جدل ألماني بشأن مالي إثر إصابة جنود في هجوم انتحاري

جدل ألماني بشأن مالي إثر إصابة جنود في هجوم انتحاري

05 يوليو 2021
بعثة "مينوسما" باتت لها مهام كثيرة (سيلو/ فرانس برس)
+ الخط -

بعد الهجوم الانتحاري قبل عدة أيام على دورية للجنود الألمان العاملين ضمن مهمة "مينوسما" لدعم عملية السلام في مالي، الذي أسفر عن إصابة 12 جنديا بينهم ثلاثة جروحهم خطرة، برزت مواقف تطالب بضرورة تقييم الوضع وإعادة النظر بطبيعة وآلية عمل البعثة التابعة للأمم المتحدة.

وخلال اجتماع عقد أخيرا للجنة الدفاع في البرلمان الألماني، لم تسلم وزيرة الدفاع أنغريت كرامب كارنبور من الانتقادات بسبب غيابها عن الاجتماع، الذي خصص لمناقشة عمل القوة هناك وسبل منع استهداف الجنود، لوجودها في زيارة عمل لأميركا.

واعتبر رئيس كتلة اليسار، ألكسندر نيو، أن عدم حضور الوزيرة تهرب من المسؤولية السياسية. وقامت كرامب كارنبور نهاية الأسبوع الماضي، بزيارة المعسكر الميداني للبعثة الأممية في مدينة غاو المالية لمعاينة الوضع عن قرب، وتقديم الدعم لجنود بلادها وباقي العناصر من الجنسيات المختلفة المؤلفة من 13 ألف جندي.

وفي تصريح أدلت به لموقع "دوتشلاند فونك"، قالت وزيرة الدفاع إنه ينبغي صياغة أهداف سياسية واقعية وإعادة تنظيم المهمة لتحقيق الاستقرار في مالي، دون أن تنسى التشديد على أهمية وجود قوات على الأرض لدعم عملية المصالحة بمالي، وكذا تفادي سيناريو وقوع منطقة الساحل بأكملها في يد التنظيمات المتطرفة والجماعات الإجرامية.

وتشهد مالي تدهوراً للوضع الأمني في ظل تزايد الهجمات المسلحة على البعثة الأممية، وغياب الاستقرار السياسي بعد أن قام الجيش بتنفيذ انقلاب ضد الحكومة للمرة الثانية خلال تسعة أشهر، وتأثير ذلك على منطقة الساحل بأكملها. وتشارك ألمانيا في "مينوسما" منذ العام 2013 بحوالي 900 جندي.

واعتبر الخبير في مجموعة الأزمات الدولية التابعة للأمم المتحدة، ريتشارد غوان، في حديث مع صحيفة "فرانكفورتر ألغماينه"، أخيراً أن مهام البعثة باتت أكثر تطلبا على مر السنين، مستحضراً كمثال على ذلك إضافة حماية المرأة كعنصر أساسي ضد أهدافها.
وتابع قائلا "حتى إن حماية التراث الثقافي لمالي باتت جزءا من مهامها (مينوسما)، ولسوء الحظ فإن الإمكانات الحقيقية لقوة حفظ السلام بعيدة كل البعد عن ذلك، لا سيما في منطقة غير مستقرة مثل منطقة الساحل".

وأشار غوان إلى أنه "من المعروف أن مجلس الأمن حدد في العام 2015 المهام ذات الأولوية للبعثة وهي تحقيق الاستقرار واستعادة السلطة وحماية المدنيين وتعزيز حقوق الإنسان وتقديم المساعدات الإنسانية"، مشدداً على أنه "لم تكن عمليات مكافحة الإرهاب جزءا من التفويض".

وفي السياق ذاته، بينت "فرانكفورتر ألغماينه"، أنه تم تسليط الضوء على اتساع الهوة بين المأمول والواقع فيما يخص بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، كما هو الحال في مالي، من خلال دراسة لم تنشر بعد لمؤسسة برلين للعلوم والسياسة، تطرقت لمشاركة ألمانيا في مهمة "مينوسما".

ونقلت الصحيفة عن الباحث ماركوس كايم، الذي يشتغل لفائدة المؤسسة، قوله إن "الالتزام الدولي في مالي تطور إلى حرب عصابات شاقة، لا تلوح في الأفق نهاية لها"، مشيراً إلى وثائق داخلية للحكومة الفيدرالية الألمانية، تؤكد أن الأطراف المتنازعة ليس لديها سبب لتقديم تنازلات حقيقية. وأضاف أن جميع الفئات في البلاد تستفيد من الوضع الراهن ووجود قوات الأمن الدولية.

وبحسب كايم فإن الوضع الأمني يزداد سوءا وبخاصة في الشمال، حيث يتمتع المسلحون بحرية كاملة في الحركة وأنشأوا هياكلهم الإدارية هناك، مشيراً إلى أن ذلك لا يؤثر على مالي فحسب، وإنما على البلدان المجاورة مثل النيجر وبوركينا فاسو.