مؤسسة هانس-سايدل النافذة التابعة للمحافظين البافاريين في ائتلاف الاتحاد الديمقراطي المسيحي.

وجاء في التقرير: "أجاز له عمله أن يقيم مراراً في الخارج لأسباب رسمية أحياناً، وأحياناً أخرى كمحاضر ضيف، على سبيل المثال في الاتحاد السوفياتي السابق ولاحقاً في روسيا، وفي البلقان وجنوب أفريقيا وجنوب آسيا".

وبعد تقاعده، ترأس إدارة سياسة الأمن الدولي في المؤسسة التي نأت بنفسها عنه منذ أول تسريبات الصحافة حول شبهات ضده.

وكانت ألمانيا، التي لصناعاتها مطامع في السوق الصينية، من أكثر المروجين المتحمسين لاتفاق الاستثمار الموقع نهاية العام 2020 بين الاتحاد الأوروبي والصين بضغط من أنجيلا ميركل.

لكن الاتفاق عُلّق منذ ذلك الحين، وفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على الصين المتهمة بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان في منطقة شينغيانغ.

وردت بكين بفرض عقوبات على العديد من أعضاء البرلمان الأوروبي وأكاديميين ومركز "ميكريكس" الألماني للبحوث.

وستقوم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التي ستبتعد عن الساحة الدولية في الخريف، بزيارة رسمية للبيت الأبيض الأسبوع المقبل. ويرغب الرئيس الأميركي جو بايدن بإدخال الأوروبيين في تحالف عبر المحيط الأطلسي ضد الصين.

وواجهت ألمانيا أخيراً قضية تجسس أخرى تتعلق بروسيا، إذ أعلن القضاء الألماني، في 21 يونيو/حزيران، توقيف عالم روسي يعمل في جامعة للاشتباه بقيامه بنشاطات تجسس لحساب موسكو.
(رويترز)

المساهمون