تعز اليمنية.. قذائف الحوثيين تؤرق السكان في أحياء المدينة المحاصرة

تعز اليمنية.. قذائف الحوثيين تؤرق السكان في أحياء المدينة المحاصرة

04 نوفمبر 2020
(Getty)
+ الخط -

عادت قذائف المدفعية التي تطلقها جماعة الحوثيين على أحياء تعز، جنوب غربي اليمن، لتهدد حياة آلاف السكان بالمدينة المحاصرة منذ 5 سنوات، بعد أشهر من الهدوء النسبي وعودة النازحين لمنازلهم التي هُجرت منتصف 2015.  

ومنذ نحو 3 سنوات، دخلت جبهات القتال في مدينة تعز التي تتقاسم القوات الحكومية الموالية للشرعية وجماعة الحوثيين السيطرة على رقعتها الجغرافية، في مرحلة جمود شبه تامة، بعد أن اقتصرت المواجهات على تبادل متقطع للقصف المدفعي دون نوايا كل طرف للتوغل في منطقة الخصم الآخر.  

ومنتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بدأ شبح الأيام الأولى للحرب يهدد آلاف المدنيين بموجة عنف وشتات جديدة، مع تجدد المعارك بين القوات الحكومية والحوثيين في مناطق التماس الشمالية والشرقية لمدينة تعز. 

وطاولت القذائف الحوثية، التي يقول حقوقيون إنها تسقط بشكل عشوائي، عددا من الأحياء المكتظة بالسكان في مدينة تعز، وهو ما أسفر عن سقوط أكثر من 40 مدنيا بين قتيل وجريح، خلال 3 أسابيع، فضلا عن موجة جديدة من النزوح القسري. 

وكان حي "جامع الخير"، شرقي مدينة تعز، عرضة لعدد من القذائف الحوثية، اليوم الأربعاء، فضلا عن حيَي وادي صالة والكمب، والمناطق الشمالية من حيَي الروضة وكلابة، وفقا لشهود عيان تحدثوا لـ"العربي الجديد".  

وذكرت المصادر، أن القصف الحوثي على حي جامع الخير أسفر عن إصابة 5 أطفال، بينهم 3 أشقاء بجروح خطيرة، أثناء عودتهم من المدرسة، فيما أعلنت منظمة أطباء بلا حدود الدولية، أنها عالجت 3 أطفال، وأن عدد الجرحى قد يكون أكبر من ذلك.  

وذكرت المنظمة، في تدوينة على "تويتر": "تواصل اليوم القصف الأرضي على مناطق مدنية  في مدينة تعز، وأصيب 3 أطفال دون سن العاشرة وعولجوا في مستشفى الثورة المدعوم من أطباء بلا حدود، بينهم طفلة عمرها 6 أعوام، وقد يكون عدد الجرحى أكبر من ذلك". 

ولم تكشف المنظمة عن هوية الجهة التي تقف وراء القصف الأرضي على المناطق المدنية، لكن مستشفى الثورة العام الذي تدعمه يقع في نطاق المناطق الخاضعة للحكومة الشرعية، وهو ما يعني أن الهجمات جاءت من مناطق الحوثيين.  

وجددت المنظمة الإنسانية دعوتها للمجموعات المسلحة للالتزام بالقانون الإنساني الدولي، واتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة لتجنب إصابة المدنيين. 

وقال عبدالمجيد الصلوي، وهو من سكان حي الجحملية، شرق مدينة تعز، لـ"العربي الجديد"، إن "القذائف الحوثية أجبرت المدارس الواقعة بالقرب من مناطق التماس بالجحملية وصالة وزيد الموشكي، على إجلاء الطلاب بشكل مبكر لليوم السادس على التوالي خشية على حياتهم، وخصوصا بعد إعلان إصابة 3 طلاب".  

وأضاف: "غالبية القذائف تسقط على مبانٍ سكنية مهجورة، ويبدو أن الهدف من القصف هو نشر الرعب في أوساط الناس وإجبارهم على النزوح مجددا، لكن هناك عدداً من القذائف التي تسقط وسط الأحياء، وخلال أيام تعرض أطفالنا لإصابات قاتلة".  

وكانت جماعة الحوثيين قد استهدفت، الأيام الماضية، عيادة الأمل لعلاج مرضى السرطان في مدينة تعز بالأسلحة الثقيلة، وهو ما أدى إلى إصابة أحد العاملين في المستشفى، وفقا لبيان سابق لمنظمة أطباء بلا حدود.  

وقال كريغ كنزي، وهو منسق مشروع مدينة تعز في المنظمة الدولية، إنه تم نقل المرضى في عيادة الأمل في أعقاب القصف، إلى مرفق صحي مجاور للأمومة والطفولة في منطقة أقل خطورة وأكثر حماية، فيما غادر عدد من المرضى دون تلقي العلاج، بحثا عن الأمان.  

وأعرب المسؤول الدولي عن صدمته مما يحدث، وأضاف: "لا أستطيع تخيّل أن تضطر للاختيار بين البقاء أو المخاطرة بالخروج والذهاب إلى مستشفى آخر، عندما تكون هناك قذائف تتساقط في الخارج وأنت على وشك الولادة، أو حمل طفلك حديث الولادة بين ذراعيك". 

ودأبت وسائل إعلام حوثية على الإعلان أن القصف الصادر من قبل قواتهم على الأحياء السكنية وسط المدينة، يأتي للرد على مصادر نيران أطلقتها القوات الحكومية الموالية للشرعية، لكن حقوقيين يقولون إن قذائف اليوم الأربعاء، تساقطت في أوقات لم تكن تشهد اشتباكات.  

وقالت إشراق المقطري، وهي عضو اللجنة الوطنية للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان باليمن: "منذ الصباح وحتى وقت سقوط القذيفة، وبعده، لم تكن هناك أي اشتباكات، ولم تُسمع في المدينة حتى طلقة رصاص". 

وأضافت الحقوقية اليمنية، في تغريدة على "تويتر": "اللجنة الوطنية للتحقيق كانت تقوم بالنزول والمعاينة  بمناطق قريبة من خطوط التماس، في صالة وأبعر، ولا توجد أي معارك أو غيرها، وفجأة تسقط قذيفة من الاتجاه الحوثي على تجمع سكني في الكمب".