خاص| مفاوضات القاهرة: تضاؤل فرص هدنة إنسانية أو اتفاق شامل في غزة

خاص| مفاوضات القاهرة: تضاؤل فرص هدنة إنسانية أو اتفاق شامل في غزة

09 ابريل 2024
تقول "حماس" إن نتنياهو لا يريد الوصول إلى اتفاق (جهاد الشرفي/الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- المفاوضات في القاهرة لإنهاء القتال في غزة وتبادل الأسرى تواجه صعوبات، مع مقترح مصري لهدنة إنسانية لمدة 3 أيام خلال عيد الفطر، وشكوك من حماس حول الهدنة دون اتفاق شامل.
- الطرفان يظهران عدم مرونة وتمسك بمواقفهما دون تنازلات، مما يؤخر الردود ويشير إلى احتمال عدم الموافقة على الهدنة، رغم التفاؤل من الولايات المتحدة ومصر.
- الخلافات حول شروط وقف إطلاق النار والتعامل مع النازحين تعيق التقدم، مع ضغوط دولية وحاجة مشتركة لهدنة إنسانية تبقي الأمل في إمكانية تحقيق انفراجة.

القاهرة اقترحت هدنة إنسانية لثلاثة أيام خلال عيد الفطر

قيادي في "حماس": نتنياهو لا يريد التوصل إلى اتفاق

المقاومة ترفض قطعاً عودة النازحين إلى مخيمات إيواء بدل منازلهم

في الوقت الذي واجهت فيه جولة المفاوضات الحالية في العاصمة المصرية القاهرة، صعوبات في التوصل لاتفاق يقضي بوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، علم "العربي الجديد" أن مصر قدمت ورقة تشتمل على "هدنة إنسانية" لمدة 3 أيام عيد الفطر الذي يبدأ غداً الأربعاء، تكون خارج الاتفاق الذي يجري التفاوض حوله، لكن القيادي في حركة حماس باسم نعيم، قال لـ"العربي الجديد" إنه لا يتوقع الإعلان عن "هدنة إنسانية" من جانب الاحتلال الإسرائيلي، خلال أيام عيد الفطر، من دون الوصول إلى صفقة بين الطرفين.

وقال مصدر مصري لـ"العربي الجديد"، مفضلا عدم نشر اسمه، إن القاهرة "اقترحت الهدنة الإنسانية خلال أيام العيد، وكانت تنتظر الرد من الطرفين، ولكن يبدو أنهما لن يوافقا، لأن الردود تأخرت كثيراً"، مضيفاً أن "هناك اجتماعات ستتم الخميس، ثاني أيام عيد الفطر في مصر". وتابع المصدر: "جولة مفاوضات القاهرة الأخيرة لم تختلف كثيراً عن سابقاتها، إذ تمسك كل طرف بموقفه بدون إبداء أي مرونة أو استعداد لتقديم تنازلات"، مضيفاً أن "وفدي الطرفين عادا إلى قيادتهما لعرض النتائج، ومن المنتظر الحصول على الرد خلال ساعات". ولفت المصدر إلى أنه "خلال المفاوضات، كان التفاؤل فقط من جانب الولايات المتحدة الأميركية ومصر، بدون إسرائيل وحماس".

من جهته، لفت القيادي في حماس باسم نعيم إلى أن "رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لا يريد الوصول إلى اتفاق ووقف العدوان، وهو يهرب إلى الأمام ليحمي نفسه من اليوم التالي للحرب"، مضيفاً أن نتنياهو "يقوم حالياً بتنفيس الضغط الدولي وخصوصاً الأميركي، والضغط الداخلي، مرة بإرسال وفود التفاوض واقتراح أوراق جديدة بدون أي تغيير يذكر، ومرة أخرى بمحاولة توسيع الحرب وجرجرة الجميع لنار الحرب الإقليمية، وهو يشبه كثيراً نيرون الذي أحرق روما، وقال (نفسي نفسي وما بعدي الطوفان)".

في السياق، قال المساعد السابق لوزير الخارجية المصري، السفير رخا أحمد حسن، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنه كان هناك أمل في أن تسفر هذه الجولة من المحادثات في القاهرة بين الوسطاء (مصر وقطر والولايات المتحدة وممثلين عن إسرائيل والمقاومة الفلسطينية)، عن وقف لإطلاق النار قبل حلول عيد الفطر، للتخفيف عن سكان قطاع غزة من كوارث القتل والدمار والجوع والمرض نتيجة للعدوان والحصار الإسرائيلي على القطاع على مدى ستة أشهر، ولكن ثمة تعنت من الجانب الإسرائيلي الذي يصر على فرض شروطه على المقاومة الفلسطينية، خصوصاً منع النازحين من الرجال ما بين 15 إلى 50 عاماً من العودة مع أسرهم إلى مساكنهم في وسط وشمالي قطاع غزة، وخضوع العائدين للتفتيش المشدد للغاية من قبل مراكز تفتيش لقوات الاحتلال الإسرائيلية، ورفض أن يكون هناك وقف إطلاق نار دائم كما يطلب الجانب الفلسطيني، وهو ما يؤكد نية إسرائيل العودة إلى الحرب واجتياح رفح رغم كل التحذيرات من جانب مصر وأغلبية الدول الأوروبية والمجتمع الدولي من خطورة هذا الاجتياح العسكري الإسرائيلي، على سكانها والنازحين إليها".

الفجوة كبيرة في مفاوضات القاهرة

الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني يوسف الشرقاوي، يقول لـ"العربي الجديد، إن "المقاومة ترفض رفضاً قاطعاً عودة النازحين إلى مخيمات إيواء بدل منازلهم الأصلية، وهذه هي النقطة الأهم التي ستكون حجر الزاوية في نجاح مفاوضات وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب"، مشدداً في الوقت ذاته على أن "الجميع معني بجسر الفجوات، لكن نتنياهو لا يريد أن تكون يد المقاومة هي العليا، وكذلك المقاومة لا تريد لنتنياهو الأمر نفسه"، قائلاً إن "الاعتقاد بأن إسرائيل، بضغط أميركي، ستتخذ قرارات صعبة، مرده فشل تحقيق أهداف الحرب الإسرائيلية، وهو ما أدى إلى تغيير الموقف الأميركي، لكن بما أن أميركا شريكة إسرائيل الرئيسية في الحرب على غزة،  فقد يبدو أنها تضمر لغزة غير ما تعلن، ويجب أخذ ذلك دائماً بعين الاعتبار".

بدوره، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر في غزة مخيمر أبو سعدة، لـ"العربي الجديد": "أعتقد أن الفجوة لا تزال كبيرة، و"حماس" تطالب بالنقطة المهمة، وهي السماح للفلسطينيين بالعودة من الجنوب إلى الشمال، لأنه عملياً، مسألة الانسحاب الإسرائيلي من داخل المدن، تمت بالفعل، حيث انسحبت قوات جيش الاحتلال قبل أيام من منطقة خانيونس، والتواجد الإسرائيلي العسكري هو فقط في منطقة نتساريم وهي منطقة خالية من السكان، وبالتالي لن تكون هناك مشكلة في مسألة الانسحاب الإسرائيلي من المناطق المأهولة بالسكان".

وتابع أبو سعدة: "العثرة الأساسية الآن التي تتم حلحلتها، هي كيفية السماح لأعداد كبيرة من النازحين في الجنوب بالعودة إلى الشمال، وتقديري أنه يمكن أن تحدث انفراجة، من خلال الضغوط التي تمارس على إسرائيل، والضغوط التي تمارس على "حماس"، كي تحصل هدنة إنسانية على الأقل لمدة ستة أسابيع، وبعد ذلك يكون لكل حادث حديث، فإما تمديد هذه الهدنة أو انهيارها، ولكن أعتقد أن الولايات المتحدة الأميركية بحاجة إلى الهدنة الإنسانية من أجل تنفيس حالة الاستياء التي تسود داخلها، وحتى على المستوى الدولي، وكذلك نتنياهو يواجه ضغوطاً من أميركا ومن الشارع الإسرائيلي، وهذا يعني أننا ذاهبون باتجاه التوصل إلى هدنة إنسانية".