تسليم جثة إسرائيلي بعد احتجازها ليومين من مقاومين في جنين

تسليم جثة إسرائيلي بعد احتجازها ليومين من مقاومين في جنين

24 نوفمبر 2022
سلم الأمن الفلسطيني صباح اليوم الخميس جثمان إسرائيلي من الطائفة الدرزية (Getty)
+ الخط -

سلم الأمن الفلسطيني صباح اليوم الخميس، جثمان الإسرائيلي من الطائفة الدرزية، تيران فرو،  في دالية الكرمل بالداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، إلى عائلته بعد وساطات عديدة مكثفة خلال الساعات الأخيرة من جهات مختلفة، وذلك بعد يومين من انتزاع مقاومين فلسطينيين من مخيم جنين شمال الضفة الغربية، الجثمان من داخل أحد مستشفيات مدينة جنين واحتجازه داخل المخيم.

وأوضح مدير الهلال الأحمر الفلسطيني في جنين محمود السعدي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن تسليم الجثمان لعائلة الإسرائيلي تم على حاجز سالم العسكري المقام على أراضي غرب جنين، حيث جرى نقل الجثمان من أحد مقرات الأمن الفلسطيني في جنين (رفض تسميتها)، وبإيعاز من قيادة الأجهزة الأمنية.

وأشار السعدي إلى أنه ولدى وصول سيارة الإسعاف إلى حاجز سالم تم تسليم الجثمان لسيارات إسعاف إسرائيلية بحضور عائلة الإسرائيلي وضباط من الإدارة المدنية الإسرائيلية ووفد من الأجهزة الأمنية الفلسطينية.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن تسليم جثمان الإسرائيلي بعدما ثبت أنه ليس جنديا في جيش الاحتلال، وبعد وساطات أممية وأسرى محررين من الطائفة الدرزية في الجولان المحتل، وبعد تدخلات من قيادات الحركات العربية في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، وتواصل مع حركة الجهاد الإسلامي. وطلب الأمين العام لحركة الجهاد زياد النخالة تسليم الجثمان كون الشاب ليس جندياً.

وأشار المصدر إلى أن السلطة الفلسطينية وخلال اليومين الماضيين، حاولت إدخال وساطات عدة من أجل تسليم الجثمان، لكنها فشلت في ذلك، رغم وجود السلطة في عمليات التفاوض، لكنها لم تنجح بإقناع المفاوضين لتتسع دائرة التفاوض وجرى تسليم الجثمان أخيرًا.

ووفق المصدر، فإنه كان من المفترض أن يُسلم الجثمان يوم أمس، وحينما حضرت شخصيات قريبة وتعمل بالسلطة الفلسطينية رفض التسليم وتم تعطيل التفاوض بهذا الشأن، وحدث خلل بالترتيبات وتم تأخير التسليم، حتى فجر اليوم.

وفي وقت لاحق، أفادت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية (وفا)،  بأن الرئيس محمود عباس تلقى اتصالاً هاتفياً من صالح طريف ممثلاً للطائفة الدرزية، قدم خلاله الشكر لعباس على جهوده في الإفراج عن جثمان الشاب الدرزي تيران فيرو، الذي توفي في حادث قبل أيام، وقدم عباس التعازي، للطائفة المعروفية الدرزية وعائلة الفقيد، مؤكداً على ضرورة نبذ الفرقة وتوطيد العلاقات الإخوية بين أبناء الشعب الواحد.

وأكد طريف لعباس، شكر وتقدير جميع أبناء الطائفة الدرزية، وعلى رأسهم الشيخ موفق طريف شيخ الطائفة لما بذله الرئيس ودولة فلسطين لضمان تسليم جثمان الشاب المتوفي.

وأشارت وكالة "وفا"، إلى أنه بتعليمات من الرئيس عباس، ومتابعة من رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج، وقادة الأجهزة الأمنية، ومحافظ جنين وقواها الوطنية وفعالياتها ومؤسساتها، نجحت الجهود التي بذلت، بالإفراج عن جثمان الشاب تيران فيرو.

ولقي الشاب الإسرائيلي مصرعه بحادث سير قرب جنين قبل يومين، ونقل الجثمان إلى أحد مستشفيات مدينة جنين، وحينما علم مقاومون بوجود الجثمان احتُجز، للمطالبة بتسليم جثامين الشهداء الفلسطينيين المحتجزين لدى الاحتلال.

ومساء أمس، أصدر رئيس الحركة الإسلامية المحظورة داخل الخط الأخضر، الشيخ رائد صلاح، بيانًا بشأن احتجاز جثة الشاب تيران فرو، وقال: "إن تواجده في جنين كان تواجدًا عاديًا كأي إنسان من أهلنا من الداخل الفلسطيني، وتمنى على خاطفي جثمانه أن يسلموه إلى ذويه".

وأشار الشيخ رائد صلاح إلى أن احتجاز جثامين الشهداء الفلسطينيين في مقبرة الأرقام، هي جريمة نكراء لا تزال تمارسها المؤسسة الإسرائيلية، وآن الأوان لكل هؤلاء أن يعودوا إلى أهلهم.

وبحسب الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء والكشف عن مصير المفقودين، فإن الاحتلال يواصل احتجاز 117 جثمان شهيد فلسطيني منذ عودة سياسة احتجاز الجثامين عام 2015، بينهم 12 طفلاً، وشهيدتان، و9 أسرى استشهدوا في سجون الاحتلال، ومن بين الجثامين المحتجزة 17 جثماناَ لفلسطينيين من محافظة جنين.

المساهمون