تقدير إسرائيلي يدعو حكومة الاحتلال للتوسط بين أرمينيا وأذربيجان

تقدير إسرائيلي يدعو حكومة الاحتلال للتوسط بين أرمينيا وأذربيجان... وتسليحهما

16 ديسمبر 2020
الدعوة لمنع إيران من استغلال المواجهة مع أذربيجان وتعزيز حضورها في المنطقة (فرانس برس)
+ الخط -

دعا "مركز بيغن السادات للدراسات الاستراتيجية"، التابع لجامعة "بار إيلان"، ثاني أكبر الجامعات الإسرائيلية، دائرة صنع القرار في إسرائيل لإحداث توازن على علاقتها في القوقاز، عبر عدم الاكتفاء بالحفاظ على نمط علاقاتها الوثيقة الحالي مع أذربيجان، ومحاولة بناء الجسور أيضاً مع أرمينيا، لمنع إيران من استغلال المواجهة مع أذربيجان وتعزيز حضورها في المنطقة.

وفي تقدير أعدّه الباحث ديمتري شوفنتسكي، ونشر اليوم الأربعاء، حثّ المركز الحكومة الإسرائيلية على اعتماد مقاربة جديدة في العلاقة مع القوقاز، تقوم على محاولة التوسط بين أرمينيا وأذربيجان و"إحلال السلام" بينهما لتقليص حاجة كل منهما للدور التركي والإيراني.

وتشمل الوصفة، التي قدمها المركز لإحداث التوازن في العلاقة مع كل من أذربيجان وأرمينيا، قيام إسرائيل بتزويد الأخيرة بسلاح نوعي ومتقدّم، مثل السلاح التي تحصل عليه أذربيجان، على اعتبار أن هذه الخطوة ستدفع الدولتين لإنهاء الصراع بينهما، لأن كلّاً منهما سيفقد عندها تفوقه النوعي.

ووفق المنطق الذي يستند إليه معدّ التقدير، فإن تزويد إسرائيل كل من أرمينيا وأذربيجان بمنظومات سلاح متطورة يمكنها من أداء دور "صانع السلام" بين الدولتين.

ورأى المركز أنه ليس من مصلحة إسرائيل أن يسمح النزاع بين باكو ويريفان لأنقرة بموضع قدم في أذربيجان، على اعتبار أن تركيا باتت تمثل "خصماً جيوبوليتياً"، من خلال عملها بشكل حثيث ضد المصالح الاستراتيجية لإسرائيل، لا سيما من خلال التنافس على احتياطات الغاز في حوض المتوسط، وإسناد حركة المقاومة الفلسطينية "حماس"، واستهداف الأكراد "حلفاء إسرائيل"، إلى جانب أن السماح لتركيا بموطن قدم في أذربيجان قد يقود إلى "أسلمتها"، بحسب التوصيفات التي استخدمها.

تشمل الوصفة، التي قدمها المركز لإحداث التوازن في العلاقة مع كل من أذربيجان وأرمينيا، قيام إسرائيل بتزويد الأخيرة بسلاح نوعي ومتقدم، مثل السلاح التي تحصل عليه أذربيجان، على اعتبار أن هذه الخطوة ستدفع الدولتين لإنهاء الصراع بينهما، لأن كلا منهما سيفقد عندها تفوقه النوعي

 

ولا يقتصر التحوّل على موازين القوى في القوقاز في حال تمكنت إسرائيل من لعب دور في حل الصراع الأذري الأرميني في المس بمكانة تركيا وإيران وروسيا فقط في المنطقة، بل يؤسس لمنح دور أكبر لحلفاء إسرائيل في الغرب، لا سيما الولايات المتحدة وفرنسا، كما يرى المركز.

وأشار إلى أن العلاقة مع أذربيجان تكتسب أهمية استراتيجية بالنسبة لإسرائيل، على اعتبار أنها متطلب من متطلبات أمنها الإقليمي؛ إذ أشار إلى أنه من المهم أن تحافظ إسرائيل على العلاقة مع باكو، التي تخضع لحكم "شمولي علماني"، على الرغم من أن جميع المواطنين ينتمون إلى المذهب الشيعي، فضلاً عن أن التقارب مع تركيا لم يحل دون تبنيها سياسات خارجية مستقلة عن أنقرة.

ولفت إلى أن أذربيجان تشتري منظومات تسليحية من إسرائيل، فضلاً عن أنها تعدّ مزود النفط الرئيس لإسرائيل.

وأكثر من ذلك، يشير المركز إلى أن أذربيجان ترى في إيران "تهديداً جيوبوليتياً"، وهذا يفسر التقارير التي تحدثت عن أنها سمحت لإسرائيل باستخدام أراضيها في تنفيذ عمليات استخبارية استهدفت طهران وشن غارات جوية ضدها.

وأبرز المركز حقيقة أن ما سمّاه بـ"الدكتاتور في باكو" لم يتردد في الإشادة بدور اليهود في التاريخ الأذري، مشيراً إلى أن أذربيجان، مثل أرمينيا، تصوّت ضد إسرائيل في المحافل الدولية.

إلى جانب ذلك، فإن إيران، التي تعي خطورة وجود أقلية عرقية أذرية على أراضيها، قامت بتعزيز علاقاتها مع أرمينيا.

 

وأوضح المركز أن تدشين علاقات مع أرمينيا ممكن بسبب العديد من "القواسم المشتركة" بين اليهود والشعب الأرمني؛ علاوة على أن القانون الدولي ينظر إلى أرمينيا وإسرائيل كدولتي احتلال بسبب احتلال الضفة الغربية وإقليم "ناغورنو كارباخ".

وحسب التقدير، فإن الأحداث التاريخية حالت دون تشكل "التحالف الطبيعي" بين إسرائيل وأرمينيا، التي اضطرت إلى الاعتماد في بقائها الاقتصادي على التبادل التجاري مع كل من روسيا وإيران. واسترجع معد التقرير العلاقة الوثيقة التي كانت قائمة بين إسرائيل وتركيا، وأنها حالت دون اعتراف تل أبيب بما وصفها بـ"الإبادة" التي تعرض لها الشعب الأرمني على أيدي الدولة العثمانية. وقد أدت علاقة أرمينيا الوثيقة بإيران والعلاقة التي كانت تربط إسرائيل بتركيا إلى تكريس انعدام ثقة بين تل أبيب ويريفان، وهو ما انعكس على دعم أرمينيا مشاريع القرار ضد إسرائيل في المنظمات الدولية، في حين أن الأرمن الذين يعيشون في الدول العربية لم يترددوا في دعم المقاومة الفلسطينية، كما ذكر التقدير.

المساهمون