خاص | إيران تحذّر في رسائل لواشنطن من استهداف منشآتها النووية

خاص | إيران تحذّر في رسائل إلى الإدارة الأميركية عبر وسطاء من استهداف منشآتها النووية

18 ابريل 2024
فنيون في وحدة تحويل اليورانيوم بمدينة أصفهان قلب البرنامج النووي، 30 مارس 2005 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- إيران وجهت تحذيرات للإدارة الأميركية عبر وسطاء بشأن إعادة النظر في برنامجها النووي وتصعيد الوضع إذا استهدفت إسرائيل منشآتها النووية أو مصالحها في المنطقة.
- طهران حذرت من تداعيات تشديد العقوبات الأميركية والأوروبية، مؤكدة أنها قد تتخذ خطوات نووية متقدمة كرد فعل، واعتبرت الإدارة الأميركية شريكاً في أي عدوان إسرائيلي.
- قائد حماية المنشآت النووية الإيرانية أكد على الأمن الكامل لهذه المنشآت وجهوزية إيران للتصدي لأي تهديدات، مشيراً إلى استعدادها لضرب المنشآت النووية الإسرائيلية في حال تعرضت لهجمات.

إيران ستعيد النظر في برنامجها النووي إذا استهدفت إسرائيل منشآتها

التصعيد ليس وارداً في حسابات إيران إذا توقف الأمر عند هذا الحد

إيران حذرت الولايات المتحدة ودولا أوروبية من تشديد العقوبات عليها

كشفت مصادر إيرانية مطلعة لـ"العربي الجديد"، اليوم الخميس، عن فحوى رسائل جديدة وجّهتها إيران إلى الإدارة الأميركية عبر الوسطاء خلال الأيام الأخيرة. وقالت المصادر التي فضّلت عدم الكشف عن هويتها "من ضمن الرسائل التي أرسلتها إيران إلى واشنطن عبر الوسطاء أنها ستعيد النظر في برنامجها النووي إذا أراد الاحتلال الإسرائيلي استهداف منشآتها النووية".

وأضافت المصادر أن طهران وجهت، خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، رسائل إلى الجانب الأميركي أكثر شدة من قبل، مشيرة إلى أن الجانب الإيراني أكد أيضاً أن "التصعيد ليس وارداً في حسابات إيران إذا توقف الأمر عند هذا الحد، بعد الرد على استهداف السفارة في دمشق".

وأوضحت المصادر المطلعة، في حديثها إلى "العربي الجديد"، أن إيران حذرت من "خروج الوضع عن السيطرة في المنطقة"، حيث أبلغت الإدارة الأميركية عبر الوسطاء أنه "إذا نفّذت إسرائيل تهديدات بمهاجمة مصالحها في المنطقة أو داخل إيران، فإن ذلك سيقابل بردّ من شأنه أن يخرج الوضع عن السيطرة".

كما أكدت المصادر أن طهران حذرت الولايات المتحدة ودولاً أوروبية من التوجه نحو تشديد العقوبات عليها، مع تأكيدها أن التوجّه نحو فرض المزيد من العقوبات وتشديدها سيزيد من اتخاذ خطوات نووية، مثل رفع إنتاج اليورانيوم عالي التخصيب. وتابعت المصادر لـ"العربي الجديد" أن إيران أكدت أيضاً في رسائلها أن "الإدارة الأميركية تتحمّل مسؤولية أي عدوان إسرائيلي محتمل، ولا يمكنها التهرّب من ذلك".

وشدد الجانب الإيراني، وفق المصادر، على أن طهران "ستعتبر واشنطن شريكاً في أي تصرف عدواني إسرائيلي، وهذا سيعرّض المصالح الأميركية في المنطقة للخطر".

قائد حماية منشآت إيران النووية: قد نعيد النظر في عقيدتنا النووية

في الأثناء، أكد قائد قوة حماية أمن المنشآت النووية الإيرانية، العميد أحمد حق طلب، اليوم الخميس، رداً على التهديدات الإسرائيلية، أن هذه المنشآت "في أمن كامل"، محذراً من أن أي عدوان على المواقع النووية الإيرانية "يجعل من المحتمل إعادة النظر في العقيدة والسياسات النووية للجمهورية الإسلامية الإيرانية وتخطي الملاحظات المعلنة السابقة".

وأوضح القائد العسكري الإيراني، وفق ما أوردت وكالة سباه نيوز التابعة للحرس الثوري الإيراني، أن التهديدات الإسرائيلية بضرب المنشآت النووية الإيرانية "ليست جديدة"، مشيراً إلى أن "الكيان الصهيوني المزور بالإضافة إلى تهديداته، قام بأعمال تخريبية وإرهابية ضد الصناعة النووية الإيرانية".

وأكد حق طلب جهوزية إيران للتصدي للتهديدات ضد منشآتها النووية، قائلاً إن "المواقع النووية للكيان الصهيوني معروفة لدينا، وثمة معلومات لازمة عن جميع الأهداف في حوزتنا". وشدد قائد حماية أمن المنشآت النووية الإيرانية على أن "الأيادي (الإيرانية) على زناد الصواريخ القوية لتدمير تلك الأهداف"، متوعداً بضرب المنشآت النووية الإسرائيلية إذا ما تعرضت المنشآت النووية الإيرانية لهجمات.

وللمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي القول الفصل في برنامج طهران النووي الذي يشتبه الغرب في أن إيران ستستخدمه في أغراض عسكرية. وقال خامنئي في مناسبات عديدة إن طهران لم تسع قط إلى صنع أو استخدام أسلحة نووية، لأن الدين يحرم ذلك.

وعلى الرغم من عدم صدور أي موقف لمسؤول رسمي إسرائيلي يدعو علناً إلى استهداف المنشآت النووية كردّ على الهجمات الإيرانية، إلا أن جنرالات احتياط ومسؤولين في  جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) دعوا، في الأيام الأخيرة، إلى هذا الخيار. من بينهم الجنرال احتياط يفتاح رون والجنرال يعقوب نيغال.

ونقل موقع "كول حاي" العبري، عن رون قوله "يجب ألا نعود إلى المفهوم القائل بأنه إذا لم يحدث أي ضرر فلا يتعيّن علينا الرد. نحن بحاجة إلى استعادة الردع. كذلك، علينا أن نوضح للمواطنين الإيرانيين أن نظامهم لا يستطيع حمايتهم. يجب أن تحترق حقول النفط، ويجب أن تتوقف الكهرباء، ويجب أن نلحق الضرر بجزء على الأقل من المنظومة النووية".

وقال الجنرال احتياط نيغال، بحسب ما نقله موقع "والاه" العبري، "لقد اعترضت المنظومة (الدفاعية) أكثر من 90% من التهديدات، وهذه الحقيقة يجب ألا تقلل ولو ذرة من الثمن (الذي ستدفعه إيران). نحتاج هنا إلى رد قوي ضد إيران، على الأراضي الإيرانية، وبعدة طرق، على الأقل في ثلاثة جوانب مختلفة. نحن بحاجة إلى مهاجمة البنى التحتية التي هاجمتنا، والصناعات التي صنعت المُسيّرات، والمستودعات. وثانياً، يجب استغلال الفرصة التي لن تتكرر، لمهاجمة منشآت في البنية التحتية الإيرانية أيضاً، ليس للتأثير على سعر النفط، ولكن لإظهار أنه يمكننا كذلك مهاجمة الغاز والنقل والنفط، كما يجب مهاجمة المنشآت النووية ورموز النظام".

وذكرت صحيفة معاريف، أن يوسي بيلطي، وهو مسؤول رفيع سابق في جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) وفي وزارة الأمن، قال في حديث لقناة سكاي نيوز، إن ضرب المنشآت النووية الإيرانية موجود ضمن احتمالات الرد الإسرائيلي. وسئل بيلطي خلال المقابلة إن كانت إسرائيل سترد، فأجاب: "لا شك، كل شيء مطروح الآن". وسُئل إن كان ذلك يشمل ضرب المنشآت النووية، ليرد "يشمل كل شيء".

وكان البيت الأبيض قد أكد، أمس الأربعاء، أن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات على إيران، على خلفية هجومها على إسرائيل بعشرات الصواريخ والطائرات المسيّرة، رداً على استهداف قنصليتها في دمشق بغارة أدت إلى مقتل ضابط بارز في الحرس الثوري ونائبه وآخرين. وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إن أميركا "ستفرض عقوبات على برنامج الصواريخ والطائرات المسيّرة الإيراني في غضون أيام، وأتوقع أن يفرض حلفاؤنا وشركاؤنا عقوبات أيضاً قريباً".

وأوضح سوليفان، في بيان، أن العقوبات "ستشمل برنامج الصواريخ والطائرات المسيّرة الإيراني، وكيانات تدعم الحرس الثوري ووزارة الدفاع"، مشدداً على أنه "نواصل تعزيز تكامل أنظمة الدفاع الجوي والصاروخي والإنذار المبكر في الشرق الأوسط، لتقويض فاعلية قدرات الصواريخ والطائرات المسيّرة الإيرانية".