تواصل الاستقطاب لتجنيد أبناء العشائر وهجمات في دير الزور شرقي سورية

تواصل الاستقطاب لتجنيد أبناء العشائر.. وهجمات في دير الزور شرقي سورية

24 ابريل 2023
المليشيات الإيرانية تواصل التجنيد بصفوفها (أرشيف/ أحمد الربيعي/ فرانس برس)
+ الخط -

قتل عنصران ضمن المليشيات التابعة لـ"الحرس الثوري" الإيراني في دير الزور، شرقي سورية، تزامناً مع حملتي استقطاب لأبناء العشائر من أجل التجنيد، الأولى ضمن مليشيا "فاطميون" التابعة لإيران، والثانية لقوات النظام تحت مسمى "جيش البوسرايا" بذريعة مواجهة خطر تنظيم "داعش" الإرهابي.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، شريطة عدم ذكر اسمها لدواع أمنية، إن سوريين من المليشيات التابعة لإيران قتلا في بلدة محكان بإطلاق نار من مجهولين، ووجدا مرميين في البلدة مساء أمس.

وقال "المرصد السوري لحقوق الإنسان" إن العنصرين قتلا بهجوم لمسلحين يستقلون دراجة نارية خلال وجودهما بالقرب من دوار السوق في محكان، مضيفا أن البلدة شهدت استنفارا لعناصر المليشيات الإيرانية، وسط تدقيق في هويات المارة وملاحقة الدراجات النارية القريبة من موقع الاستهداف.

وفي غضون ذلك، وقعت اشتباكات بين عناصر من مليشيا "أسود الشرقية" التابعة لفرع الأمن العسكري، وعناصر من مليشيات "الدفاع الوطني" في حي طب الجورة بمدينة دير الزور، حيث أصيب عنصران من كل طرف بجروح. وذكرت مصادر محلية أن الاشتباك جاء على خلفية مداهمة عنصر من "الدفاع الوطني" ومحاولة اعتقاله في منطقة مسجد التوبة بشارع الوادي، فيما توقفت الاشتباكات بعد تهديدات من ضباط النظام دون اعتقال المطلوب.

وشهدت المدينة سابقا اشتباكات مماثلة على خلفية صراع على النفوذ والتجارة بين فروع الأمن والمليشيات المسلحة المدعومة من النظام أو من "الحرس الثوري" الإيراني. ويأتي ذلك في ظل استمرار إيران والنظام بعمليات استقطاب أبناء العشائر للتجنيد في صفوف المليشيات عن طريق التهديد الأمني والإغراء المالي.

من جهة أخرى، أكدت مصادر محلية أن وجهاء وشيوخاً من دير الزور من عشيرة البوسرايا التابعة لقبيلة العقيدات اجتمعوا، الأسبوع الماضي، عدة مرات، بهدف زيادة وتيرة التجنيد ضمن مليشيات النظام السوري، وخاصة "الدفاع الوطني"، مع وضع مقترح بتشكيل "جيش البوسرايا" تحت هدف "حماية القبيلة من خطر تنظيم داعش" وخاصة بعد مقتل عدد كبير من أبناء القبيلة في هجمات منسوبة للتنظيم منذ بداية العام الجاري في ريف دير الزور الغربي.

وذكرت المصادر أن الهدف المعلن من تشكيل هذه المليشيا هو "دعم قوات النظام السوري في مواجهة خطر داعش لحماية القبائل والعشائر"، حيث يتلقى المجندون فيه رواتب ودعما بالسلاح من "الدفاع الوطني". ومن أبرز المروجين للفكرة، بحسب المصادر، المدعو مهنا الفياض، وهو من وجهاء البوسرايا، بدعم من فراس الجهام، وهو قائد مليشيا "الدفاع الوطني" في دير الزور.

في مقابل ذلك، قال "المرصد السوري لحقوق الإنسان" إن مليشيا "لواء فاطميون" الأفغانية التابعة لـ"الحرس الثوري" الإيراني فتحت باب الانتساب لصفوفها عن طريق مكتب بمدينة دير الزور، مضيفا أن ذلك حصل بعد الانتهاء من تدريب 35 عنصرا من حملة الشهادات الجامعية والثانوية على الحرب الإلكترونية وتفكيك وزرع ألغام في معسكر في ريف دير الزور الغربي. وذكر المرصد أن المليشيا ستمنح راتبا شهريا مقداره 200 دولار أميركي لمن ينضم إليها.

وبحسب المصدر، يتولى شيخ قبيلة البكارة نواف راغب البشير مهمة فتح باب الانتساب واستقطاب الشباب لصفوف المليشيات في مدينة دير الزور.

وكانت المليشيات المدعومة من إيران قد بدأت في نهاية الأسبوع الماضي بتوزيع أموال تحت مسمى "العيدية" على عائلات في البوكمال، حيث استهدفت بالدرجة الأولى ذوي قتلى عناصرها. وبحسب مصادر، كانت الغاية من هذه الخطوة إقناع هذه العائلات بأنها لن تتركها، وستواصل دعمها بالمال، وهو ما يدفع بمزيد من الشبان للالتحاق بها بهدف الحصول على المال، تزامنا مع استمرار حملات التجنيد.

منشورات إسرائيلية تهدد النظام

من جانب آخر، قال الناشط أبو محمد الحوراني لـ"العربي الجديد"، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي ألقى منشورات ورقية فوق منطقة حضر في محافظة القنيطرة، جنوب غرب سورية، حذر فيها قوات النظام من قياديين وعناصر من مغبة التعاون مع "حزب الله" اللبناني.

والليلة الماضية، قالت صحيفة "الوطن" المحسوبة على النظام إن عدوانا إسرائيليا وقع على مواقع غرب بلدة حضر بريف القنيطرة الشمالي وعلى موقع قرص النفل بحوالي 20 قذيفة صاروخية.

وفي هذا الشأن، قال موقع "تجمع أحرار حوران" المحلي إن القصف الإسرائيلي بالمدفعية الثقيلة استهدف نقاطا عسكرية لقوات النظام و"حزب الله" اللبناني شمالي القنيطرة وتلة قرص النفل غرب بلدة حضر في ريف القنيطرة.

إلى ذلك، قتل شخص اليوم إثر هجوم في ريف درعا الغربي، جنوب سورية، وقال الحوراني إن مجهولين يستقلون دراجة نارية هاجموا المدعو وسيم كمال الغزاوي في بلدة اليادودة، ما أدى إلى مقتله على الفور، فيما هرب المهاجمون إلى جهة مجهولة. وأضاف أن القتيل يعمل في تجارة المخدرات بحسب أهل البلدة.

وذكر أن الغزاوي كان قبل صيف 2018 يعمل في حي المحطة بمدينة درعا مع فصائل تابعة للمعارضة، وبعد المصالحة والتسوية مع النظام تطوع في "الفرقة الرابعة" التابعة لقوات النظام، حيث منحته هذه الخطوة فرصة البقاء في درعا والعمل في تجارة المخدرات.