تظاهرات ليلية ضد "تحرير الشام" شمالي سورية

تظاهرات ليلية ضد "تحرير الشام" شمالي سورية

18 مايو 2023
من تظاهرات سابقة ضد "هيئة تحرير الشام" (العربي الجديد)
+ الخط -

شهدت عدة بلدات وقرى في ريفي حلب وإدلب، ضمن مناطق سيطرة المعارضة السورية شمال غربي سورية، تظاهرات، الليلة الماضية، ضد "هيئة تحرير الشام"، فيما اعتقل جهاز "الشرطة المدنية" التابع لـ"الحكومة السورية المؤقتة" عائلة نازحة من ريف محافظة حماة واعتدى عليها بالضرب.

وقالت مصادر محلية من أبناء ريف إدلب، لـ"العربي الجديد"، إن بلدتي كللي وأطمة وتجمع مخيمات تل الكرامة، وبلدة السحارة، بريف حلب الغربي، وبلدتي وحريتان، وكفرة أعزاز، بريف حلب الشمالي، ومدينة الباب بريف حلب الشرقي، شهدت تظاهرات ليل أمس الأربعاء، نددت بممارسات "هيئة تحرير الشام" في منطقة إدلب، وطالبت بالإفراج عن المعتقلين.

وبينت المصادر أن بعض التظاهرات في منطقة إدلب هي لمناصري وعائلات منتسبي "حزب التحرير"، الذين بدأت "تحرير الشام" حملة أمنية ضد بعضهم قبل أسبوعين.

وشهدت بلدة عرب سعيد بريف إدلب الغربي كتابات على الجدران تشدد على "طوفان الثورة القادم". وجاء في الشعارات المكتوبة أن "الجولاني عدو الثورة"، مع توجيه دعوات للتظاهر في البلدة ضد الهيئة.

وكان "جهاز الأمن العام"، الذراع الأمنية لـ"هيئة تحرير الشام"، قد اعتقل، يوم الثلاثاء الفائت، الشاب أيهم علولو، وهو ابن عم الناشط الإعلامي علي علولو الذي اعتقلته الهيئة في 10 مايو/ أيار الجاري في بلدة كللي بريف إدلب الشمالي، شمال غربي البلاد.

كما اعتقل "جهاز الأمن العام" القيادي العسكري في "جيش النخبة" المنتشر على محاور القتال ضد النظام السوري في منطقة جبل الزاوية، ويس أبو حسين، والقيادي العسكري يزيد بشكاوي، المنحدر من بلدة معرة حرمة، والعامل ضمن صفوف فصيل "فرقة الحمزة" التابعة لـ"الجيش الوطني السوري"، يوم الثلاثاء الفائت، لأسباب مجهولة حتى اللحظة.

وفي السابع من مايو/ أيار الجاري، قُتل عنصر من "جهاز الأمن العام" إثر اندلاع اشتباكات بين منتسبين لـ"حزب التحرير" وعناصر من جهاز الأمن في منطقة دير حسان، على الحدود السورية - التركية، شمالي محافظة إدلب، وذلك عقب اعتقال الهيئة نحو 20 شخصاً من منتسبي الحزب في عدة مناطق من ريف محافظة إدلب، بينهم مسؤول المكتب الإعلامي للحزب.

وبحسب ما صرح به المتحدث الرسمي باسم "جهاز الأمن العام" ضياء الدين عمر حينها، فإن "الحملة الأمنية نُفذت ضد شرذمة من العابثين بأمن المناطق المحررة، والمحرضين ضد رموز الثورة السورية ومؤسساتها المدنية والعسكرية، بناءً على أمر قضائي صادر عن النيابة الأمنية العامة"، وفق بيان وزعته الهيئة على وسائل الإعلام المحلية.

"الشرطة المدنية" تعتدي على عائلة نازحة

في غضون ذلك، اعتقل جهاز "الشرطة المدنية" التابع لـ"الحكومة السورية المؤقتة" عائلة نازحة من ريف محافظة حماة، واعتدى عليها بالضرب.

وقالت مصادر محلية من ريف محافظة حماة، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن دورية أمنية تابعة للجهاز اعتقلت، يوم أمس الأربعاء، عائلة نازحة من مدينة مورك بريف حماة الشمالي، واعتدت على أفرادها بالضرب أثناء محاولة إخلاء خيمة ضمن حوش أحد المنازل في مدينة أعزاز بريف حلب الشمالي، شمالي البلاد.

وأكدت المصادر أن الشرطة اعتقلت سيدة وبناتها الأربع، من بينهن طالبتان جامعيتان (طب وصيدلة) لديهما امتحانات اليوم الخميس، وفتى، بعد الاعتداء عليهم بالضرب من قبل العناصر، وذلك لإجبارهم على إخلاء الخيمة، بعدما قدم صاحب المنزل المُقيم في مناطق سيطرة النظام السوري شكوى ضد العائلة بعد رفضها إخلاء المنزل.

الشرطة اعتقلت سيدة وبناتها الأربع، من بينهن طالبتان جامعيتان، وفتى

وأشارت إلى أن الشرطة أطلقت سراح العائلة عند الساعة الواحدة فجر اليوم الخميس، بعد ضغوط من فصائل الفيلق الثالث العاملة تحت مظلة الجيش الوطني السوري.

وادعت الشرطة أن أفراد العائلة رشقوا الدورية بالحجارة وتضررت سيارة وأصيب عدد من العناصر، وبناء على ذلك، جرى اعتقالهم بموجب طلب من النيابة، فيما أكدت مصادر مُطلعة لـ"العربي الجديد"، رفضت الكشف عن اسمها لأسباب أمنية، أن "الشرطة المدنية تريد الاستيلاء على المنزل بهدف جعله مقرا عسكريا لصالح مجموعة عسكرية تعمل ضمن (تجمع الشهباء)، وحُرّكت الدعوى عن طريق وكيل صاحب المنزل".

وتشهد مناطق سيطرة "الجيش الوطني السوري"، شمالي البلاد، انتهاكات بين الفينة والأخرى في حق الأهالي المُقيمين في المنطقة، من دون ضبط السلوك الأمني، سواء لعناصر الفصائل العسكرية أم الشرطة.

وكان عناصر "الشرطة المدنية" قد اعتدوا بالضرب على الناشط الحقوقي إبراهيم عبد اللطيف النجار، وهو عضو في "نقابة المحامين الأحرار" (فرع حلب)، في الرابع من مايو/ أيار الجاري، وذلك في بلدة أخترين بريف حلب الشمالي. وحينها أدان "اتحاد الإعلاميين السوريين" في بيانٍ له الاعتداء، وطالب بمحاسبة المتورطين، وتأديب عناصر الشرطة العاملين في المنطقة، وتحسين تعاملهم مع الأهالي.

مقتل مدني بهجوم مُسلح غربي محافظة درعا

إلى ذلك، وفي جنوب البلاد، قُتل شخصٌ مدني، اليوم الخميس، بعد استهدافه من قبل مُسلحين مجهولين في ريف محافظة درعا، جنوبي سورية.

وقال الناشط أبو البراء الحوراني، وهو عضو في "تجمّع أحرار حوران"، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن الشاب عبادة محمد خير أبو الثلاثات قُتل إثر استهدافه بإطلاق نار من قبل مُسلحين مجهولين في مدينة طفس غربي محافظة درعا، مؤكداً أن الثلاثات مدني ولا ينتمي لأي جهة عسكرية.

وكان اللواء أحمد العقدة"، القائد السابق لـ"الفرقة التاسعة" في جيش النظام السوري المتمركزة في مدينة الصنمين بريف محافظة درعا الشمالي، جنوبي البلاد، قد توفي خلال الـ24 ساعة الماضية في ظروف غامضة، حيث جرى نعيه من قبل صفحات موالية للنظام.

من جهة أخرى، أعلنت وزارة الدفاع التركية، في بيانٍ لها اليوم الخميس، أن القوات المُسلحة التركية تمكنت من "تحييد 5 إرهابيين من حزب العمال الكردستاني (PKK) ووحدات حماية الشعب (YPG)، الذين كانوا يستعدون للهجوم عن طريق حفر نفق في منطقة نبع السلام شمالي سورية".

وأكدت مصادر من "الجيش الوطني السوري"، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن خمسة عُمال يتبعون لقوات "قسد" وقعوا بين قتيل وجريح، إثر استهدافهم من جانب مدفعية الجيش التركي والجيش الوطني المتمركزة ضمن منطقة "نبع السلام" أثناء مشاركتهم في حفر خندق في منطقة عين عيسى بريف محافظة الرقة الشمالي.

المساهمون