تشييع جثامين ستة شهداء في الضفة الغربية

آلاف الفلسطينيين يشيعون جثامين ستة شهداء في الضفة الغربية

08 أكتوبر 2023
آلاف الفلسطينيين شاركوا في تشييع جثامين الشهداء (العربي الجديد)
+ الخط -

شيع آلاف الفلسطينيين في الضفة الغربية، اليوم الأحد، جثامين خمسة شهداء ارتقوا خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، وذلك في تظاهرات مناصرة لقطاع غزة ومقاومته، ورفضاً للعدوان الإسرائيلي، فيما أرجئ تشييع جثمان الشهيد السادس محمود باسم اخميس (18 عاماً) من بلدة بيت أمر شمال الخليل، إلى يوم غد الثلاثاء.

وتخلل تشييع الشهداء ترديد هتافات تبايع المقاومة الفلسطينية وتشيد بمعركة "طوفان الأقصى"، وهتافات أخرى تمجد الشهداء. كما حمل الشهداء على الأكتاف، ورفعت رايات الفصائل الوطنية، وأعلام فلسطين، وأطلق مسلحون النار بالهواء تحية لأرواح الشهداء.

وشارك المئات في مخيم جنين بدعوة لوداع الشهيد عواودة (19 عامًا)، الذي استشهد في اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، وكان قد أوصى بدفنه في مخيم جنين إلى جانب الشهداء.

وعواودة الذي تعود أصوله إلى بلدة دير سامت في الخليل، انضم لـ"كتيبة جنين"، وكان حتى استشهاده مطاردًا للاحتلال، إذ سبق له تنفيذ عملية إطلاق نار في مدينة الخليل أسفرت عن إصابة ثلاثة جنود إسرائيليين، بتاريخ 26 يونيو/حزيران الماضي، بعدها استطاع الوصول لمخيم جنين والانضمام للمقاومة فيه.

فيما شهدت مدينة قلقيلية شمالي الضفة تشييع جثمان الشهيد الطفل أحمد الرابي (13 عامًا)، نجل الأسير المحرر عبد الناصر الرابي، وشهد التشييع كلمة للقيادي في حركة حماس سامح عفانة أكد فيها على خطورة جرائم الاحتلال الإسرائيلي واستهدافه للطفولة الفلسطينية.

كما شيع الفلسطينيون في مدينة بيتونيا غرب رام الله وسط الضفة الغربية جثمان الشهيد الشاب عمرو يوسف عابد (19 عامًا) إلى مثواه الأخير في مقبرة بلدة بيتونيا. وشارك المئات في مراسم التشييع، وتم نقل جثمان الشهيد من مجمع فلسطين الطبي بمدينة رام الله. عُرضت نظرة الوداع من قبل عائلته في منزلهم ببيتونيا، ثم حمل الجثمان إلى مسجد بيتونيا الكبير، حيث أُقيمت صلاة الجنازة بعد صلاة الظهر مباشرة. ودفن الشهيد في مقبرة بيتونيا.

وقال والد الشهيد عمرو، يوسف عابد، لـ"العربي الجديد" إن" ابنه كان لديه روح وطنية عالية وكان مؤمنًا بقضية المسجد الأقصى المبارك، ولذا كان يشارك دائمًا في المواجهات في رام الله ومناطق أخرى". عبّر والد الشهيد عن فرحه بمعركة "طوفان الأقصى" وعن حزنه الشديد باستشهاد ابنه.

من جهته، أعرب وحيد جبران، جد الشهيد عمرو، في حديث لـ"العربي الجديد" عن فخره رغم الخسارة الكبيرة باستشهاد حفيده. وأشار إلى أن "عمرو كان قد اعتقل سابقًا من قبل قوات الاحتلال وكان يحب الشهادة".

كذلك، شيع مئات الفلسطينيين، ظهر اليوم الأحد، جثمان الشهيد الشاب يوسف نادر سليمان إدريس (19 عامًا) في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية. وتوفي الشاب إدريس متأثرًا بإصابته الحرجة برصاص الاحتلال في الصدر خلال مواجهات مع القوات الإسرائيلية في المدينة.

وانطلق موكب التشييع من مستشفى الخليل الحكومي وانتقل إلى منزل عائلة الشهيد في منطقة واد الغروس، المحاذية لمستوطنة "كريات أربع". ومن هناك توجه المشيعون لأداء صلاة الجنازة على الشهيد إدريس قبل أن يتم دفنه في مقبرة الشهداء.

ولم يكن الحضور الشعبي في جنازة الشهيد إدريس كبيرًا بسبب إغلاق الاحتلال للمنطقة التي يقطن فيها، ما أثّر على قدرة الأهالي على المشاركة في مراسم التشييع. حسبما أفاد عماد أبو شمسية، منسق "تجمع المدافعون عن حقوق الإنسان"، الذي أشار، في حديثه لـ"العربي الجديد"، إلى أن الجيش الإسرائيلي أغلق عدة أحياء في مدينة الخليل وحاصرها، بما في ذلك منطقة سكن الشهيد، مما أثّر على الأهالي ومنعهم من المشاركة بشكل كبير في جنازة الشهيد إدريس.

وأضاف أنه "بعد تشييع الشهيد إدريس، اندلعت مواجهات قرب مدخل شارع الشهداء في الخليل، وأصيب شاب بالرصاص الحي في القدم خلال هذه المواجهات، وتم نقله لتلقي العلاج في مستشفى الخليل الحكومي".

وشيع الفلسطينيون، ليل أمس السبت، جثمان الشاب كرم ناصر العايدي (23 عامًا) في مسقط رأسه بمخيم عين السلطان شمال غرب مدينة أريحا شرق الضفة الغربية بمشاركة شعبية وفصائلية، بحسب ما أكده لـ"العربي الجديد" الصحافي عادل أبو نعمة.

ووفق أبو نعمة، فقد انطلق موكب تشييع جثمان الشهيد العايدي من أمام مستشفى أريحا الحكومي باتجاه مسقط رأس الشهيد، بعد وقت قصير من إعلان استشهاده، وحين وصوله منزله ألقت عائلته نظرة الوداع الأخيرة، ثم نقل جثمان الشهيد الذي لف بعلم فلسطين إلى مسجد مخيم عين السلطان الكبير، حيث تم أداء صلاة الجنازة عليه.

بعد ذلك، حمل المشيعون وعددهم بالمئات، جثمان الشهيد العايدي على الأكتاف، وجابوا به شوارع مخيم عين السلطان، وصولاً إلى مقبرة المخيم، حيث ووري جثمانه الثرى.

ومساء اليوم الاثنين، شيع الفلسطينيون جثمان الشهيد أحمد خالد أبو تركي (28 عاماً)، بعد ساعات قليلة من تسليم قوات الاحتلال الإسرائيلي جثمانه.

وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي أطلقت الرصاص صباح اليوم، باتجاه مركبة الشاب أبو تركي مباشرة، في منطقة الحرايق القريبة من مستوطنة "حاجاي" المقامة على أراضي مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية.

وانطلق موكب تشييع جثمان الشهيد أبو تركي، من منزل ذويه في مدينة الخليل، والتي ألقت عائلته نظرة الوداع الأخيرة عليه،  ثم حمل على الأكتاف ونقل إلى مسجد "وصايا الرسول" بالمدينة، ليصلى عليه صلاة الجنازة، ثم جابوا به شوارع المدينة، وصولاً إلى مقبرة الشهداء في منطقة وادي الهرية بمدينة الخليل. وهناك، ووري جثمانه الثرى.

وخلال المواجهات والأحداث التي وقعت بعد معركة "طوفان الأقصى" استشهد 7 فلسطينيين بالضفة الغربية، وهم: محمود اخميس، ويوسف إدريس، وأحمد رابي، وعمرو عابد، وكرم العايدي، ومحمد عوض جربوعة (24 عاماً) من مدينة بيتونيا غرب رام الله، ولا تزال قوات الاحتلال تحتجز جثمانه، بعدما قتلته قرب بلدة اللبن الغربي شمال غرب رام الله بزعم تنفيذه عملية طعن.